رئيس الديوان الملكي الهاشمي يلتقي وفدا شبابيا مؤسسات حقوقية تدين جريمة الاحتلال بتدمير عيادة على رؤوس النازحين كلية تراسانطة تقيم حفلها السنوي بعنوان " الحق يعلو " أورنج الأردن تطلق حلول الابتكار الأحدث لخدمة الفايبر انطلاق ورش العمل الخاصة بالطاقة المستدامة والعمل المناخي برعاية كريشان انطلاق التعداد السكاني الشامل لمدينة العقبة فصل التيار الكهربائي عن مناطق في بني كنانة غدا الأورومتوسطي يطالب بالضغط على إسرائيل لوقف جريمة التهجير القسري بحق الفلسطينيين هيئة تنظيم الطيران تشارك في اجتماع الطيران المدني لمنطقة الشرق الأوسط إدارة مكافحة المخدرات تُلقي القبض على 26 تاجراً ومروجاً للمخدرات خلال تعاملها مع تسع قضايا وحملات أمنيّة في مختلف محافظات المملكة وزارة الاستثمار: أبو ظبي التنموية ADQتؤسس الصندوق الاستثماري للبنية التحتية في الأردن وفد طلابي من نادي سيادة القانون في عمان الاهلية يزور مركز جمرك عمان الوطني لتطوير المناهج يشارك في المؤتمر الدولي الثالث لجائزة خليفة التربوية إخلاء عدة قرى في جزيرة مالوكو الإندونيسية جراء ثوران بركان شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة المستشفى الميداني الأردني غزة /78 يجري عملية جراحية نوعية نادي الاتحاد يتصدر الأسبوع الأول لدوري المحترفات تخصيص 10600 تذكرة لمباراة الحسين اربد والفيصلي طقس دافئ في اغلب المناطق حتى الثلاثاء تحليل ميدانى يحمل صيغة !
مقالات مختارة

ماذا لو قتل يونس قنديل؟

{clean_title}
الأنباط -

تكثف الأجهزة الأمنية المختصة جهودها لكشف ملابسات اختطاف وتعذيب أمين عام مؤسسة مؤمنون بلا حدود الدكتور يونس قنديل.

بمجرد التبليغ عن اختفاء قنديل مساء أول من أمس، استذكر كثيرون بقلق حادث اغتيال المرحوم ناهض حتر، بالنظر إلى تشابه المعطيات في الجريمتين. 

حملة كراهية وتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي توجت بقرار توقيف المرحوم حتر، ثم الإفراج عنه، وتحويله للقضاء وسط تطمينات رسمية بعدم وجود خطر على حياته ليسقط برصاص أحد المتطرفين القتلة على أدراج قصر العدل.

مؤسسة مؤمنون بلا حدود تعرضت هي الأخرى لحملة تحريض بعد إعلان برنامج مؤتمرها في عمان، فقررت السلطات منع انعقاده. لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فقد تلقى منظمو المؤتمر سلسلة من التهديدات بالقتل عبر منصات التواصل الاجتماعي، وماطلت الجهات المختصة قبل أن تقبل شكواهم، ناهيك عن عدم الاكتراث بتوفير حماية لهم.

الحمد لله أن الأجهزة الأمنية تمكنت من العثور على قنديل حيا، قبل أن يلقى مصير حتر. بيد أن الحادث في سياقاته لا يقل خطورة عن سابقه؛ اختطاف وتعذيب وتهديد بالسلاح بسبب اختلاف في الاجتهادات الفكرية، ذلك كله يؤشر على الحالة التي بلغها المجتمع، وعدم الاكتراث الرسمي بخطورة التهديد الذي تمثله الاتجاهات المتطرفة على ثقافة التنوع في بلدنا.

أوقع القضاء أشد عقوبة على مرتكب جريمة اغتيال ناهض حتر وهي الإعدام، لكن مؤسسات الدولة لم تأخذ على محمل الجد خطورة الفكر المتطرف الذي أنتج هذه النماذج، ولم تتحرك لحماية قيم الدولة التاريخية التي تواجه في الأثناء اختبارا حاسما تبدو نتيجته في غير صالحنا أبدا.

كل المؤشرات تفيد بأن التيار الديني المعتدل والمتسامح بدأ يخسر مكانته لصالح ثقافة التطرف والكراهية ورفض الآخر.إنها نمط جديد من الشعبوية المتزمتة دينيا وتمتد لتطال أصحاب الاتجاهات غير الدينية، تحفزها روح انقسام عميقة مسكونة بكل الهويات الفرعية. وتمثل مواقع التواصل الاجتماعي منصاتها الأشد فتكا وتأثيرا.

والأسوأ من ذلك قابلية مؤسسات الدولة للخضوع ومسايرة التيارات المتطرفة وتلبية طلباتها، وتنافس الساسة على الاستثمار في حقل الشعبوية المتزمتة لكسب التأييد دون أدنى اهتمام بالعواقب الوخيمة.

لم نتعلم الدرس من جريمة اغتيال حتر، لا بل إن الحكومات لم تتوقف عند ما جرى إطلاقا، فكل ما حصل بالنسبة لها كان مجرد حادثة عابرة طويت بقرار قضائي.

حادثة يونس قنديل جاءت لتذكرنا بأن الخطر ما يزال كامنا في أحشاء المجتمع، ويتحين الفرصة للتعبير عن نفسه بأكثر الأشكال وحشية، ما لم نتعامل بجدية مع حواضنه الفكرية وسردياته التي استوطنت العقول والقلوب.

لست من المتفائلين بصحوة وشيكة، العالم العربي برمته خسر معركة التنوير باستثناءات محدودة والقوى المهيمنة في الوقت الحالي غير مهيأة أبدا لخوض هذه المعركة الصعبة. المجتمعات دخلت في حالة غيبوبة، فقد انهكتها عقود طويلة من الاستبداد وتغييب العقل والمنطق، وهيمنة الفكر الطائفي والمذهبي والقبلي والاقتتال الأهلي بكل أشكاله الواقعية والافتراضية.

نحن جميعا في حالة اقتتال، وكان يمكن ليونس قنديل أن يلقى مصيره بقليل من الضجة لعدة أيام وبعدها نعود لحياتنا كما كانت وستبقى.

الغد