الموجة الحارة تودّع المملكة تدريجيا الجمعة التكنولوجيا والاقتصاد.. الوصفة المسمومة للخمسين عاما القادمة مشروع إسرائيل الكبرى: هل يتفق الإسرائيليون عليه من الأساس؟ وهل هو قابل للتطبيق فعلًا؟ الأردن في مواجهة "إسرائيل الكبرى" بيان استنكار من جامعة البلقاء التطبيقية حسين الجغبير يكتب : أوهام نتنياهو.. من يكترث؟ 4.669 مليار دينار الإيرادات المحلية خلال النصف الأول الصفدي: تصريحات نتنياهو المتطرفة تهديد خطير للأمن والسلم الدوليين. الغويري: الشراكة بين القطاعين رافعة للاستثمار وتحسين الخدمات المحلية بيان استنكار وتأييد موجه إلى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم النظام الكهربائي يسجل أعلى حمل في تاريخ المملكة ليبلغ 4800 ميجا واط اليوم "تجارة الأردن" تدين تصريحات نتنياهو حول "رؤية إسرائيل الكبرى" إدانات عربية لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول ما أسماه “إسرائيل الكبرى” الفناطسة: تصريحات نتنياهو مجرد أوهام والأردن سيبقى سداً منيعاً أمام الأطماع الصهيونية الخارجية النيابية" تصريحات نتنياهو استفزاز خطير والأردن لن يسمح بالمساس بسيادتهططططط ورحل جهاد… "حين تعبر بوابة الجامعة… وتبدأ رحلة الأسئلة" فعاليات مهرجان صيف تلفريك عجلون (SUMMERIC) 2025 د.الحوراني يُكرّم فرقة كورال عمان الأهلية ويمنحهم خصمًا 50% تقديرًا لتميّزهم بمهرجان جرش مفوض الشؤون الاقتصادية في السلطة يزور "العقبة للنقل"

د. بشير الدعجه يكتب:تحليل أمني واستراتيجي للتمرين المشترك بين القوات المسلحة والمخابرات العامة والامن العام

د بشير الدعجه يكتبتحليل أمني واستراتيجي للتمرين المشترك بين القوات المسلحة والمخابرات العامة والامن العام
الأنباط -
تحليل أمني واستراتيجي للتمرين المشترك بين القوات المسلحة والمخابرات العامة والامن العام 
--------------------------------------------
عنوان التحليل:
* "قوة الردع الأردنية تتجسد ميدانيًا: تمرين أمني عسكري غير مسبوق يكشف جاهزية وطنية لمواجهة التهديدات المعقدة".

* "لا تقترب... المملكة محمية بثلاثة جدران نارية".

*  "الأردن يختبر سلاحه الصامت: جاهزية كاملة وخصوم تحت المجهر
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
للكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه.

في لحظة تكتنفها رمزية بالغة... وبمشاركة نوعية ومركبة بين القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي ودائرة المخابرات العامة، ومديرية الأمن العام... شهد مركز تدريب الشرطة الخاصة تنفيذ تمرين أمني مشترك حضره جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة... إلى جانب كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين.

التمرين الذي جاء بتوقيت إقليمي حساس... شكّل حدثًا محوريًا على صعيد العقيدة الأمنية الأردنية... وأبرز انتقالها نحو نموذج الردع الشامل متعدد الأبعاد... القائم على الدمج بين الإمكانات الميدانية، والقدرات التقنية، والتكامل المعلوماتي والعملياتي بين الأجهزة المختلفة.

رسائل ثلاثية الأبعاد: جاهزية – احتراف – تكامل.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

ما ظهر على أرض الميدان لم يكن مجرد عرض عضلات... بل منظومة متكاملة تحاكي سيناريوهات تهديد مركبة... يجمع بينها عنصر المفاجأة والتعقيد العالي.
وقد اشتمل التمرين على:

- تنفيذ مداهمات حية في بيئات حضرية معقدة.

- استخدام الطائرات المسيّرة والروبوتات الأرضية لدعم التشكيلات القتالية.

- التعامل مع تهديدات كيميائية وبيولوجية ومتفجرات متنوعة.

- رمايات دقيقة بأسلحة مختلفة في ظروف تشبه الواقع العملياتي.

هذا المستوى من التنسيق المشترك بين الجيش والمخابرات والأمن العام... يعكس تحولًا نوعيًا في بنية الردع الأردني الذي لم يعد مقتصرًا على القوات النظامية... بل أصبح منظومة أمن وطني مترابطة تشتبك مع التهديد قبل وقوعه.

الملك في الميدان: القائد الأعلى يرسم ملامح المرحلة.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

وجود جلالة الملك على الأرض... واطلاعه المباشر على تفاصيل التمرين... يبعث برسالة استراتيجية:
الأمن الوطني الأردني تحت إشراف مباشر من القيادة العليا، والتأهب ليس خيارًا بل واجب يومي.

الرسالة للداخل مفادها أن التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية بلغ مرحلة عالية من الجهوزية والاحتراف... أما الرسالة للخارج، فهي واضحة:
"الأردن لا يُفاجَأ... بل يُفاجئ."

لماذا الآن؟ قراءة في التوقيت والسياق الإقليمي.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

يأتي هذا التمرين في وقت حساس تشهده المنطقة من حيث:

*  تصاعد التوترات على الحدود الشمالية والشرقية.

*  نشاط متزايد للعصابات المسلحة الارهابية وعمليات التهريب المنظمة.

*  تحولات أمنية في الإقليم تُفرز تهديدات هجينة جديدة.

*  تزايد الاعتماد على الحروب غير النظامية، والطائرات المسيّرة، والتهديدات السيبرانية.

كل ذلك يجعل من الضرورة بمكان أن ترفع الدولة الأردنية من مستوى تأهبها الأمني والعسكري...  لا كرد فعل بل في إطار نهج استباقي مرن يستند إلى المعرفة الاستخبارية الدقيقة، والجاهزية العملياتية المتقدمة.

الردع الجديد: منظومة هجينة ذكية
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

ما كشف عنه التمرين يتجاوز البعد الميداني...  ليؤكد تطور منظومة الردع الأردنية نحو المفهوم الهجين الذي يجمع بين:

*  الردع التقليدي: المتمثل في الجاهزية العسكرية والقدرة على الاشتباك المباشر.

*  الردع التقني: عبر الاستخدام الفعّال للطائرات المسيّرة، والروبوتات، والأنظمة الذكية.

*  الردع النفسي والإعلامي: من خلال إبراز الاحتراف والهيبة وتأكيد أن الدولة في أعلى درجات الجاهزية.

هذا المفهوم هو ما يميز الأردن اليوم عن كثير من دول الإقليم، ويمنحه ميزة نسبية في الحفاظ على الاستقرار وسط بيئة أمنية متقلبة.

في الخلاصة: مناورات تعكس عقيدة... لا مجرد تدريب
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

التمرين الأمني والعسكري الذي نُفّذ مؤخرًا ليس حدثًا عابرًا...  بل هو إعلان فعلي عن جاهزية الدولة الأردنية بشقيها الأمني والعسكري... للتعامل مع سيناريوهات التهديدات المعقدة والمعاصرة.
الأردن في رسالته الواضحة... لا يكتفي بحماية حدوده...  بل يبادر إلى بناء أمن وقائي متقدم، وردع مرن، وقدرة على الفعل لا تقتصر على ردود الأفعال.

في ظل ما تشهده المنطقة من اضطرابات... فإن هذا التمرين يؤكد أن الأردن يقف على أرض صلبة... ويملك من الاحتراف والتقنية والمعلومة ما يمكنه من مواجهة المستقبل بثقة وثبات.

#د. بشير _الدعجه
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير