تطوران خطيران جدا يجري تسريب المعلومات بشأنهما، الاول، اعتراف الرئيس الامريكي، وادارته بالقدس عاصمة لاسرائيل، والثاني مشروع تبادل الاراضي بين الفلسطينيين والاسرائيليين، عبر منح مساحات من سيناء، ضمن مشروع تسربت بعض تفاصيله.
وكالة انباء رويترز، ووسائل اخرى، سربت معلومات على لسان مسؤولين اميركيين، ان الرئيس الاميركي قد يعلن يوم الاربعاء المقبل، ان القدس عاصمة اسرائيل، ولم يتحدث المسؤول، اذا ماكان هذا المصطلح يعني القدس الغربية، ام القدس الموحدة وفقا للتعبير الاسرائيلي، وان هذا الاعلان قد يترافق مع الاعلان عن نقل السفارة الاميركية الى القدس، او تأجيل احدى الخطوتين لصالح الثانية، وبشكل مؤقت فقط.
يأتي هذا دون توضيح عن علاقة هذا الاعلان، بقرارات الامم المتحدة بخصوص القدس الشرقية، ومايتعلق بمشروع الدولة الفلسطينية، التي من المفترض ان تكون القدس الشرقية، عاصمتها، اضافة الى ان هذه المعلومات تتزامن مع الحديث عن حل سياسي، يؤجل ملف القدس واللاجئين الى مابعد الحل النهائي للقضية الفلسطينية، اضافة الى معلومات سابقة، عن حل سكاني ضمن تصور امني محدد، يتم فيه توزيع المسؤوليات، بين كل الاطراف.
التطور الاخير الثاني، وقد سربت تفاصيله صحيفة «المصري اليوم» وهو يتحدث عن منح مصر 720 كيلومترا من سيناء للفلسطينيين، موصولة جغرافيا مع غزة التي سوف تتضاعف مساحتها، مقابل تنازل الفلسطينيين، عن 12 بالمئة من مساحة الضفة الغربية للاسرائيليين، وهي تعادل ايضا تقريبا 720 كيلو مترا، فيما يحصل المصريون على مساحات بديلة مقابل الارض التي تم منحها للفلسطينيين في سيناء، وذلك من مناطق جنوب غرب النقب» وادي فيران» وبمساحة تعادل المساحات السابقة نفسها، اي 720 كيلو مترا.
لابد ان يقال هنا، ان هذه التسريبات لاتشرح بشكل واضح، مصير القدس اولا، بعد الاعتراف الاميركي بكونها عاصمة لاسرائيل، اذ كيف سيؤجل موضوع القدس الى مابعد الحل النهائي، فيما الادارة الاميركية ستعترف بالقدس عاصمة للاسرائيليين، وهل هذا الاعتراف يعني القدس كلها، او «الموحدة» وفقا للتعبير الاسرائيلي، او القدس الغربية وحسب، ومن ناحية تحليلية فقط، فلايمكن لمن يريد التقدم بحل للمنطقة، ان ينسفه مسبقا، بالاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة للاسرائيليين، ثم يطالب بتأجيل ملفها الى مابعد الحل النهائي، وهذا يعني فعليا، ان اعلان الاربعاء، قد لايكون حرفيا بالمعنى الذي تم تسريبه، لكنه قد يحمل تفصيلات، وعلينا ان نسأل مسبقا، عن موقف الفلسطينيين والعرب والعالم الاسلامي، اضافة الى موقف الاحتلال الذي في الاساس يريد القدس موحدة تحت سيطرته وليس جانبا منها فقط.
اضافة الى ماسبق فأن ملف تبادل الاراضي، ملف ليس بهذه السهولة، وبالرغم ان هذه الوصفة، وصفة اقليمية، تتداخل فيها عدة اطراف، الا ان الحساسيات ستكون مرتفعة جدا، من جانب الفلسطينيين والمصريين واطراف اخرى، اضافة الى مايتعلق تحديدا بالاردن، وعلاقته بملف القدس من جهة، وملف الضفة الغربية، وملف اللاجئين، إذ لاتتحدث التسريبات، عن صلة هذه الحلول المحتملة بالاردن، او تأثير ذلك على الاردن.
نحن امام مرحلة حساسة، خلال الاشهر الثلاثة المقبلة، بخصوص القضية الفلسطينية؛ لكن بكل صراحة، هناك ميل سياسي، غير معلن، لدى اطراف كثيرة، لتسوية القضية الفلسطينية، بأي طريقة كانت، ولا احد يدرك على وجه التحديد، موقف كل الاطراف النهائي، وقدرة هذه الاطراف على الدخول في حل يعني فعليا التصفية النهائية للقضية الفلسطينية، وخصوصا، فيما يتعلق بملف اللاجئين، ومايرتبط بالقدس، سياسيا، ومن حيث الرعاية الدينية، ومن حيث كونها عاصمة مفترضة للفلسطينيين. كل هذه التسريبات، سوف تتحول الى معلومات لاحقا، وعلينا ان ننتظر لنرى الى اين تأخذ الادارة الاميركية المنطقة، ولربما اولى المؤشرات قد تتجلى في اعلان الاربعاء المقبل، وكل مايقال هنا، ان فلسطين التي تعرفها، هي غير فلسطين التي تريدها الولايات المتحدة، ونحن امام مشروع من نوع آخر، جغرافيا وسياسيا،ـ فلسطين الاميركية، التي ستقلب كل الحسابات، ولن يرضاها اهل المنطقة.
الدستور