وزير الخارجية يؤكد ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب السوري المكتب الإعلامي في وزارة الدفاع: اتفاق بين وزارة الدفاع السورية ونظيرتها اللبنانية على وقف إطلاق النار وتعزيز التعاون على الحدود السكري.. هل أصبح ظاهرة مع تزايد انتشاره؟ الصادرات الوطنية.. فرص واعدة وتحديات تعرقل التوسع متى العيد؟.. تجدد الجدل الفلكي والشرعي ثلاثة عناوين لمواجهة التغيرات المتسارعة في المنطقة. إيران وسورية الجديدة نائب الملك يشارك مرتبات قوات الملك عبدالله الثاني الخاصة الملكية مأدبة الإفطار الخلط بين الدين والإشخاص ... وزيرة التنمية الإجتماعية ترعى افتتاح الجلسة الحوارية مع جمعية إئتلاف البرلمانيات ولي العهد: أجواء رمضانية جميلة جمعتني بالزملاء الملكة: مادبا نموذج للتنوع والأصالة والجمال من القصر إلى الحدود: كيف تصنع القيادة الهاشمية والأجهزة الأمنية استثناءً أردنياً؟ الامن العام : الفيديو المتداول لحادث الدهس المفتعل قديم ومضى عليه اكثر من عامين تشكيل لجنة خماسية لتنفيذ الاتفاق بين الحكومة السورية وقسد "مبادرة" .. مهارات كيفية التعامل مع المجتمع ما بعد التخرج مدير الأمن العام يشارك مرتبات الدفاع المدني مأدبة الإفطار مجلس النواب يعتذر لموقع سرايا وللزميل الخالدي بسبب المشادة التي حصلت بين مندوبها العنانزة والنائب القباعي مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشيرتي البطوش والعدوان اللجنة المشتركة تواصل مناقشة تعديلات قانون شؤون المرأة 2024

حين يصبح الإدراكُ لعنةً تتوارثها النفس

حين يصبح الإدراكُ لعنةً تتوارثها النفس
الأنباط -
"إن أسوأ أنواع الوحدة هي أن يخذلك من كنت تراهم ملاذًا." — فيودور دوستويفسكي

هناك تجاربٌ لا يمكن تصنيفها ضمن الخير أو الشر، بل تنتمي إلى منطقةٍ رماديةٍ قاتمة، حيث تتحول الصدماتُ إلى معادلاتٍ نفسيةٍ معقدة، تزرع في الإنسان خوفًا لا منطقيًا من التكرار، وترغمه على إعادة بناء ذاته وفق معايير الحذر والشك. فالخذلان ليس مجرد تجربةٍ عابرة، بل بنيةٌ نفسيةٌ تتشكل عبر الألم، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من الوعي ذاته.

حين يصبح الخوف ابنًا شرعيًا للخذلان

يقول ليو تولستوي: "من يخذلك كأنه قطع ذراعيك، تستطيع أن تسامحه، لكنك لن تستطيع استعادة ما فقدته." وهنا تتجلى المأساة؛ ليس في الرحيل ذاته، بل فيما يتركه من أثر. الإنسان لا يخرج من الخذلان كما دخل إليه، بل يغادره محمّلًا بترسباتٍ تجعله يرى العالم بعيونٍ جديدةٍ، أكثر يقظةً، أكثر شكًّا، وأكثر إرهاقًا. يصبح الوعي سجنًا، إذ لا يعود قادرًا على الوثوق بالعالم كما كان يفعل سابقًا، ولا يستطيع التخلي عن ذلك الإدراك القاسي الذي غرسه الألم في داخله.

الحذرُ كمتلازمةٍ نفسية

"لا تبالغوا بالثقة، ولا بالاعتماد، ولا باليقين... فخلف كل مبالغةٍ درسٌ قاسٍ ينتظر." — جبران خليل جبران

من نجا من الخذلان، لن يعود كما كان. هناك ندوبٌ غير مرئية تظل تنزف في الظل، وتعيد تشكيل علاقته مع ذاته ومع الآخرين. يصبح كمن يسير على أرضٍ هشة، يتوقع الانهيار في أي لحظة. يتقن قراءة الإشارات الخفية، يبحث عن الشقوق قبل أن تتسع، ويرى في كل شيء احتمالًا للخذلان الجديد.

الهروب من الخذلان إلى العزلة

يقول خالد توفيق: "كطفلٍ هرول نحو الأمان، فوجد نفسه أمام جدارٍ بارد... هكذا هو الخذلان." إن الألم الحقيقي لا يكمن في الفقد، بل في إعادة تعريف النفس بعده. هناك من يختار العزلة كحلٍّ نهائي، ليس كرهًا للعالم، ولكن لأنه لم يعد يملك الطاقة لخوض المزيد من الخيبات. وهناك من يحاول أن يعيش وكأن شيئًا لم يحدث، لكنه يدرك في أعماقه أن كل شيء قد تغيّر.

وانا اقول ...

 أقول: لا شيء أكثر قسوةً من أن تصبح الحقيقة لعنةً تلاحقك. أن تدرك متأخرًا أن بعض الجروح لا تلتئم، بل تتقن التخفي. أن تفهم أن بعض المسارات لا تعيدك إلى النقطة التي بدأت منها، مهما حاولت الرجوع. ليست المشكلة في الخذلان، بل في الإدراك الذي يولّده، في الوعي الجديد الذي يفرض عليك أن تعيش الحياة بعيونٍ يقظة، متعبة، لا تعرف السكون.

بقلمي: د. عمّار محمد الرجوب
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير