البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

الإنسان لأجل ذاته

الإنسان لأجل ذاته
الأنباط -

تتشكل الحضارات والسياسات والأفكار حول السعي الإنساني لأجل الحق والخير والجمال، وأن الإنسان قادر وحده على التمييز بين الخطأ والصواب؛ والضار والنافع، والقبيح والحسن، وفي المعايير التي تشكلت لما نفعله أو نفعله كانت الأخلاق أو فلسفة الأخلاق، وهذا الالتزام الإنساني نحو الذات والآخرين نسميه "حرية".

إذا كانت هذه القواعد المؤسسة للحياة الإنسانية تصلح للتطبيق والنظر فيما نواجهه اليوم وطنيا من حوادث وتحديات، فإننا نسائل "العقد الثقافي" المنظم والمنشئ للسياسة والحكم والأفكار إن كان ينتظم حياتنا ومؤسساتنا في كل مستوياتها وتطبيقاتها، وعلى نحو عملي أكثر وضوحا فإننا في مساءلة كارثة البحر الميت على سبيل المثال يفترض أن نراجع القواعد الأساسية التي تنظم وتحكم مسارات العمل والحياة وقراراتها، ولا يكفي لأجل ذلك أن يستقيل وزراء ومسؤولون وقد لا يكون ثمة حاجة لأجل ذلك ابتداء، لكن المسألة هي مدى الالتزام والخلل في تطبيق مبدأ المسؤولية نحو الذات والآخرين، ولا يعفى من ذلك أحد، ولا يختص به أحد أيضا، .. وعلى أي حال فليست حادثة الرحلة المدرسية في وادي زرقاء ماعين (ليس وادي الأزرق كما في كتاب المدرسة ولا الأزرق في كتاب وزارة التربية) هي موضوع هذا المقال، لكنه كتاب "الإنسان لأجل ذاته" تأليف اريك فروم، ترجمة محمود منقذ الهاشمي!

ويتابع فروم في كتابه هذا نقاشه الذي بدأه في كتابه "الهروب من الحرية" حول الطبع الإنساني في تحميل المسؤولية عما يحدث على الآخرين والتهرب من المسؤولية الذاتية، وهذا مناقض للحرية والمبدأ الأخلاقي البديهي؛ ماذا يجب أن يحدث وماذا يجب ألا يحدث، وبعد ذلك يكون سهلا وممكنا تحديد المسؤولية عن الأحداث والأفعال.

إن الإنسان المعاصر يدخل نفسه في مأزق يزيد أزمته، ففي حين تساعده التكنولوجيا على تحدي الطبيعة وإخضاعها، لكنه في ذلك يزيد جهلا بذاته وكيف يعيش حياته، وفقد رؤية الغاية التي وحدها تضفي المعنى على حياته وإنجازاته العلمية والتقنية، وهذه المسألة ليست مجرد أزمة فردية فكرية، لكنها تربك السياسة العامة وتخطيط المؤسسات والمدن والعلاقات الاجتماعية والسياسية، فغاية الإنسان هي أن يكون ذاته، ولأجل بلوغ هذه الغاية فعلى الإنسان أن يكون لأجل ذاته، وفي ذلك فإن الرذيلة هي اللامبالاة عدم مبالاة المرء بذاته، وإفساد ذاته، ليس تخلي المرء عن ذاته بل محبة الذات، وليس إنكار المرء فرديته بل تأكيد ذاته الإنسانية الحقيقية، وهذه من القيم العليا في فلسفة الأخلاق الإنسانية، وإذا كان للمرء أن يثق بالقيم فعلى المرء أن يعرف نفسه وقدرة طبيعته على محبة الخير.

إن الإنسان هو مقياس كل الأشياء، والموقف الإنساني هو ألا شيء أعلى وأجل من الوجود الإنساني، لكن ما هو الأفضل للإنسان؟ وكيف نحدده أو نعرفه؟ وببساطة فإن الوجود الإنساني هو كيف يعيش حياته، أو فن العيش، ولما كان الإنسان يميل بقوة إلى الحياة فإن المسألة هي تحسين الحياة، أو التمييز بين العيش الرديء والعيش الجيد، وتكون الحياة الأفضل هي مقياس الصواب والخطأ. وقد يبدو الأمر بديهيا، لكن بسبب بداهته (ربما) فإنه ينسى ويغيب عن التفكير والتقييم. لكن أن يكون الإنسان حيا وليس ميتا فإنه مفهوم ديناميكي وليس ساكنا، فالوجود بما هو الحياة هو أيضا الكشف عن القدرات والمخاطر، هكذا فإن هدف حياة الإنسان هو الكشف عن قدراته حسب قوانين الطبيعة.

الغد

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير