رسميا.. ريال مدريد يتأهل الى نهائي كأس ملك اسبانيا على حساب سوسيداد الأرصاد الجوية: أجواء لطيفة في أغلب المناطق وانخفاض طفيف على الحرارة اعتبارًا من الأربعاء “الخارجية” ترحب بتصويت البرلمان الأوروبي على حزمة المساعدة المالية للأردن بريطانيا تقترب من إتمام اتفاق تسليم جزر شاغوس إلى موريشيوس 21 قتيلًا بانفجار في مصنع للألعاب النارية في الهند الأمن: 30 ألف اتصال على رقم الطوارئ في أول يومين من عيد الفطر دراسة.. حقن أوزمبك قد تسبب اعتلالاً خطيراً في العين كيف يمكن أن تسبب لك مسلسلاتك المفضلة مشاكل صحية خطيرة؟ ما قصة "كذبة نيسان"؟.. أبرز الأكاذيب باليوم الأول من الشهر نصائح حول كيفية استعادة الدافع كيف تقضي يومك بعد نوم مضطرب أثناء الليل؟ لماذا يستيقظ البعض جائعاً في الصباح؟ انطلاق فعاليات برنامج ليالي العيد في المحافظات الاتحاد الأوروبي يجهز خطة قوية للرد على تعريفات ترمب الجمركية الرئيسان المصري والأميركي يبحثان الجهود لاستعادة الهدوء في المنطقة بلدية الكرك الكبرى تضبط كميات من اللحوم غير صالحة للإستهلاك النوم متأخرا يزيد احتمالات الإصابة بالاكتئاب أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع جماعي من محاربة الشيخوخة إلى خفض ضغط الدم.. توابل خارقة ذات فوائد مذهلة! الاتحاد الأوروبي صدر 5.4 مليون سيارة خلال 2024 بنحو 165.2 مليار يورو

التحرر من الذات والآخر: جدلية الوجود بين قيود الإدراك وأوهام الهوية

التحرر من الذات والآخر جدلية الوجود بين قيود الإدراك وأوهام الهوية
الأنباط -


نحن سجناء في متاهة من المرايا، كل مرآة تعكس وجهاً نعتقد أنه نحن، وكل انعكاس يصرخ: "أنا هو"، حتى تتلاشى الحدود بين الحقيقة والسراب. هل الذات هي ما نراه أم ما يراه الآخرون فينا؟ وهل الآخر هو مرآتنا أم قيدنا؟ إن الإنسان ليس إلا نصًا مشفّرًا في كتاب الحياة، يقرؤه كل عابر بمنطقه، فتتغير حروفه دون أن يتغير كاتبه.

نولد مقيدين بأسماء لم نخترها، بأفكار نُقشت في أذهاننا قبل أن نعي، ونمضي العمر نحاول كسر الأغلال، ظنًا أن الحرية تكمن في نفي القيود، لكننا نكتشف متأخرين أن التحرر ليس في الهروب من الذات أو الآخر، بل في القدرة على الوجود خارجهما معًا. فالذات حين تتحرر من ذاتها، تتسع لتحتوي الكون كله، وحين تتحرر من الآخر، تدرك أن الآخر لم يكن سوى انعكاس لمخاوفها ورغباتها الدفينة.

في أروقة الفلسفة تعلمنا أن الهوية ليست ثابتة، بل ظلال تتراقص فوق جدران الإدراك، وفي مدارس النفس أدركنا أن الإنسان يهرب من نفسه إلى الآخرين، ثم يهرب من الآخرين إلى نفسه، دون أن يدرك أن كليهما سراب في صحراء الوهم. إن أقسى أشكال العبودية أن يسجن الإنسان في تصورات صنعها هو عن ذاته، وأن يلهث وراء اعتراف الآخرين به، متجاهلاً أن الوجود أعمق من الاعتراف، وأن الحياة لا تنتظر تأكيدًا من أحد لتكون.

وأنا أقول:
"التحرر لا يكون في كسر القيود، بل في إدراك أنها لم تكن موجودة إلا في عقولنا. فالذات ليست سجنًا يجب الهروب منه، ولا الآخر سيفًا يجب تفاديه، بل كلاهما محطات عابرة في رحلة وعي لا متناهية."

هكذا، نصل إلى اللغز الذي لا إجابة قاطعة له: هل نتحرر حين ننسلخ عن ذواتنا أم حين نتصالح معها؟ هل الآخر قيد يجب كسره أم جسر يجب عبوره؟ إن المعادلة ليست في نفي الذات أو الآخر، بل في إيجاد ذلك الفراغ المقدس بينهما، حيث يتلاشى الوهم، ويولد الوعي.

يقولون إن من يواجه نفسه يحصد الحقيقة، لكن الحقيقة لم تكن يومًا ثوبًا نرتديه، بل نارًا تحرق كل ما كنا نظنه حقيقة، وحين نخرج منها، نولد من جديد، دون هوية، دون قيد، بلا ذات، بلا آخر... فقط كيان يطفو فوق ضباب الإدراك.

"فإذا وجدتَ إلى الفناءِ وسيلةً
فكأنّما قد بتَّ ربَّ وجودِ"

"فالحرُّ عبدٌ ما تمسَّك بالهوى
والعبدُ حرٌّ حين ينسى قيودِ"
بقلمي.
✍️ د. عمّار محمد الرجوب
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير