البث المباشر
شهيد في غارة إسرائيلية جديدة على جنوب لبنان زواج إسلامي علي الطريقة الكاثوليكية ! الصناعة والتجارة تبدأ تطبيق الجزء الثاني من خطتها الرمضانية الرقابية "العمل": تسفير أي طالب غير أردني يُضبط يعمل في سوق العمل ليالي الزرقاء الرمضانية .. ألق الثقافة والفن يضيء مركز الملك عبد الله الثاني ارتفاع الصادرات الوطنية الى الاتحاد الأوروبي بنسبة 4.4% في 2024 3040طنا من الخضار والفواكه ترد للسوق المركزي اليوم شهيد وجريح في غارة إسرائيلية فجر اليوم جنوبي لبنان وفيات الأحد 16-3-2025 طقس دافئ حتى الثلاثاء وانخفاض ملموس الأربعاء لأول مرة في التاريخ: دروز سوريون يعبرون إلى إسرائيل للعمل بحضور رئيس مجلس النواب..الطراونة يجمع شخصيات سياسية وإعلامية ونقابية وفنية في سهرة رمضانية الأردن نموذج حي للتعايش والوئام بين الأديان صالونات عمان تغرق في نميمة التعديل والأسباب اتفاقية الغاز مع قطر تؤكد أهمية الأردن على خريطة الطاقة الإقليمية واشنطن تتخذ إجراءات صارمة ضد مؤيدي حماس: إلغاء التأشيرات وترحيل المخالفين سوريا.. قراءة تحليلية في تحديات الداخل وتطلعات الخارج مع تفاقم سوء الموسم المطري.. كيف يبدو الواقع المائي صيفًا؟ تشكيل حكومة سورية جديدة خلال الأسبوع الجاري وسط توقعات بتغييرات كبيرة حسين الجغبير يكتب : لماذا التقاعس في ملف الهيئات المستقلة؟

إبراهيم أبو حويله يكتب :ترمب والعالم، ترمب والوكالات الأمريكية...

إبراهيم أبو حويله  يكتب ترمب والعالم، ترمب والوكالات الأمريكية
الأنباط -
ترمب والعالم، ترمب والوكالات الأمريكية...

هذه الشخصية لها إساليبها في إشغال الرأي المحلي والعام والعالمي ، وهو لم يكن يملك منصبا ولا سلطة ولديه القدرة على أن يكون في الصفحات الأولى، وهو لديه القدرة على جذب الإنتباه والإنظار في أي موقع يتواجد فيه، وهذه الكريزما التي تسعى لجذب الإنظار هي طبيعته وما هو عليه، ولكن خطورة هذا الرجل هي بالوسائل والقوى والإساليب التي يملكها.

وقدرته على توظيف كل ما حوله من أجل تحقيق أهدافه، هل نستطيع تقدير أين سيقف هذا الرجل، هناك رجال يصنعون التاريخ والأحداث بشكل سلبي أو إيجابي، ولكن لهم أُثر على العالم، هل سيكون ترامب هو هتلر العالم الجديد، وهو يسعى بنفس الصورة تقريبا إلى فرض تصوره وإرادته وقوته وقدرته على هذا العالم، هذا الفئة من البشر يصيبها الغرور، ويعميها الفضول، وتظن أنها قادرة على تحقيق كل الأهداف التي تسعى لها.

 وهو يدرك تماما أن لديه القدرة على التفاوض وفرض تصوره بطريقة فجة وغبية وإستفزازية بنفس الوقت، ولكن هذا لا يهم فهو ينظر إلى الحياة على أنها صفقة، وهناك في مفهومه ايضا صفقات فاشلة في هذه الحياة يجب قبولها.

ما يجعل موقف ترمب خطير هو تلك الحرب الداخلية التي يقودها في أمريكا ضد مؤسسات الدولة العميقة، ولذلك ربما مجرد الصبر عليه إستراتيجيا هي خطوة قد تؤتي ثمارها، فهو فعليا وكما صرح مساعده المقرب إيلون ماسك، بل أن هذا المساعد تجوز التصريحات الكلامية ضد الوكالات الفدرالية، وما يتعلق بها من فساد مالي وإداري يتجاوز المليارات، وأنه لا بد من التدقيق على هذه الوكالات وترشيقها، ومراقبة نفقاتها والتأكد من الطريقة التي تعمل بها، ولذلك بدأ بنقل سريره المتنقل الذي رافقه في تسلا وX إلى الوكالات الحكومية هو وفريقه طبعا، وبدأ في الإطلاع على التفاصيل المتعلقة بنفقات الحكومة الفدرالية، والتي يزعم بل يؤكد انه يستطيع توفير المليارات من هذه الأموال.

وفي إطار سعيه لإعادة هيكلة الحكومة الفيدرالية، ركز ترمب على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) كهدف رئيسي. وأمر ترمب بتعليق جميع المساعدات الخارجية الأمريكية، باستثناءات محدودة، في انتظار مراجعة شاملة. بالإضافة إلى ذلك، أطلق يد إيلون ماسك، من خلال "وزارة كفاءة الحكومة" (DOGE) التي يرأسها،إطلق الإخير حملة واسعة لتسريح الموظفين الحكوميين وخفض الإنفاق الفيدرالي بمليارات الدولارات، وكانت USAID أحد أهدافه الرئيسية. ويرى ماسك أن التمويل يستخدم لتنفيذ "برامج قاتلة"، ووصفها بأنها "منظمة إجرامية"  في عام 2023، أدارت الوكالة مساعدات بقيمة 43 مليار دولار، واتخاذ إجراءات لخفض تكلفة الإسكان وتوسيع المعروض من المساكن. تأتي هذه الخطوات في إطار جهوده لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية وزيادة كفاءتها. 

تُشير هذه الإجراءات إلى أن إدارة ترمب تستهدف وكالات وبرامج حكومية متعددة بهدف تقييم أدائها، تقليص حجمها، ومحاسبتها، مع التركيز بشكل خاص على تلك التي تُشرف على المساعدات الخارجية والسياسات التنظيمية.

هنا تدرك تماما أن الرجل لا يفتح جبهة واحدة بل يفتح جبهات متعددة، وأن بعض هذه الجبهات هي بمثابة عش دبابير حرفيا، وأن الحرائق قادمة قادمة، فهو يستهدف أرزاق واموال وتعاقدات تستفيد منها جهات متعددة في الدولة العميقة في الولايات المتحدة.

ولكن ترمب يبقى ترمب فقد دفعت دول مثل اليابان ثمنا بالغا لسياساته في فترة حكمه الأول، ولذلك تقف الدول معه في حالة حيره، البعض يرى أن المواجهة هي الحل، وأخرى ترى أن الصبر على سياساته هو الأفضل إلى أن يقضي الله أمر كان مفعولا، فأين تقف الدول العربية والإسلامية من مواقفه الإخيرة.

 لا يخفي ترمب غرامه الأبدي مع الكيان والقوى الصهيونية في الولايات المتحدة، بل هو وظف هذه القوى في معظم المفاصل الحساسة في إدراته، وتصريحاته التي تحمل روحا عدائية مستفزة تثير المعتدل وغير المعتدل وحتى أنها تثير الشارع الأمريكي والغربي.

ولكن يجب أن لا ننسى بأن المواقف العربية الموحدة كان لها إثر حاسم في فترات سابقة في التأثير على الرأي العالمي، وحتى على إنسحاب دول من الدعم المباشر للكيان كما حدث مع بريطانيا في الفترة التي إتخذت الدول العربية سياسة معاقبة الدول التي تتعامل مع الكيان، ولجأت إلى تخفيض إنتاج النفط بمعدل خمسة بالمائة شهريا، ومقاطعة الشركات والدول التي تتعامل مع الكيان، ما كان له أثار بالغة على الإقتصاد العالمي، وعلى الولايات المتحدة نفسها، ولكن هل يستطيع القادة الجدد القيام بما قام به اسلافهم، سؤال سيبقى مطروح، وتحمل إجابته القمة العربية القادمة.

ولكن الدول العربية والإسلامية لديها الكثير من المفاتيح التي تستطيع إستعمالها، وليست المقاطعة والنفط إلا بعضها، من أجل دفع هذا المارد على أن يكون أكثر عدالة في التعاطي مع الملفات العربية والإسلامية، وإظهار بعض الإحترام عند التعامل معها، وإلا فإنها قد تدفع الثمن كما دفعت اليابان الثمن. 

إبراهيم أبو حويله ...
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير