القادسية تحتفل بعيد الاستقلال التاسع والسبعون فتح باب التسجيل للمشاركة في معرض عمان الدولي للكتاب 2025 وزير الخارجية ينقل رسالة من الملك إلى الرئيس السوري الحاجً عبد الودود بشير الشيخ ياسين ابو سلطان في ذمه الله البنك الاردني الكويتي يجدد شراكته مع الإتحاد الأردني للتنس "الآثار النيابية" تطلع على الواقع السياحي في عجلون افتتاح نافذة للبريد الأردني في الجامعة الألمانية الأردنية "شومان" تستضيف الروائية العُمانية بشرى خلفان في شهادة إبداعية بعنوان "الرواية والتاريخ" اطلاق برنامج التغذية المدرسية الممول من الحكومة الصينية للطلبه السوريين في المدارس رئيس الديوان الملكي يلتقي فعاليات مجتمعية وثقافية وأكاديمية أبو علي: إصلاحات ضريبية قائمة على العدالة دون فرض ضرائب جديدة الإصلاح والتأهيل تفتتح توسعة مركز علاج الإدمان في مركز إصلاح بيرين ضبط فتاة ظهرت بفيديو متداول خادش للحياء العام البنك المركزي الأردني يعتمد مدينة العقبة الرقمية (Aqaba Digital Hub) لاستضافة أول منصة وطنية لخدمات الأمن السيبراني (SASE) ومركزاً لاستضافة موقع التعافي من الكوارث لاستمرارية الأعمال. بعد أن خسرنا كل شيء... ماذا تبقّى؟ الضمان توضح شروط وآلية الاستفادة من بدل التعطل عن العمل اللواء المعايطة يلتقي مدير عام جهاز الشرطة الفلسطينية ويبحثان تعزيز التعاون المشترك الاتحاد العربي للمحاربين القدماء يكرّم العيسوي تقديرًا لمسيرته العسكرية وعطائه الوطني "العقبة الخاصه ": تسهيلات جمركية جديدة لتحفيز الاستثمار وتسوية الالتزامات سفير دولة الفاتيكان في الأردن بضافية سنديانة الفحيص نعيم الزيادات

الأبيض والأسود الوطني

الأبيض والأسود الوطني
الأنباط -
د_ نبيل الكوفحي

التطرف حالة مدمرة للمجتمعات والدول اياً كان شكله وسببه، وهو ليس حالة مقتصرة على السبب الديني كما يريد الغرب وغيرهم إشاعته، فالتطرف العلماني يشكل خطرا كبيرا ايضا، اذ عانت بعض دول العالم الإسلامي ملايين الضحايا والتخلف والمرض والفقر والفساد. وقد يكون التطرف عرقيا او اثنيا او بدعاوى وطنية، كما شاهدنا ما حصل في البوسنة والهرسك وبعض دول أفريقيا كرواندا.

التطرف صفة فرعونية تهدف إلى احتكار الفهم والمسار (قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلَّا ما أَرى)، وهي بهذه الحالة قطبية واحدة تفرض على الآخرين ان يدوروا في رحاها ويأتمروا بأمرها. وتصادر حق الآخرين في الاختيار والحياة الحرة معا.
و التطرف صفة صهيونية ايضا، اذ تحتكر الانسانية وقدسيتها لليهود، وتستبيح دماء واعراض وأموال غيرهم من الامم دون أدنى حس إنساني، وجرائمهم في فلسطين على مدار قرن وما عاناه اهل غزة اخيرا خير دليل.

التطرف قد يكون على شكل احتكار لمفهوم المواطنة لاشخاص او منطقة دون الآخرين، يترجم على شكل منح صكوك الوطنية لمن يشاؤوا وإسقاطها عمن شاؤوا لمخالفة راي او اجتهاد او اختلاف على تقدير مصلحة وطنية هي حمالة اوجه متعددة. هذا السلوك مدمر يفت في عضد الوحدة الوطنية، ويفكك النسيج الاجتماعي، ويشكل اعاقة لعمليات البناء الوطني. 
الممارسات التي تحتكر المواطنة لاشخاص او مناطق دون اخرى، او تسقط المواطنة على مستويات متباينة لهي نذير فوضى أدت بكثير من المجتمعات والدول لاختلاف واضطراب، يقول الشاعر ابي الأسود الدؤلي: 
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم …. وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا.
ممارسة العصبية حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» وإن كثيرًا من شراح الحديث ليرجعون القول الى هُتافُ الغلامين: يا لَلْمهاجرين، و: يا لَلأنصار..

حالة الاختلاف في الرأي حالة مستمرة وليست محصورة في مكان دون آخر، والحل الوحيد لها هو الحوار والحوار فقط. يسجل الله جل وعلى على ذاته العليه انه حاور ابليس حيث ذكر ذلك في القران الكريم (قال يا ابليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت ام كنت من العالين). اي رسالة أبلغ من تلك الاية لنتعلم منها؟!.

المتتبع لممارسة قيادة المملكة على مدى قرن من الزمان يجد انها كانت الاطار الجامع للهوية الوطنية، تجمع ولا تفرق، واستوعبت الكثير من الأصوات التي صنفها اخرون خارج السياق الوطني بقبول ودفء احيانا، ادراكا منها وحكمة لخطورة مزالق الفوضى بخلاف ذلك.
من يتابع يجد فارقا بين جيلين؛ عاش الاول مجموعة من القيم الوطنية الجامعة تدفعه وتضبطه، بل يتمتع بطيف الوان الوطن الجميلة. وجيل لاحق؛ بعض أبنائه يرى الأمور من زاوية واحدة فقط، ولا يرى إلا بلونين فقط؛ هما الأسود والأبيض. برغم وفرة التكنولوجيا وسيولة المعلومات. 

ادعو الجميع وخاصة قادة الرأي والنخب السياسية والإعلاميين والمعلمين والخطباء والوجهاء ان يقوموا بواجبهم لإزالة الشوائب والعوائق والحجب لتثبيت بقية الألوان الجميلة في وطن الجميع، وبغير ذلك؛ فليس حديث أصحاب السفينة عنكم ببعيد.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير