شدد منتدون على ضرورة إنشاء هيئة وطنية مستقلة للترجمة تعيد حركة الترجمة والتعريب إلى مسارها وترتقي بها إلى آفاق جديدة. وفي ندوة "الترجمة رسالة السلام"، التي نظمها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، مساء أمس الاثنين، بالتشارك مع جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، أكدوا أهمية الارتقاء بنوعية الترجمات في الوطن العربي، وبالتالي تهيئة المترجمين مهنيا وثقافيا وتقنيا لممارسة مهماتهم.
ولفتوا في الندوة التي أدارها الزميل عامر الصمادي إلى أن حاجة الأمة إلى الترجمة مهمة واكيدة، خصوصًا في ظل اتساع مجالات التواصل بين الشعوب والأفراد على السواء، مع التنبيه على ضرورة إعادة الاعتبار للدور العربي في حركتي الترجمة والتعريب. الرئيسة التنفيذية لـ"مؤسسة شومان" فالنتينا قسيسية، قالت "جميعنا ندين للترجمة في جزء من تكويننا الفكري والثقافي، فتشعب المعرفة، وتنوع مصادرها يجعلها عملية غير مركزية، بل تسهم فيها الأمم بلغاتها، ما يؤدي بالتالي إلى صعوبة الاطلاع عليها إلا من خلال نقلها إلى لغاتنا الأم".
وأكدت أستاذة الأدب الحديث والمعاصر في جامعة قطر، وعضو الفريق الإعلامي بالجائزة الدكتورة امتنان الصمادي أن ما يميز جائزة الشيخ حمد للترجمة تركزها على حضور اللغة الأم في ذهن المترجم، كما أنها تفتح الباب واسعا على كل اللغات الأخرى لتظهر الفكر الإنساني على السطح وتنفتح على العام الآخر. ولفت المترجم الدكتور وليد السويركي إلى أن خطابات الترجمة التي تتنوع تبعاً لمنظورات مختلفة لغوية وثقافية وايديولوجية، أوجدت لدينا خطابا إنسانيا، ينصب على تبيان دور الترجمة ماضياً وحاضراً في التواصل الحضاري وتجسير الهوة بين الشعوب، مستدلاً على ذلك بالشواهد التاريخية الكثيرة".
ودعا رئيس جمعية أساتذة اللغة الإنجليزية وآدابها والترجمة في الجامعات العربية، الدكتور جهاد حمدان، لتشجيع الجامعات على إنشاء مراكز للترجمة داخل الحرم الجامعي، وتحسين خطط برامج الترجمة وتطويرها. الناطق الرسمي باسم جائزة "الشيخ حمد" الدكتورة حنان فياض، أوضحت أنه تقديرًا لدور الترجمة اليوم في إشاعة السلام ونشر المعرفة، ودور المترجمين في تقريب الثقافات؛ جاء تأسيس جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في الدوحة، بوصفها جائزة عالمية يشرف عليها مجلس أمناء، ولجنة تسيير، ولجان تحكيم مستقلة.
وكان الزميل الصمادي، أشار خلال تقديمه الندوة، أن المتتبع لحركة الترجمة بالوطن العربي يلحظ أنها لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه، بل ويلحظ كذلك التراجع الكبير في مستوى الاعمال المترجمة عربياً، معتبرا أن الحاجة تتطلب من المترجم أن يكون لديه مهارة فكرية ولغوية فائقة.
و"جائزة الشيخ حمد" التي تأسست عام 2015، ومقرها في الدوحة بقطر، تسعى إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين أمم العالم وشعوبه، ومكافأة التميز، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح.
--(بترا)