لتشجيع الاستثمار.... قرار امريكي فوري بتخفيف العقوبات على سوريا النشرة الجوية المتوقعة لأربعة أيام - من السبت إلى الثلاثاء الاستقلال الأردني .. مسيرة عز وكرامة وسيادة تتجدد هجوم بسكين في محطة هامبورغ المركزية يؤدي لإصابة 12 شخصًا الرشق: الاهتمام بالصحة النفسية للكادر الطبي تُعتَبر "ثقافة غير مُنتشرة" ‏شي يشدد على التقدم الثقافي-الأخلاقي عالي الجودة السفير التركي يزور مؤسسة الخط الحديدي الحجازي الجهود الدبلوماسية الإماراتية تثمر بإدخال أول شحنة مساعدات إنسانية إلى غزة بعد أكثر من 80 يوماً من الانقطاع الحباشنة يحاضر حول عيد الاستقلال في نادي الحصن الثقافي إعلان قائمة النشامى لمعسكر الدمام ومواجهتي عُمان والعراق بتصفيات كأس العالم البنك الاردني الكويتي الراعي الرسمي لمسابقة السباحة الحرة الثالثة في العقبة بطولة العالم للدارتس (لسهام اللينة الصغيره ) في سلوفاكيا اكتوبر المقبل وزير الخارجية يبدأ زيارة عمل إلى فرنسا أ. د. اخليف الطراونة : أبو الليث… ظلّ أبي، ونور قلبي "الدبابات الملكي" يستقبل ذكرى الاستقلال بفعاليات ثقافية وعروض عسكرية مميزة طرح تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره العراقي اعتبارا من السبت الطاقة: انخفاض أسعار البنزين وارتفاع الديزل والكاز عالميا كريم تتيح شراء الأضحية أو التبرع بها عبر التطبيق بمناسبة عيد الأضحى أمسية "مؤسسة فلسطين الدولية": حين يتوّج الإبداع الذاكرة ويُغنّي الجمال في وجه العتمة الحاج توفيق يدعو الشركات الصينية إلى الاستثمار في الأردن

لماذا انهارت وعود ترامب في المنطقة؟

لماذا انهارت وعود ترامب في المنطقة
الأنباط -

حاتم النعيمات

 

خلال حملته الانتخابية وحتى وقت قريب، كان طموح الرئيس الأمريكي يتمثل في حل نزاعات العالم بشكل خاطف وسريع، ولكن على ما يبدو أن هناك ما حدث وعكس كل هذه الطموحات؛ فهدنة غزة انهارت على الأغلب، وربما تتبعها مثيلتها مع لبنان، وجبهة اليمن عادت للواجهة واضطر الجيش الأمريكي بنفسه للتدخل فيها بل وتهديد إيران من خلال هذا التدخل، أما الملف الأوكراني فلا يبدو أن الروس قد وافقوا على هدنة الشهر هناك وهذا يدل على عدم سيطرة الإدارة الأمريكية على الأمور كما يدعي ترامب.

 

على ما يبدو أن الرئيس الأمريكي يواجه مشكلة من نوع ما في تنفيذ وعوده، أو على الأقل في تنفيذها بالسرعة التي تبناها كشعار. لتفسير ما يحدث، يجب أن ندرك شكل المواجهة الداخلية للرئيس ترامب مع القوى اليسارية التي تمثل الدولة العميقة الأمريكية، هذا من جانب، ومن جانب آخر، يجب أن نحاول فهم مدى اتفاق وتجانس اليمين ذاته الذي يتزعمه الرجل.

 

البعد الأول في سلوك هذه الإدارة يتمثل في معركتها الشرسة مع اليسار الذي يسيطر على مفاصل الدولة منذ عقود، حيث بدأت بعض التصدعات في الظهور في خضم هذه المعركة، وهذا بطبيعة الحال أثّر في الشكل العام للسياسة الأمريكية، سواء الداخلية أو الخارجية. على سبيل المثال لا الحصر، نشب صِدام بين إيلون ماسك، رئيس وزارة ضبط الكفاءة الحكومية(DoGE)، والقوى العميقة داخل وزارة الدفاع، حيث تحفظت مجموعة كبيرة من الموظفين والعسكريين على تقديم مُلَخّص عسكري استخباري لإيلون ماسك، فقام هذا التيار نفسه بتقديم تسريبات لصحيفة نيويورك تايمز التي اتهمها ماسك بأنها تنظم حملة ضده. الصدام الآخر كان مع المجتمع التربوي، حيث وقّع الرئيس أمرًا تنفيذيًا بإغلاق وزارة التعليم هناك مما رفع حدة التصعيد وأثار ضجة اجتماعية كبيرة.

 

بالعودة إلى السياسة الخارجية الأمريكية، نلاحظ أن معركة ترامب الداخلية بدأت تنعكس نتائجها على الخارج، فجميع وعود ترامب بالسلام وإغلاق الملفات بسرعة بدأت تنهار، وهذا يُنْبِئ بأن تيار ترامب نفسه يحوي داخله تصادمات أيضًا.

 

مخطط التغيير قد يكون كالتالي: هناك اليسار الذي يحارب ويواجه إدارة ترامب الجديدة، وداخل جسم مجموعة ترامب ذاتها يوجد يمين متطرف يجنح للحروب على عكس ما يريده الرئيس. هذا بالنسبة لهيكلية المشهد، أما ديناميكيته فهي كالتالي: أي مكسب داخلي تحققه إدارة ترامب في حربها مع اليسار يستفيد منه الجسم اليميني المتطرف فيها (وليس ترامب نفسه) ويعكسه مباشرة على الشأن الخارجي، وهذا سر التناقض بين طموحات ترامب ووعوده وما يجري على الواقع اليوم في كل الملفات الخارجية.

 

من الواضح أن الرئيس الأمريكي بدأ يفقد جزءًا من سيطرته على المشهد، وذلك بسبب تمكُّن هذا الجسم المتطرف داخل إدارته. لذلك، علينا في الأردن والمنطقة أن ندرك هذه التغيرات، وأن نحاول التحرّك بجدية وسرعة في مجال تجويد التنسيق العربي، وتنويع الخيارات الدبلوماسية، وخصوصًا باتجاه أوروبا والصين وروسيا.

 

أما داخليًا، فليس أمامنا إلا أن نعزز حالة الاعتماد على الذات، وتنمية الموارد البشرية، وتعزيز مصادر الطاقة والغذاء، بالإضافة إلى إعادة رسم الخارطة السياسية وإيقاف عملية تكسير صورة الدولة وتسميم الوعي العام بمعالجة أي تنظيم أو تيار يمارس التشكيك والتخوين. ليس لدينا الكثير من الوقت ربما، لكن التغيرات القادمة ستكون سريعة وحادة وغير قابلة للتوقُّع، ولا يمكن مواجهتها إلا بتعزيز الثوابت، وأهم هذه الثوابت هو تعزيز علاقة الأردنيين بدولتهم وقيادتهم وهويتهم الوطنية.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير