البث المباشر
ناهد صلاح تصف عمّان عبر بوابة سياحة الثقافة والفن الأمن العام : نحقق في فيديو ظهر خلاله شخص يقوم بإلحاق أضرار مادّية بمركبة ركوب متوسطة (باص) حين يتوقف الراتب عند حدوده... الثروة تمضي أبعد مع ريادة الأعمال والاستثمار وزارة الشباب ومنتدى الاستراتيجيات الأردني تعقدان جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي “عزم النيابية” تطلق مبادرة “وادي السيليكا” لتحويل الأردن إلى مركز صناعي إقليمي وتقدّم توصيات شاملة لإصلاح إدارة النفايات "ملتقى البرلمانيات الأردنيات" يزور مؤسسة الحسين الاجتماعية ويشيد بجهود الوزارة في رعاية الأيتام "الإدارية النيابية" تطالب بتعديل شروط التعيين وتعزيز الشفافية في الإعلانات الوظيفية "رئيس لجنة العمل النيابية": أكملنا 14 زيارة ميدانية في العقبة وهذه توصياتنا للحكومة سلاح الجوع بين الأخلاق والسياسة مندوبا عن الملك وولي العهد... العيسوي يعزي وجوخ والجميعان والنابلسي العيسوي: رؤية الملك ترسخ مكانة الانسان محورا للتنمية والاستقرار "العربي لاكاديميات القدم" ينظم بطولة عالمية للاكاديميات اللواء الطراونة بعد إحالته للتقاعد: أودِّع قلعة النبْل والشهامة الصين والولايات المتحدة تكثفان الجهود لتنفيذ نتائج محادثات لندن التجارية "خارجية النواب" تبحث وسفير الكرسي الرسولي التعاون البرلماني وزير الخارجية يبدأ زيارة عمل إلى بروكسل وزير العدل يبحث مع القائم بأعمال السفارة اللبنانية العلاقات الثنائية مذكرة تفاهم بين وزارة الشباب والشركة الوطنية للتشغيل والتدريب إرادة ملكية بترفيع العمداء الطراونة والزعبي والعبادي إلى رتبة لواء.. وإحالتهم إلى التقاعد بليغ حمدي حاضر في جرش 39

مناظرة ترامب وزيلينسكي تثبت حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني

مناظرة ترامب وزيلينسكي تثبت حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني
الأنباط -

مناظرة ترامب وزيلينسكي تثبت حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني 

طلال أبوغزاله 

ضجت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي مؤخرا بتداول ما جرى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضيفه في البيت الأبيض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من مشادة حادة تتعلق بموضوع الحرب المتواصلة بين روسيا وأوكرانيا.

ومع انني لست معنيا بالحدث ذاته، ولا بتضخيمه من قبل وسائل الإعلام لهذه الدرجة المبالغة، إلا أن ما يعنيني هو جنوح البعض لإجراء مقارنة بين الذي تعرض له الرئيس الأوكراني خلال اجتماعه مع الرئيس ترامب ونائبه جي دي فانس، ومع لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني مع ترامب في البيت الأبيض منتصف شهر شباط الفائت. ذلك مع العلم أنه لا مجال للمقارنة بين الحالتين لا شكلا ولا موضوعا. وقد سبق ونشرت مقالا عن لقاء جلالته المشار إليه في جريدة الراي، عبرت فيه عن استنكاري لكل من حاول أن يصطاد في الماء الآسن متعرضا لموقف جلاله الملك دون الاستناد لأي دليل.

وبالعودة للموضوع فإنني أعتقد أن ما جرى مع الرئيس الأوكراني، وخلافا للتفسيرات سيئة القصد، يؤكد من جديد حكمة جلالة الملك ولباقة ممارسته لأصول الضيافة، وحرصه على أهمية الرسالة التي توجه من أجلها للبيت الأبيض ذلك اليوم. 

لذلك أود أن أذكّر مجددا بالحقائق التالية: 

  • عندما فوجئ جلالة الملك بإدخال الصحافة خلال وجوده مع الرئيس الأمريكي (ولم يكن ذلك متفقا عليه) استمع بهدوء وبروية لردود ترامب على الصحفيين، والتي شملت مسائل تعارضت تماما مع مواقف الملك في الموضوع الرئيسي لهدف الزيارة، وهو التأكيد على رفض الملك لتهجير أهل غزة من أرضهم، وأرض أجدادهم لأي مكان، وخاصة لمصر والأردن كما قال ترامب في حينه. ليس فقط لأن ذلك يمس مصالح الأردن الاستراتيجية والأمنية. بل لأن التهجير مرفوض قانونا من حيث المبدأ ولكونه يتعارض مع كل الأعراف والقوانين الدولية.
  • هذا الموقف الملكي الأردني كان معروفا أصلا، وقد كان جلالة الملك قد أعلن عنه قبل الزيارة، وعبرت عنه كذلك الأوساط الأردنية الرسمية والشعبية... الرفض الواضح لأي تهجير من غزة أو الضفة الغربية أو أي مكان.
  • جرت العادة أن يتم اللقاء مع الصحافة بعد أية مباحثات رسمية على هذا المستوى بعد اللقاء الرسمي، لإعلام الصحافة بما تم الاتفاق عليه، إلا أن اللقاء الصحفي المشار إليه تم قبل اللقاء الرسمي. لذلك رأي جلالته أن من غير اللائق أن يتحدث للصحافة بما سيبلغه للرئيس ترامب في اللقاء الرسمي. كما رأى جلالته أنه لم يكن من اللائق أيضا أن يعلن مسبقا عن الموقف العربي الذي كان يجري التباحث حوله حول موضوع التهجير بالذات. 
  • ومع ذلك أجاب جلالته باقتضاب على السؤال الذي وجه إليه حول اللفتة الإنسانية بتسهيل استقبال ألفي طفل بحاجة للعلاج في الأردن ومن ثم اعادتهم لوطنهم. وقد سبق للأردن خلال العقود الفائتة باستقبال الجرحى والمرضى من غزة ومن ثم إعادتهم لوطنهم بعد إتمام العلاج. كما أوضح جلالته أن مباحثات عربية جارية لوضع الحلول المناسبة لإعادة تعمير قطاع غزة وتثبيت أهله وإعادة حياتهم الطبيعية. 
  • كل ذلك يؤكد أن لا مجال للمقارنة بين ما حدث مع الضيف الأوكراني، ومع جلالة الملك. ودليل ذلك أن الرئيس الأمريكي وعندما علم بالتفسيرات المغرضة للقائه مع الملك الأردني، سجل كلمة متلفزة موجهة خصيصا للشعب الأردني ليشيد بحكمة جلالة الملك وقيادته ودبلوماسيته البارعة وليصفه بأنه من أعظم القادة الذين تعامل معهم.

بينما ما زال الجدال الحاد مستمرا بين الجانبين الأمريكي والأوكراني بعد المقابلة. 

لهذه الأسباب أردت العودة لهذا الموضوع والذي يؤكد أن جلالة الملك بخلقه الهاشمي الراقي وحكمته السياسية والدبلوماسية والتي ورثها عن والده جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه قد تصرف بما تفتضيه تلك الحكمة وقواعد التعامل الأصولي والمصلحة الوطنية. 



© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير