دراسة: ChatGPT يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟ في وضح النهار.. سرقة كنز وطني من متحف فرنسي دراسة تكشف علاقة غريبة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم العالم الهولندي يتنبأ بزلزال عظيم بعد العاصفة لأول مرة بالموعد و المكان خلال ساعات بهذه البلاد الموجة الباردة تستمر نصائح وتحذيرات من الأرصاد الجوية" بيان صادر عن ديوان أبناء مدينة السلط في العاصمة عمان (تحت التأسيس) جيش الاحتلال يشن سلسلة غارات جديدة على بيروت الزراعة الذكية... تقنيات حديثة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في ظل النمو السكاني والتغيرات الإقليمية اللقيس: المنخفضات كتل ضخمة من السحب وتأثير مفاجىء ل"عدم الاستقرار" يارا بادوسي تكتب : حادثة الرابية: التهويل الإعلامي وتأثيره على صورة الأردن الاقتصادية أحمد الضرابعة يكتب : عملية الرابية.. فردية أم منظمة ؟ حسين الجغبير يكتب : بهذا لا نسامح زراعة الوسطية تدعو أصحاب آبار تجميع مياه الأمطار لتجهيزها بلدية الكرك تعلن حالة الطوارئ المتوسطة استعدادا للمنخفض عربيات : سلامة رجال الأمن واجهزتنا الأمنية وجيشنا العربي واجب مقدس مديرية الأمن العام تجدد تحذيراتها من الحالة الجوية نتائج مثيرة في البريميرليغ والليغا.. فوز ليفربول القاتل وتعادل فياريال مع أوساسونا صالح سليم الحموري يكتب:جراحة ذاتية لعقلك محمد حسن التل يكتب :نقطع اليد التي تمتد الى أمننا ..

الإنسان لأجل ذاته

الإنسان لأجل ذاته
الأنباط -

تتشكل الحضارات والسياسات والأفكار حول السعي الإنساني لأجل الحق والخير والجمال، وأن الإنسان قادر وحده على التمييز بين الخطأ والصواب؛ والضار والنافع، والقبيح والحسن، وفي المعايير التي تشكلت لما نفعله أو نفعله كانت الأخلاق أو فلسفة الأخلاق، وهذا الالتزام الإنساني نحو الذات والآخرين نسميه "حرية".

إذا كانت هذه القواعد المؤسسة للحياة الإنسانية تصلح للتطبيق والنظر فيما نواجهه اليوم وطنيا من حوادث وتحديات، فإننا نسائل "العقد الثقافي" المنظم والمنشئ للسياسة والحكم والأفكار إن كان ينتظم حياتنا ومؤسساتنا في كل مستوياتها وتطبيقاتها، وعلى نحو عملي أكثر وضوحا فإننا في مساءلة كارثة البحر الميت على سبيل المثال يفترض أن نراجع القواعد الأساسية التي تنظم وتحكم مسارات العمل والحياة وقراراتها، ولا يكفي لأجل ذلك أن يستقيل وزراء ومسؤولون وقد لا يكون ثمة حاجة لأجل ذلك ابتداء، لكن المسألة هي مدى الالتزام والخلل في تطبيق مبدأ المسؤولية نحو الذات والآخرين، ولا يعفى من ذلك أحد، ولا يختص به أحد أيضا، .. وعلى أي حال فليست حادثة الرحلة المدرسية في وادي زرقاء ماعين (ليس وادي الأزرق كما في كتاب المدرسة ولا الأزرق في كتاب وزارة التربية) هي موضوع هذا المقال، لكنه كتاب "الإنسان لأجل ذاته" تأليف اريك فروم، ترجمة محمود منقذ الهاشمي!

ويتابع فروم في كتابه هذا نقاشه الذي بدأه في كتابه "الهروب من الحرية" حول الطبع الإنساني في تحميل المسؤولية عما يحدث على الآخرين والتهرب من المسؤولية الذاتية، وهذا مناقض للحرية والمبدأ الأخلاقي البديهي؛ ماذا يجب أن يحدث وماذا يجب ألا يحدث، وبعد ذلك يكون سهلا وممكنا تحديد المسؤولية عن الأحداث والأفعال.

إن الإنسان المعاصر يدخل نفسه في مأزق يزيد أزمته، ففي حين تساعده التكنولوجيا على تحدي الطبيعة وإخضاعها، لكنه في ذلك يزيد جهلا بذاته وكيف يعيش حياته، وفقد رؤية الغاية التي وحدها تضفي المعنى على حياته وإنجازاته العلمية والتقنية، وهذه المسألة ليست مجرد أزمة فردية فكرية، لكنها تربك السياسة العامة وتخطيط المؤسسات والمدن والعلاقات الاجتماعية والسياسية، فغاية الإنسان هي أن يكون ذاته، ولأجل بلوغ هذه الغاية فعلى الإنسان أن يكون لأجل ذاته، وفي ذلك فإن الرذيلة هي اللامبالاة عدم مبالاة المرء بذاته، وإفساد ذاته، ليس تخلي المرء عن ذاته بل محبة الذات، وليس إنكار المرء فرديته بل تأكيد ذاته الإنسانية الحقيقية، وهذه من القيم العليا في فلسفة الأخلاق الإنسانية، وإذا كان للمرء أن يثق بالقيم فعلى المرء أن يعرف نفسه وقدرة طبيعته على محبة الخير.

إن الإنسان هو مقياس كل الأشياء، والموقف الإنساني هو ألا شيء أعلى وأجل من الوجود الإنساني، لكن ما هو الأفضل للإنسان؟ وكيف نحدده أو نعرفه؟ وببساطة فإن الوجود الإنساني هو كيف يعيش حياته، أو فن العيش، ولما كان الإنسان يميل بقوة إلى الحياة فإن المسألة هي تحسين الحياة، أو التمييز بين العيش الرديء والعيش الجيد، وتكون الحياة الأفضل هي مقياس الصواب والخطأ. وقد يبدو الأمر بديهيا، لكن بسبب بداهته (ربما) فإنه ينسى ويغيب عن التفكير والتقييم. لكن أن يكون الإنسان حيا وليس ميتا فإنه مفهوم ديناميكي وليس ساكنا، فالوجود بما هو الحياة هو أيضا الكشف عن القدرات والمخاطر، هكذا فإن هدف حياة الإنسان هو الكشف عن قدراته حسب قوانين الطبيعة.

الغد

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير