التربية تعلن عن بدء التقديم للتعليم الإضافي ورشة علمية بمستشفى الملك المؤسس عن الحصبة والحصبة الألمانية إدارة ترخيص السواقين والمركبات تستمر في توسيع خدماتها بعد ساعات الدوام الرسمية بورصة عمان: 100% نسبة التزام الشركات بتقديم تقرير الاستدامة السنوي لعام 2024 ضمن الوقت المحدد ارتفاع أسعار الذهب محليا 60 قرشا محاضرة عن الأبعاد الديموغرافية للأمن الوطني مدير عام مؤسسة الغداء والدواء يوجّه بتكثيف الرقابة على المنشآت الغذائية عالية الخطورة تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة ابو علي ينعى وفاة المدقق الضريبي لؤي العرقان انخفاض أسعار النفط عالميا أندونيسيا: 4 قتلى و38 مفقودا في حادث غرق عبارة عشرات الشهداء والجرحى جراء تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة المياه تطلق التقرير السنوي 2024 المياه : ضبط اعتداء في الحلابات وحفارات مخالفة في جرش والمفرق أجواء صيفية معتدلة في اغلب المناطق اليوم وغدًا دراسة دولية تكشف السمات المشتركة للأشخاص الرائعين! دراسة: كل كوب قهوة يعزز شيخوختك الصحية بنسبة 5% أمراض خطيرة تسبب النعاس نهارا تحذير هام من عواقب شحن الهواتف تحت الوسادة أثناء النوم “الأنباط” تكشف تفاصيل تشكيل لجنة “حماية المهنة” في نقابة الصحفيين الأردنيين "تعديلات ضرورية على ميثاق الصحفيين في العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي"

شيزوفرينيا قطاع عام

شيزوفرينيا قطاع عام
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

 نادرا ما تجد مسؤولا في القطاع العام راضيا عن اداء وزيره , واكثر نُدرة ان تجد موظفا راضيا عن اداء مديره , وكأننا في حارة " كل من ايده اله " , فالقرار معطل , ومجرد منخفض جوي يجعل الدولة واقفة على ساق واحدة , وتتسابق كل مؤسسات الدولة لاعلان جاهزيتها لاستقبال المنخفض الثلجي , وكأن الزائر الابيض غريب عن بلادنا , ولا نعرفه ولا يعرفنا , علما بانه كان يزورنا في فصل الشتاء الواحد اكثر من مرة واحيانا يجري التوثيق الشعبي للاحداث بالثلجة الكبرى او الثلجات السبع , وكانت الحياة تمضي دون كل هذا التوتر .

طبعا الثقة الشعبية بالاستعدادات في اردأ احوالها , فالجميع يستعد للمنخفض على انه عاصفة عاتية , وتتصدر النشرات الجوية صدر الاخبار الاكثر متابعة , وثمة مخزون هائل من المواد المحفوظة والجاهزة باتت على طاولة المطبخ , وطوابير الكاز والغاز تفوق طوابير الطالبين للهجرة على ابواب سفارة دولة تعيش حالة حرب , وكل ذلك مرده لعدم الحصافة الرسمية في التعبير والتواصل مع الناس , وبات بعبع الثلجة والمطر اكثر خطرا وتأثيرا من الغول وصاحب القدم المسلوخة .

دولة تقف اليوم على عتبة مئويتها الاولى , تعيش حالة رعب من شتوة او ثلجة او عاصفة رياح , كل ذلك بسبب الانفصام العام الذي تعيشه مؤسسات الدولة , التي تتحدث بلغة وتنفذ بلغة ثانية , وكانها تتلمذت على يد نايف حواتمة الذي كان يعطي الاشارة لليسار فيما ينحرف يمينا , فالوزير على مقعده يقول كلاما في وصف الحالة السياسية والادارية تستشعر منه ان الامور توازي دول الاسكندناف , وبعيد خروجه يجلس على شاشة التلفاز او في المجالس العامة ويتحدث عن خراب الدنيا , ولعل ما قاله وزير المياه السابق على شاشة المملكة دليل على ذلك , فالرجل يتحدث عن سرقة 8 ملايين متر مكعب , فأين معاليه واين دوره ؟

انفصام عام تعيشه اللحظة الوطنية والمجتمع تبعا لذلك , فالمسؤول الاول لا يتابع تنفيذ تعليماته او يتركها لصغار الموظفين خشية ان تسجل عليه , والمسؤول الاصغر يمارس ما تشتهيه نفسه ومعارفه , والموظف يرى كل ذلك فيبدأ في البحث عن فائدته , طالما ان الامور تسير وفقا للرغبات والشهوات الشخصية , والغريب ان الجميع يتحدثون عن مصلحة البلد وصالح المواطن , وكأن البلد تم اختزالها في فخذ من عشيرة او اسرة صغيرة او مكتب عام .

نحن دولة قوية ولديها من ادوات النجاح وامكاناته ما يفوق دولا اكثر ثراء وعددا , ولكن ادواتنا الادارية صغيرة وليست بحجم قيمة الدولة , فالمسؤولون اليوم من اضعف الكوادر الادارية والمهنية بين اقرانهم , الا من رحم ربي , وهؤلاء المرحومون نضع العصي في دواليبهم ونحاربهم كأنهم خصوم , وهنا اتحدث عن المواقع المتشابهة والتابعة للموازنة ولا اقصد المقارنة بين العام والخاص من القطاعات , فتجد وزيرا مبدعا وصاحب قرار , تستقوي عليه جهات وافراد اقل منه كفاءة ومقدرة , وتجد مديرا عاما يمارس عمله بنجاح في احلك الظروف واقلها امكانية ومع ذلك تحاربه المؤسسات الاخرى وتسعى لتدميره لمجرد انه نجح او لامس حواف النجاح .

حالة انفصام اداري وسياسي , نعيشها اليوم هي سبب الأزمة وسبب الوهن والضعف العام , ونحتاج الى معالجة الانفصام فقط , عبر اعادة الحياة للادارة العامة وللشخصية القيادية بدل الاستعانة باشخاص من الصف المتدني في الخبرات والكفاءة , نحتاج الى اصلاح اداري واجتماعي وبعده يأتي كل اصلاح .//

omarkallab@yahoo.com

 

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير