البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

بعد أن خسرنا كل شيء... ماذا تبقّى؟

بعد أن خسرنا كل شيء ماذا تبقّى
الأنباط -

بقلم: المحامية ندى مصطفى علاوي
لم يكن هذا المقال مجرّد بداية لمسار مهني جديد، بل هو رسالة كتبتها امتدادا لصوت والدي – رحمه الله – الذي كان أول من آمن بقدرتي على التعبير، وعلّمني أن للكلمة وقعا، وللقلم موقفا، وأن الكتابة ليست ترفا، بل مسؤولية.
أعود اليوم إلى الكتابة، لا من باب الحنين إلى ماضٍ مضى، بل من إحساس عميق بالحاضر، ومن إيمان بأن المستقبل يحتاج إلى وعي مختلف، ورؤية أكثر إنصافًا.
لقد غيّرت جائحة كورونا ملامح الحياة كما عرفناها. فباتت المسافات بين الناس واقعا مفروضا، لا خيارا شخصيا. فقد اختفت الزيارات لتحل محلها الشاشات، وأصبحت الرسائل النصية بديلًا عن اللقاءات الفعلية. تراجع الدفء الإنساني، وصارت العزلة النفسية والتفكك الأسري من أبرز تحديات هذا العصر، في ظل اهتزاز واضح لمنظومة القيم التي نشأنا عليها.
وفي خضم هذا التحول الرقمي المتسارع، تحوّلت التكنولوجيا من أداة تواصل إلى ساحة صراع. صارت الهواتف محاكما، والمنشورات تُستخدم كأدلة إدانة، والخصوصيات تُعرض على العلن دون وعي بعواقبها. تعرضت الكلمات لسوء فهم وتفسيرات متناقضة، وتُستخدم كأدوات للتشهير بدلًا من التعبير، مما أوجد صداما قانونيًا جديدا ولد من رحم هذا الواقع المتغيّر.
في الأردن، الدولة التي تُعلي من شأن القانون، جاء تعديل قانون الجرائم الإلكترونية لعام 2023، استجابة لهذه المتغيرات. توسعت مواده وصلاحياته ليصبح أداة لحماية الحقوق، وصون الكرامات، وضبط السلوك العام في الفضاء الرقمي، بما يواكب مستجدات العصر دون المساس بجوهر الحريات.
لكن ورغم أهمية القانون، فإن ما نحتاجه اليوم لا يقتصر على النصوص والتشريعات. نحتاج إلى استعادة قيمنا الأولى: الاحترام، الخصوصية، الرحمة، والستر...الخ. تلك القيم التي كانت تجمعنا حول فنجان قهوة في مجلس كبير العائلة، أو تحت شجرة في باحة الدار. كنا نعاتب بمحبة، وننتقد بأخلاق، لا نفضح من أجل تفاعل رقمي أو شهرة زائلة.
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى ضمير حيّ، إلى تربية تعيد تشكيل السلوك، وإلى مجتمع يراجع أولوياته الأخلاقية. نحتاج إلى أن نبني الجسور التي هدمها البعد، ونستعيد وعيا خطفته ضوضاء الشاشات.
هذا المقال هو صوتي الأول في الفضاء العام، لكنه ليس إلا امتدادا لصوت والدي الذي لطالما رآني حاملةً لكلمة حق، ووثق أن ابنته ستكتب يوما كما كان يتمنى. ولا انسى دور والدتي التي لا زالت تواصل رسالته بكل صبر ومحبة ولجميع مَن يؤمن أن التغيير الحقيقي يبدأ بكلمة تُقال بصدق، وبنية إصلاح.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير