العجارمة يفتتح مشاريع ريادية في مدرسة الأمل بلواء ناعور لخدمة الطلبة ذوي التحديات السمعية قمة الخليج وآسيان والصين تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار فى غزة ارتفاع أسعار الذهب عالميا الإستقلال في عيوننا استياء جماهيري واسع بعد نفاد تذاكر مباراة النشامى والعراق.. وتساؤلات حول دور “المؤثرين” مجلس الوزراء يقرر الموافقة على اتفاقية تنفيذية لتعدين النحاس في الأردن وشمول قضايا جمركية بإعفاءات من الغرامات باحثون صينيون يكتشفون نوعا جديدا من ضفادع الأشجار في شيتسانغ بلدية اربد الكبرى تحدد أماكن ذبح الأضاحي الاتحاد يتصدر دوري الناشئات لكرة القدم إيرلندا تمنع استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية ارتفاع الدولار عالميا مع تراجع التوتر التجاري الأميركي - الأوروبي‎ مندوباً عن الملك.. العيسوي يودع بعثة حج المكرمة الملكية لأسر الشهداء والمصابين العسكريين "الخدمة والإدارة العامة" تفتتح مركز تقييم الكفايات غدا سفارة هولندا تحتفل بخريجي برامج التعليم الهولندية من الأردنيين البنك الإسلامي الأردني يشارك بحفل الزفاف الجماعي الثامن والثلاثين غرف الصناعة تثمن قرار الحكومة تقديم حوافز لدعم الاستثمار في مدينة الطفيلة الصناعية عطلة عيد الأضحى المبارك من صباح الخميس حتى مساء الثلاثاء المجموعة الأردنية للمناطق الحرة والمناطق التنموية تشارك في اجتماع مجلس الأعمال التركي الأردني لتعزيز التعاون الاستثماري ولي العهد ينشر عبر انستغرام: من تصوير وثائقي "نشمي" بتوجيهات ملكية نقل الفنان فؤاد حجازي للعلاج في مدينة الحسين الطبية

يارا بادوسي تكتب : تجاوزنا طول "اللحاف" وأصبحت الأقساط غطاءنا

يارا بادوسي تكتب  تجاوزنا طول اللحاف وأصبحت الأقساط غطاءنا
الأنباط -

يارا بادوسي
منذ وقت طويل أصبحت ألاحظ أن الأرقام الكبيرة للمشتريات لم تعد تخيف أحدًا، وأصبحنا نسأل عن قيمة القسط الشهري قبل سؤالنا "كم السعر؟"، وصارت المفاوضات بين البائع والمشتري على الفترة الزمنية وليست على قيمة المبلغ.
فنشتري غرفة معيشة لا نملك ثمنها، أو سيارة لا نستطيع دفع ربع قيمتها نقدًا، وهاتفًا يفوق دخلنا الشهري، فقط لأن القسط "مريح".
ونظام التقسيط صار من ضمن نمط حياتنا، فهل حلت هذه الظاهرة بسبب محدودية الدخل الشهري أم أن الدخل لم يعد كافي لتلبية جميع احتياجاتنا، أم أن المستهلك أصبح ضحية نمط استهلاكي تغذيه الإعلانات والمقارنات و"الترندات."
باعتقادي أن هذا النمط هو نتاج شعور من لا يملك بالنقص، وهذا ما يطلق عليه مثال حي وواقعي لتحول الضغط الاجتماعي إلى محرك اقتصادي، وبالتالي من يشعر بالنقص يشتري أكثر ليس بحسب قدرته الشرائية بل على حسب قدرته على التقسيط الشهري.
لكن في الواقع، من يشتري بالتقسيط نادرًا ما يشعر بمتعة الامتلاك التام، لأنه يعيش قلقًا دائمًا من القسط القادم والالتزامات الشهرية المترتبة عليه، أو من مفاجأة مالية "طارئة" تعيد تشكيل كل ترتيباته.
ومن تجربة شخصية رأيت كيف يتحول الحماس عند الشراء إلى ضيق عند حلول موعد القسط الشهري، وكيف يمكن لقسط حتى لو كان مبلغًا بسيطًا أن يسرق منك راحة البال لشهور طويلة.
والخطير في الأمر أن هذه الثقافة شكلت لدينا مفاهيم استهلاكية جديدة وهي عدم التفكير بالادخار بل بـ"القدرة القصوى للمستهلك على الدفع"، والدخل الشهري أصبح وسيلة لسداد الالتزامات فقط.
وبالطبع ليس الحل هو إلغاء فكرة التقسيط، لأنها ضرورية أحيانًا لكن الحل يكمن في إعادة ضبط أولوياتنا، وإعادة ضبط الأولويات لا يعني هنا الحرمان، بل الوعي بما نحتاجه فعلًا، لا ما يملى علينا من الإعلانات.
ويجب أن يسأل المستهلك نفسه قبل أي قرار شراء، هل هذا المنتج ضرورة أم ترف وهل يمتلك المستهلك ثمنه فعلًا أم يتغطى بلحاف "الأقساط".
وهذا الأمر يأتي في سياق إعادة الاعتبار لمفاهيم ضرورية لحياة المواطن والمستهلك، كالاكتفاء، والادخار، والعيش ضمن الإمكانيات.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير