ماذا توقع الذكاء الاصطناعي لمباراة الأردن والعراق؟ آبل تعلن عن إصدار جديد لنظام التشغيل آي.أو.إس النفط يرتفع وسط ترقب نتائج المحادثات التجارية بين أميركا والصين 67.30 دينارا سعر غرام الذهب في الأسواق شهيدان وجريح في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان 13 موقعا لبث مباراة النشامى مع العراق وفيات الثلاثاء 10-6-2025 أجواء حارة نسبيًا في أغلب المناطق حتى الجمعة فوائد تناول العسل على الريق ولادة قطة على الهواء أثناء بث نشرة الأخبار.. ورد فعل المذيع يثير تفاعلاً واسعاً فى كسر حصار غزة ! النائب سليمان السعود يكتب: القضية الفلسطينية في عهد الملك عبدالله الثاني... ثبات الموقف وصدق الانتماء في ذكرى الجلوس الملكي 3 أيام في الظلام.. ماذا يحدث لعقلك عندما تُطفأ الأنوار؟ تمارين التنفس العميق: علاج القلق بخمس دقائق يومياً بعثة حج القوات المسلحة الأردنية تعود إلى أرض الوطن صدور التعميم الأولي لإعداد مشروع قانون موازنة 2026 برعاية العيسوي وبحضور حاشد.."أبشر سيدنا" تقيم مهرجانا وطنيا بمناسبة احتفالات المملكة بالأعياد الوطنية النشامى ينهي تحضيراته للقاء العراق بتصفيات كأس العالم المنتج البحريني علي الدليمي أول بحريني وخليجي يرشح ويفوز بجائزة التوني العالمية للإنتاج المسرحي التحقيق مع 3 أشخاص ألحقوا أضراراً بمركبة إسعاف بمستشفى معان

حكومة..أحزاب..حراك  

حكومةأحزابحراك  
الأنباط -

 عامر الحباشنة

قد يستغرب البعض عنونة هذا المقال والربط بين ما يبدو أنه متناقض وهو كذلك، فالحكومة المؤتمنة دستوريا على إدارة المؤسسات ، والأحزاب المؤتمنة على مد المؤسسات والشارع بالكادر البرامجي ، والحراك هذا المصطلح الجديد والذي يبدو انه يؤدي دور باروميتر القياس لمقدار حضور وغياب الحكومة أو الأحزاب.

ومع أن هناك عناوين أخرى للمجتمع كمؤسسات المجتمع المدني من نقابات مهنية وعمالية وجمعيات وروابط تجمعات، الا انها بكل عناوينها قد يمكن شمولها بثلاثية(ح أ ح)، ولكي نفصل في الأمر لهذه الثلاثية طبقا للمشهد المتغير، فإن الحكومات  المناط بها إدارة المشهد والدولة بكل تفاصيلها وقيادة المجتمع أصبحت للأسف ومنذ عدة حكومات خلت، أصبحت ولأسباب ذاتية وموضوعية أسيرة الواقع وجل مهامها ترحيل الأزمات او بأحسن الظروف حلها بنظرية ردات الفعل وليس الفعل وتسودها حالة من الارتباك والتردد الذي يبدأ من رجال الدولة الذين استهوتهم الإدارة بطريقة الموظفين لا رجال الدولة،  وهذا انسحب على كل ما دون من تراتبية إدارية ليشمل مستويات السلطة التنفيذية،  وحتى وإن وجد من يخالف، فإن السلطة الأعلى كفيلة باحتوائها ودفن توجهاتها تحت شعار أو آخر،  حكومات تبدع في التشخيص وخطابات الواقعية ولكنها تفشل عند أول إمتحان علاج، وإلا لماذا كل هذا الارتباك والتردد الاصلاح والتسرع في  القرارات والتراجع عنها، ومع هذا كله تتصرف عمليا وكأنها منفصلة عن الواقع.،مع كارثة الكوارث المتمثلة بالشخصنة والتجاذب بين أطرافها الذي يعرفه كل مطلع متواضع.

اما، الأحزاب، فالحمد لله لم يتبق سوى الهياكل والحديث الأيديولوجي وكل حزب بما لديهم فرحون، لا يرى إلا نفسه ولا إستعداد لتحالفات برامجية جامعة مع غياب البرامج العملية على المستوى الفردي، اللهم الا حالات فردية ضمن كل حزب تسمع انينها بين الفينة والأخرى، وهي بابعاد اقرب الى الشخصيه منها للبرامجية، ففقد الجمع الغالب الثقة بها، وحالها لا تحسد عليه بين سندان الشارع الطامح لمن يعبر عنه وبين مطرقة الحكومات التي تريدها بالاقوال وتحاربها بالأفعال،  فهل من برنامج وطني تتسلل عناوينه بين ردهات الواقع، الجواب لحد اللحظة حالة من اجترار الشعارات والتسويات الذاتية لا أكثر، ناهيك عن كارثة فقدان الثقة بينها، ومثلما الحكومات أسيرة ردات الفعل، فإن جل الأحزاب اصبحت أسيرة ماضيها.

والثالثة، الحراك، هذا المصطلح الفضفاض متعدد التعريفات والعناوين، منه العائلي والعشائري والمناطقي والشخصي، كما أنه في حالات واجهة القوى التي لا تريد التعبير عن آرائها مباشرة،  والحراك كحالة إيجابية ومقياس الرأي العام بدأ كحالة مطلبية صادقة قبل الولوج في عدمية الذاتية والأنا وأمراض المجتمع، حتى الت الأمور إلى سيطرة الحكومات وأدواتها على كثير من مفاصله عبر الاحتواء او تلبية المتطلبات الخاصة، ولم يخل الأمر من حالات صادقة وهي الأكثر ممن وجد نفسه بين الواقع المتردي وصوت الناس والامهم وبين غياب المرجعيات السياسية القادرة على احداث التغيير في المجتمع، ناهيك عن الاستفراد بهذا الجزء او ذاك وهذه البؤرة او تلك.

حاح،  حكومات تتصرف في الظرف الاستثنائي بطريقة تقليدية وترى نفسها بشخوصها وصيا على المجتمع والمالك الوحيد للحقيقة دون الإستعداد للتغيير في أدواتها مبتعدة عن جوهر مشاكله وهمومه،  حاح، احزاب تحارب الحاضر بماضيها وتاريخها ولا إستعداد لديها لنفض غبار الملفات واجتراح البرامج العملية التي تجذب الناس والمناورة لتطبيقها في الهوامش المتاحة كخطوات لتطويرها،  حاح، حراكات، أقرب لنبض الشارع واعجز عن آحداث التغيير، ولا برنامج وطني موحد اللهم تلك العناوين العريضة التي يتحدث بها الجميع حكومة وأحزابا وحراكات.

في الختام، وحتى لا تبقى الحكومات في حالة الانفصال العملي عن الواقع ويصبح رجالها رجال دولة لا موظفيها، وحتى لا تصبح الأحزاب ذكريات جميلة لأشخاص وأصدقاء على طاولات المقاهي والصالات المغلقة، وحتى لا تبقى الحراكات حالة من الفوضى اقل من ان تحدث التغيير المأمول، فإن على الجميع الخروج من نمطيته والولوج إلى  برامج عملية وشعارات واقعية جامعة، قادرة على التعبير عن نبض الشارع ومشاكله والمساهمة بتطوره وتحديثه وتلمس حلول لمشاكله اليومية،  الخروج إلى فضاءات جامعة تفضي لتسويات وطنية، تسويات تتطلب نصف إنتصار لصالح الإنتصار الأكبر للوطن...والخطوة الأهم بكل هذا تبدأ من الحكومة لخلق بيئة وطنية تمكن الجميع من المشاركة للخروج من الحالة الاستثنائية التي يمر بها الوطن.

ولله الأمر من قبل ومن بعد.//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير