البث المباشر
هل يفعلها الرئيس؟ حادثة تدمر وتبعاتها على الحكومة السورية الانتقالية. حسين الجغبير يكتب : متى نتعلم الدرس جيدا؟ الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان حوارية حول "تعزيز القيادة في ضوء الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة" قرارات مجلس الوزراء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرتي الخلايلة والعواملة جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني اللواء المعايطة يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، ويؤكد على تكامل الأدوار بين المؤسسات الوطنية شكر على التعازي عشائر العجارمة عامة… وعشيرة العقيل خاصة بحث تعزيز التعاون الأكاديمي بين جامعتي عمّان الأهلية وفلسطين الأهلية

الأردن المأزوم بالتوزير

الأردن المأزوم بالتوزير
الأنباط -

التوزير في الأردن كان دائما من الأحجيات حتى الوزراء أنفسهم كثيرا ما يجيبون بأنهم لا يعرفون كيف ولماذا تم اختيارهم، ومن الطريف أن هذا الحال استمر على نفس الوتيرة بعد التحول الديمقراطي. فتحرير الحياة السياسية بعد 89 لم يغير شيئا في طريقة تشكيل الحكومات واختيار الوزراء، وفي مرات محدودة كانت الآلية واضحة لجزء من الفريق مثلا حين أخذ مضر بدران في البرلمان الحادي عشر عددا من كتلة الاخوان المسلمين وطاهر المصري في الحكومة التالية عددا من كتلة التجمع الديمقراطي أي جزئيا بنفس الطريقة المعتمدة في الديمقراطيات حيث يتم التنسيب بالوزراء من كتل وائتلافات برلمانية حزبية. 
واقع حال النيابة والحياة السياسية عندنا يديم الآلية الغامضة والملتبسة والمواربة لاختيار الوزراء بما يثير كثيرا من البلبلة والإشاعات فالعملية برمتها شخصية وغير سياسية يراعى فيها نوع شكلي من التمثيل الديمغرافي، وحتى هذا غالبا ما يثير احتجاجات وتظلمات. ولا شك أن الكفاءة هي أحد المعايير للوزارات الفنية لكن الكفاءات موجودة بالمئات فكيف يتقرر الاختيار؟ هنا تعود الشللية والمحسوبية وحتى الفرص العابرة والظرفية. لكن منهج تدوير المناصب عموما كان سمة من سمات الحياة السياسية الأردنية تتجسد في التغيير المتواتر للحكومات، وهي سمة – يجب القول – لعبت دورا إيجابيا لخلق الرضى وتدوير الزوايا وحفظ اللحمة الداخلية وامتصاص الاحتقانات وادامة الشعور أن كعكعة السلطة ليست مغلقة على مجموعة أو فئة بل أن الفرص موجودة ومتجددة للجميع حتى بدون ديمقراطية. وكان المظهر الرئيس للمعارضة السياسية الأردنية قبل التحول الديمقراطي (غير الأحزاب العقائدية العاملة تحت الأرض) هو تحلق الطامحين شلليا حول رؤساء وزارات محتملين للاطاحة بالموجودين لتجديد الفرص، وهي كانت آلية فعالة وناجحة.
من العجيب ان الظاهرة بتفاصيلها استمرت بعد التحول الديمقراطي وتعمقت بعد الفصل التام بين الوزارة والنيابة. والجديد أن السؤال عن معنى التوزير وارتباطات الأسماء وخلفياتها بات علنيا وصاخبا وتنتشر التخمينات والإشاعات دون قيد كالنار في الهشيم خصوصا مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما قاد باستمرار إلى تسميم المناخ العام وسيادة جو الاحباط فكل الفرضيات موجودة.. قرابة، نسب، شلة، جيرة بيت، صحبة نسوان، مصالح ، رفقة سفر. والحق أن بقاء هذه الأحجية بعد ربع قرن من التحول الديمقراطي هو ظاهرة أردنية قد لا نجد نظيرا لها. وفي هذا المناخ ليس كثيرا ان يفلت من نائب رئيس الوزراء السابق د. ممدوح العبادي ما قاله عن التوزير مع أنه لم يقصد المعنى الحرفي لتعبير "من الشارع"، بل كان القصد الإتيان بوزراء كيفما اتفق. لكن المثال الذي ضربه عن وزراء من المشاركين بالمظاهرات كان خطأ فادحا. والمفارقة أن د.العبادي لم يكن محسوبا ابدا على النخبة المخملية بل على الوسط الشعبي والنقابي وله تاريخ حافل بالنزول للشارع! لكنه تحدث بطريقته وعلى سجيته، ومأخوذا بالمناكفات التي طالت توزير أنسباء له. هي غلطة الشاطر لكن رب ضارة نافعة فقد أعادت تسليط الضوء بحدة على موضوع آلية التوزير وتشكيل الفريق الوزاري.
الاستنتاج السريع بلا لف ولا دوران ان الآلية القائمة باتت مستهلكة ورثة وعقيمة، لكن مع الأسف لا بديل لها إلا التحول إلى الحكومات المنتخبة برلمانيا وهذه هي قضية الإصلاح السياسي الذي يقف على الباب منذ عقد ونيف ويستحي أن يطل علينا!

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير