صالح سليم الحموري يكتب:جراحة ذاتية لعقلك محمد حسن التل يكتب :نقطع اليد التي تمتد الى أمننا .. الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن المولدوفي قرض ياباني بقيمة 100 مليون دولار لدعم القطاع الاجتماعي والتنمية البشرية "المقاولين" تدين الاعتداء على الأمن العام وتدعو لدعم الأجهزة الأمنية الامير علي يجدد ثقته بالمدرب سلامي امين عام حزب عزم وكتلة عزم النيابية يزورون مصابي الأمن العام. جواد الخضري يكتب :حادثة الرابية لا تزعزع الأمن الوطني الصفدي يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية عشيرة المعايطة تعلن رفضها وتجريمها لاي فعل يصدر من اي فرد منها يستهدف رجال الأجهزة الأمنية أورنج الأردن تتوج جهودها في نشر الثقافة الرقمية بالفوز بجائزة "بناء المهارات الرقمية" في منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2024 الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة انطلاق أعمال ملتقى استعادة الشعر: " من الآباء الأولين إلى الألفية الجديدة" في "شومان" مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشيرة العبيدين بيان استنكار رسمي لرئيس جامعة البلقاء التطبيقية وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية إعلان صادر عن القيادة العامة للقوات المُسلّحة الأردنية – الجيش العربي واشنطن على شبكة الملكية الأردنية منتصف اذار القادم تحيه لرجال الامن العام البواسل هيئة تنشيط السياحة تختتم مشاركتها في معرض IBTM Barcelona 2024

ازدواجية معايير الشرعية الأردنية

ازدواجية معايير الشرعية الأردنية
الأنباط -

 

وليد حسني

 

أعادت وزير الدولة لشؤون الإعلام جمانه غنيمات تاكيدات الأردن على دعمه للسلطة الشرعية في اليمن في مؤتمر وزراء اعلام التحالف العربي الإسلامي الذي تقوده السعودية.

 

ولم تحمل تاكيدات غنيمات في مدينة جدة أي جديد ، فالأردن داعم رئيس لتلك الشرعية المتمثلة بالرئيس اليمني منصور هادي، بالرغم من ان ثلث اليمنيين يرفضونه، والثلث الثاني يؤيدونه والثلث الثالث يتساءلون لماذا يتم قتلهم بسبب الصراع على السلطة بين جماعة الحوثي وجماعة هادي.

 

والأردن في سياساته الخارجية لم يتعلق تماما بما يسمى دعم الشرعية في الدول الصديقة والشقيقة، فقد كان الأردن مع التخلص من صدام حسين ونظام حكمه في العراق بالرغم من انه كان يمثل الشرعية السياسية في العراق الذي اصبح مستباحا تماما لكل قوى القتل والتدمير والعبث، ولكل معكسرات الطائفية التي جعلت من العراق بالنتيجة حديقة خلفية لإيران.

 

لم يتحدث الأردن كثيرا عن مدى تقبله لمعادلة الشرعية العراقية، فقبل ان يستقر الإحتلال الأمريكي في العراق سنة 2003 كان ملك العراق في حينه بول بريمر يحل ضيفا مشاركا في مؤتمر دافوس لتكون اول زيارة خارجية لبريمر من بغداد الى عمان.

 

وفي ليبيا لم يتحدث الأردن عن دعمه لشرعية نظام القذافي الذي تعرض لتدبير انقلاب عبثي على سلطته وعلى نظامه بدعم اممي تحت يافطة" الربيع العربي".

 

تحدث الأردن في حينه عن دعمه لخيارات الشعب الليبي، وهكذا ذهب ليدعم الإنقلابيين في طرابلس، ولم تكن الشرعية السياسية لمعمر القذافي تعنينا في شيء.

 

ولنا أن نرى بوضوح جلي أين ذهبت ليبيا بعد أن ذهب نظامها السياسي الذي لم يعد شرعيا، واين انتهى النظام الليبي الشرعي الذي دعمه الأردن.

 

وفي تونس تبدو التجربة مماثلة تماما، ظل الأردن يتحدث سياسيا ودبلوماسيا عن دعمه وتأييده لخيارات الشعب التونسي، وذهب نظام بن علي الذي لم نكن على علاقات حميمة معه للاقامة في العاصمة السعودية لاجئا طريدا.

 

وما جرى في مصر لا يقف بعيدا عما سبق ووقفناه في الحالة التونسية، فقد ظلت شرعية الرئيس المخلوع حسني مبارك قائمة في الخطاب السياسي الأردني حتى الرمق الأخير لنظام مبارك.

 

ولكن لعل أكبر اختبار يواجه ازدواجية مواقفنا من الشرعية السياسية في البلدان العربية الشقيقة ذلك الموقف المتعلق بسوريا ونظام بشار الأسد، فالأردن لم يعلن يوما انه مع شرعية النظام في دمشق، ولم يقل بالمطلق انه يدعم الشرعية في سوريا، فقط ظل الأردن يردد موقفه الدائم بدعمه اي حل سياسي للأزمة السورية.

 

ويدرك الأردن جيدا أن هذا الحل السياسي لا يمكن ان يتحقق إلا بالتفاوض والتحاور بين المتمردين السوريين وبين نظامهم السياسي الأسدي، وبالنتيجة فان المجتمع الدولي الذي يمسك الى حد كبير بحبال اللعبة التدميرية في سوريا يرى الحل السياسي السوري باختفاء نظام الأسد عن خارطة سوريا السياسية والجغرافية، بالرغم من شرعية وجود النظام.

 

في الأردن لم يقل أحد لنا كيف يمكننا تحديد بوصلة النظام الشرعي، والنظام غير الشرعي، ولم يقل أحد لنا كيف نبني توجهاتنا السياسية في دعم هذا النظام باعتباره شرعيا، ونقف ضد هذا النظام باعتباره نظاما طارئا فاقدا للشرعية.

 

من المؤكد أن لدينا مسطرة غير واضحة في بناء مواقفنا السياسية من شرعية أي نظام يواجه شعبه ويغرق في حروبه المحلية، وليست لدي القدرة على تشخيص مواقفنا بدقة غير ما يمكن النظر اليه بالمشاهدة العيانية القشرية فقط، وهو اننا نبني مواقفنا بناء على مواقف حلفائنا في المنطقة، وعلى قاعدة الشاعر الجاهلي:

 

وما انا إلا من غزية إن غوت...  غويت وإن ترشد غزية أرشد

 

ولا أظن ان منطق العلاقات بين الدول يمكن ان ينبني على قاعدة هذا الشاعر الجاهلي القبلي إلا بالقدر الذي يمثله المثل الشعبي العربي" انا واخي على ابن عمي، وانا وابن عمي على الغريب"..

 

والأهم من ذلك كله.. هل من خيارات سيادية أمامنا لنستطيع معها تحديد كيف يمكننا صناعة الأًصدقاء الشرعيين، والأعداء غير الشرعيين بعيدا عن مسطرة الآخرين؟؟.//

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير