تحديد جينات جديدة مرتبطة بخطر الإصابة بالسرطان تحذير للنساء من عادة تجميلية قد تسبّب تلفاً في البشرة 5 علامات تحذيرية تدل على قرب حدوث جلطة دماغية تأييد حبس مجدي عبدالغني عامين في قضية الميراث مشروع قرار مقدم من الأردن يدين حظر أنشطة الأونروا في الأرضي الفلسطينية المحتلة انخفاض مؤشرات الأسهم الأميركية الجيش: طائرة مسيّرة مجهولة المصدر سقطت في جرش الصفدي يجري اتصالا هاتفيا مع نظيره الإسباني زوسيا... "مصاصة دماء" عمرها 400 عام أعادها العلماء إلى الحياة الخارجية تعزي بضحايا الفيضانات في إسبانيا وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني غزة/80 إلى أرض المهمة المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة بلينكن: تقدم جيد بمفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان الأوبئة: أهمية بناء قدرات العاملين في مجال الصحة العامة سعر الغاز في أوروبا يواصل انخفاضه وسط ضعف الطلب الصحة العالمية: الوضع الصحي شمالي قطاع غزة مروع ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات في إسبانيا إلى 140 شخصا سمو الأميرة رجوة بنت علي تفتتح معرض"أصوات المرجان" في قلعة العقبة وزيرة السياحة تلتقي رئيس وأعضاء الجمعية الأردنية للسياحة الوافدة حياصات مديرا للإعلام في وزراة التربية والتعليم

بحبه يا بابا

بحبه يا بابا
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

 في ظل الانتكاسة الثقافية والقيمية بات من العبث الكتابة في الشؤون السياسية والقضايا الوطنية الجادة , فمنسوب الغضب والمزاودة يفوق كل احتمال , مزاج شعبي حاد وتغذية اعلامية وسياسية لهذا الغضب , فكل انابيب الكراهية والحقد والتأفف مفتوحة على مصراعيها , وثمة تصنيفات وتنويعات وصفات والقاب باتت ملقاة على الطرقات مثل اكوام الحاملة وجبال الخس الطري , وكل فئة تعزف لانصارها وتمنحها الالقاب والصفات دون وصفة او حتى روشيتة طبيب حديث التخرج .

ذوات من المحامين والمفكرين والنشطاء يتداولون اخبارا على جروبات يندى لها جبين العقل والمنطق , وللاسف المصدر اكاديمي يسبق اسمه لقب دكتور او الاستاذ المحامي او الوزير الاسبق , يتداولون اخبارا تكشف حجم العوار الفكري والسطحية الثقافية , فهل يعقل ان يتداول عاقل له ادنى معرفة بالاعراف الديبلوماسية خبر رفض قبول سفير في بلد ما , علما بأن الرفض لا يكون مكتوبا ولم يسبق ان صدر كتاب برفض سفير من اي دولة سواء كانت مارقة او ملتزمة بالاعراف , فالرفض يكون من خلال عدم الاجابة على كتاب الاستمزاج فقط .

صراخ ومزاودات تفيض عن حاجة عصابة في مقهى او في مسمط للفوارغ والكرشات , انفعالات كلها تمثيلية وغضبة على المواطن المقهور تزيد من قهره اصلا , لانها سرعان ما تنتهي على قارعة مكتب لتسوية صامتة او تمشية معاملة , فالنواب اغرقونا في وحل انعدام المحاسبة والمساءلة حتى تغولت كل الحكومات علينا , لأننا ببساطة بلا سند نيابي يحتسب ويراقب ويقوم بالتشريع اللازم لخير البلاد والعباد , مسؤولون سابقون كلهم انبياء ونُبلاء , لم يأتهم الباطل من اي جهة وكل قراراتهم كانت لصالح المواطن الغلبان .

من باع الفوسفات ومن مرر صفقة امنية ومن وقع الكازينو باتوا اليوم ابطالا ويقدمون للناس النصائح , بل ينثرون الدعم على الجماهير الغاضبة ويعززون انحسار الثقة حتى ننسى انهم اول الخديعة واول البيوعات للثروة الوطنية , كلهم ثعالب يلبسون اليوم ثياب الناسكين ويقطرون حكمة وطهارة , وكذلك من طالب بالتضييق على النقابات والاحزاب بات اليوم مصلحا سياسيا وينادي بالاصلاح والحداثة , حتى الضباط السابقون الذين قمعوا كل اشكال التعبير الشعبي في مواقعهم السابقة ومارسوا كل اشكال الاستثمار الوظيفي , يقدمون انفسهم في موسم التكاذب الوطني كإصلاحيين ومحاربين للفساد .

سأكتب اليوم عن اللوز الاخضر الذي تشرفنا بقدومه بأسعار فلكية حيث يبلغ سعر الاوقية الواحدة اربعة دنانير , ساكتب عن مدى حبي واشتياقي له ورغبتي الجامحة في ان " أقرش " بعض حبيباته الغضة , مغموسة بقليل من الملح ,  واصرخ مثل نجمات السينما بالاسود والابيض واحكام الدجاني , " بحبه يا بابا " , سأكتب عن حجم القصائد التي تحدثت عن زهر اللوز وعن مهرجانات ازهار الكرز , بل ربما اقوم بتلبية دعوة كريمة من الصديق محمد فضيلات بزيارة واشنطن كي اشارك في مهرجان الكرز حال توفر محسن كريم يقوم بتمويل تذكرة الطائرة ومصروف الجيب .

سأكتب عن ذوات اللون الاخضر , الدولار والكرز واللوز , فكل اخضر جميل , ولذلك كان الدولار اخضر ويتراقص مثل خنوص على موقد شواء , فلماذا نكتب عن موسم القرن من الصفقات , التنفيعات والتعيينات والتشليحات والتشبيحات , طالما ان الفضاء الالكتروني يفيض بكل انماط الكتابة الكاذبة والمزاودة الفارغة , لشخوص هم الفساد بعينه والضلال بعينه , لكنهم اليوم على اعلى مرتبة من النقد والصوت المرتفع .

سأكتب عن كل شيء الا عن وطن يئن اليوم تحت ضربات الجميع , من هتاف الملاعب الى خطب النواب وتصريحات المسؤولين .//

omarkallab@yahoo.com

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير