الأنباط -
"رضا للفنون الشعبية"... التراث المصري على جنوبي جرش
يدين الفن الفلكلوري المصري لفرقة رضا بحمل هذه الفرقة رسالة الفن إلى العالم وتعريفها في مهرجانات عربيّة وعالمية كبيرة بالرقص المصري المسرحي المغلّف بالغناء، في وصلات تروي قصصاً واسكتشات راقصة، ولفرقة رضا مع مهرجان جرش للثقافة والفنون قصّة قديمة، تعود اليوم لتستعيدها من خلال مشاركتها يوم 22/7 على المسرح الجنوبي للمهرجان في دورته الثالثة والثلاثين 2018.
الفرقة التي طوّفت بالفن الشرقي والأغاني والأداء الممسرح في أكثر من 3000 عرض، على مسارح عالميّة كبيرة، في لندن والاتحاد السوفياتي سابقاً وفي أميركا واليابان ويوغسلافيا، وفي كلّ الدول العربية تقريباً، تعود اليوم في حفلة قويّة تستند إلى قصّة مؤسسها الفنان محمود رضا نهايات الخمسينات من القرن الماضي، الذي أرادها أن تكون سفيراً فنيّاً فلكلورياً لبلاده، فانطلقت وفيّةً للتراث المصري بالرغم من كلّ الظروف والتحدّيات التي واجهتها، خصوصاً وقد حازت جوائز وافرة بثقة الأداء الذي قدّمته في قرطاج وفي نيودلهي وفي جرش وفي يوغسلافيا، لتنطلق بأوبيريتات مذهلة قصصية ممسرحة، منها "وفاء النيل"، و"علي بابا والأربعين حرامي"، و"رنة الخلخال"، و"حرامي القفّة"، و"بائع العرقسوسي"، و"المراكبي"، و"الشمعدان"، و"العصايا"، و"خمس فدادين"، و"الشاويش عطيّة"، وزينة البدو"، و"بنت اسكندرانيّة"، و"زوج الاربعة"، وسواها الكثير، ليظهر في هذه العروض طبل ومزامير الصعايدة، والفلاحة المصرية، والصيادين والمراكبية وبائع العرقسوس وبدو الصحراء و أغاني ورقصات مستوحاة من بيئتها الأصلية في جميع نواحي مصر، وهو سر نجاح الفرقة التي انطلقت من البيئة الشعبية والبسيطة، كما يقول المؤرخ والناقد الفنّي زياد عساف.
الفرقة التي أدّت خلال تاريخها الطويل وصلات مهمّة في أفلام مصريّة قديمة، حازت جوائز كثيرة في يوغسلافيا 1960، والكوكب الأردني 1967، والميدالية الذهبية بمهرجان جوهانسبرغ 1995، وجائزة المركز الثاني بمهرجان ديجون بفرنسا، كما كانت افتتحت مسرح محمد الخامس بالمغرب ومهرجانات: برادفورد بإنجلترا، وبورتوجاليت بإسبانيا، والصداقة الدولي باليابان، والقرين الثالث بالكويت 1997، وفي تونس كذلك، والجائزة الأولى بالسنغال(الوطن العربي الإفريقي)، وغيرها الكثير.
قدّم محمود رضا مئات الاستعراضات في مجالات المسرح والسينما والتلفزيون وقام بأدوار البطولة في ثلاثة من أشهر الأفلام الاستعراضية المصرية، وهي "إجازة نص السّنة"، و"غرام في الكرنك"، و"حرامي الورقة"، وقد تتلمذ على يديه الكثير من الراقصين والراقصات والمدربين والمصممين الذين اشتهروا في مجال الاستعراض، خصوصاً، وقد نال محمود رضا كرائد للرقص الشعبي المصري بامتياز، جوائز كثيرة منها وسام العلوم للفنون من الطبقة الأولى الذي أهداه إياه الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، ووسام الكوكب الأردني الذي أهداه إياه جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال عام 1965، ووسام الحبيب بورقيبة رئيس تونس عام 1973، وقد شغل محود رضا منصب رئيس قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية في الثمانينات، كما ألف في مجال الغناء الشعبي كتاب "في معبد الرقص"، و"الرقص في حياتي" الذي ينقل فيه تجارب نصف قرن في مجال الفن.
من رقصات فرقة رضا للفنون العشبية التي صممها محود رضا: "البحر بيضحك ليه"
وهي لوحة استعراضية تظهر بعضاً من مظاهر الحياة في الريف المصري بقالب كوميدي، و"الحجالة" أو عاشق سواد الليل وهي رقصة مستوحاة من منطقة مرسى مطروح وتؤدى في السامر البدوي هناك، و"العصاية" وهي الرقصة المستوحاة من أعالي مصر بالصعيد وتظهر فيها مدى كفاءة الشباب والرجال في لعبة التحطيب والرقص بالعصا، و"المراكبي" وهي لوحة استعراضيّة مستوحاة من البيئة الصعيدية وقائمة على أغان تشتهر في الوسط الشعبي الذي يعمل أبناؤه على مراكب النقل في النيل، و"الاسكندراني" تلك الرقصة المستوحاة من البيئة الساحلية الاسكندرانية وتظهر فيها قوة وجرأة شباب هذه البيئة، و"الدحية" وهي لوحة استعراضية مستوحاة من البيئة السيناويّة- سينا-وتؤدى في سائر هذه المنطقة من شبه جزيرة سيناء، و"الأقصر" كتابلوه استعراضي تؤديه المجموعة، و"سيوة" وهي رقصة من البيئة الصحراوية في غرب صحراء مصر تسمى بالاسم ذاته، و"الدبكة" وهي تابلوه استعراضي يظهر مهارة الأداء الحركي في البيئة السيناوية- العريش- التي تشتهر بهذه المفردات الحركية، و"الضب" وهي لوحة استعراضية مستوحاة من البيئة الريفية في مدينة الفيوم التي تشتهر بإنتاج العنب الفيومي. وتؤدي الفرقة عدداً من الأغاني الشعبية التي صممها حسن السبكي بشكل حركي من خلال فتيات في الأفراح بالمناطق الشعبية في القاهرة، وكذلك اللوحة الاستعراضية "أرابيسك" التي تظهر مدى الإعجاب بفن الأرابيسك، و"النوبة الجديدة" وهي من تصميم عاطف فرج كلوحة استعراضية تمثل البيئة النوبية بجمال ملابسها وموسيقاها وأغانيها المميزة ومفرداتها الحركية اللافتة. ومن اللوحات كذلك رقصة "الشمعدان" من تصميم الجداوي رمضان وهي المستوحاة من البيئة القاهرية وتؤدى من أفراح هذه البيئة الشعبية، و"الكف" وهو تابلوه استعراضي مستوحى من صعيد مصر ويظهر من خلال طقوس مناسبة الزواج في هذه المناطق، و"التنورة" وهي رقصة مستوحاة من التراث الفاطمي والذي كان ينتشر في مصر أوائل القرن الماضي، و"زينة البدو" وهي من تصميم حسام الدين كتابلوه استعراضي مستوحى من البيئة الصحراوية لبدو هذه المنطقة، و"ليلة من ألف" وهي من تصميم فاروق مصطفى وهي لوحة استعراضية مستوحاة من التراث القديم ألف ليلة وليلة، و"لوحة من التراث" من تصميم ديانا كالنتي كلوحة استعراضية مستوحاة من موسيقى تراثية قديمة للفنان سيد درويش، و"السمسمية" من تصميم هشام صالح وهي لوحة استعراضية مستوحاة من البيئة الساحلية البورسعيدية، و"السبوع" وهي من تصميم سامي صديق كتابلوه استعراضي مستوحى من عادة مصرية قديمة وهي الاحتفال بمرور أسبوع على ميلاد الطفل المصري وهي عادة ما تزال متبعة إلى اليوم.