الزميل علي فريحات ..مبارك الماجستير في الاعلام الرقمي ضعف الثقة بالنواب والأحزاب، أحد أسباب العزوف، وعلى الدولة بكل مؤسساتها تأمين أفضل الظروف لإجراء انتخابات نيابية نزيهة وشفافة "ياسيد الأشواق"يجمع مابين سارة السهيل وكريم الحربي للعام الثاني على التوالي "الأردني الكويتي" أفضل بنك في الأردن في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2024 الأسد المتأهب: تنفيذ عدداً من التمارين التعبوية المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة رحلة المنتهى المها عيــــسى قراقـــع يكتب:الكتابة بين الجثث – قُبلة على جبين غزة في الذكرى ال 76 للنكبة الملك يستقبل وزير الدفاع السنغافوري انباء متضاربة عن مصير الرئيس الإيراني بعد حادث لمروحيته المستقلّة للانتخاب تُشرف على ورشة العمل الثالثة لتعزيز قُدُرات الأحزاب السياسية في إدارة الحملات الانتخابيّة قرارات مجلس الوزراء رغم التحذيرات، الدفاع المدني يستجيب لـ43 حادث غرق نجم عنها 19 وفاة الحسيني يرعى برنامج المحاكمات الصورية الأمم المتحدة: المعبر البحري ليس بديلا للممرات البرية في غزة الخريشة يدعو إلى الإنتخاب على أسس برامجية وليس شخصية الخريشة يدعو إلى الإنتخاب على أسس برامجية وليس شخصية المستشفى الميداني الأردني نابلس2 يجري العديد من العمليات 68 قتيلا ضحايا الفيضانات بأفغانستان "المدن والقرى" والمعهد العالمي للنمو الأخضر ينظمان ورشة عمل
مقالات مختارة

الأردن المأزوم بالتوزير

{clean_title}
الأنباط -

التوزير في الأردن كان دائما من الأحجيات حتى الوزراء أنفسهم كثيرا ما يجيبون بأنهم لا يعرفون كيف ولماذا تم اختيارهم، ومن الطريف أن هذا الحال استمر على نفس الوتيرة بعد التحول الديمقراطي. فتحرير الحياة السياسية بعد 89 لم يغير شيئا في طريقة تشكيل الحكومات واختيار الوزراء، وفي مرات محدودة كانت الآلية واضحة لجزء من الفريق مثلا حين أخذ مضر بدران في البرلمان الحادي عشر عددا من كتلة الاخوان المسلمين وطاهر المصري في الحكومة التالية عددا من كتلة التجمع الديمقراطي أي جزئيا بنفس الطريقة المعتمدة في الديمقراطيات حيث يتم التنسيب بالوزراء من كتل وائتلافات برلمانية حزبية. 
واقع حال النيابة والحياة السياسية عندنا يديم الآلية الغامضة والملتبسة والمواربة لاختيار الوزراء بما يثير كثيرا من البلبلة والإشاعات فالعملية برمتها شخصية وغير سياسية يراعى فيها نوع شكلي من التمثيل الديمغرافي، وحتى هذا غالبا ما يثير احتجاجات وتظلمات. ولا شك أن الكفاءة هي أحد المعايير للوزارات الفنية لكن الكفاءات موجودة بالمئات فكيف يتقرر الاختيار؟ هنا تعود الشللية والمحسوبية وحتى الفرص العابرة والظرفية. لكن منهج تدوير المناصب عموما كان سمة من سمات الحياة السياسية الأردنية تتجسد في التغيير المتواتر للحكومات، وهي سمة – يجب القول – لعبت دورا إيجابيا لخلق الرضى وتدوير الزوايا وحفظ اللحمة الداخلية وامتصاص الاحتقانات وادامة الشعور أن كعكعة السلطة ليست مغلقة على مجموعة أو فئة بل أن الفرص موجودة ومتجددة للجميع حتى بدون ديمقراطية. وكان المظهر الرئيس للمعارضة السياسية الأردنية قبل التحول الديمقراطي (غير الأحزاب العقائدية العاملة تحت الأرض) هو تحلق الطامحين شلليا حول رؤساء وزارات محتملين للاطاحة بالموجودين لتجديد الفرص، وهي كانت آلية فعالة وناجحة.
من العجيب ان الظاهرة بتفاصيلها استمرت بعد التحول الديمقراطي وتعمقت بعد الفصل التام بين الوزارة والنيابة. والجديد أن السؤال عن معنى التوزير وارتباطات الأسماء وخلفياتها بات علنيا وصاخبا وتنتشر التخمينات والإشاعات دون قيد كالنار في الهشيم خصوصا مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما قاد باستمرار إلى تسميم المناخ العام وسيادة جو الاحباط فكل الفرضيات موجودة.. قرابة، نسب، شلة، جيرة بيت، صحبة نسوان، مصالح ، رفقة سفر. والحق أن بقاء هذه الأحجية بعد ربع قرن من التحول الديمقراطي هو ظاهرة أردنية قد لا نجد نظيرا لها. وفي هذا المناخ ليس كثيرا ان يفلت من نائب رئيس الوزراء السابق د. ممدوح العبادي ما قاله عن التوزير مع أنه لم يقصد المعنى الحرفي لتعبير "من الشارع"، بل كان القصد الإتيان بوزراء كيفما اتفق. لكن المثال الذي ضربه عن وزراء من المشاركين بالمظاهرات كان خطأ فادحا. والمفارقة أن د.العبادي لم يكن محسوبا ابدا على النخبة المخملية بل على الوسط الشعبي والنقابي وله تاريخ حافل بالنزول للشارع! لكنه تحدث بطريقته وعلى سجيته، ومأخوذا بالمناكفات التي طالت توزير أنسباء له. هي غلطة الشاطر لكن رب ضارة نافعة فقد أعادت تسليط الضوء بحدة على موضوع آلية التوزير وتشكيل الفريق الوزاري.
الاستنتاج السريع بلا لف ولا دوران ان الآلية القائمة باتت مستهلكة ورثة وعقيمة، لكن مع الأسف لا بديل لها إلا التحول إلى الحكومات المنتخبة برلمانيا وهذه هي قضية الإصلاح السياسي الذي يقف على الباب منذ عقد ونيف ويستحي أن يطل علينا!