الخارجية تعرب عن تضامنها مع جمهورية النمسا الصحة العالمية: مستشفى الأمل بغزة خارج الخدمة الملك يرعى في صرح الشهيد احتفال الجيش العربي بالمناسبات الوطنية "في حضرة التاج حين تعانق الحكمة نبض الشعب" في حزيران نكتب التاريخ: الثورة، العرش، والجيش زيادة الحد الأدنى للأجور لموظفي مؤسسة المتقاعدين العسكريين بأثر رجعي اعتبارا من بداية 2025 عشائر العواملة تصدر بيان تنظيم المناسبات لترشيد النفقات أحمد الذيابات … رحيل العدسه التي عشقت ألاردن البنك العربي يرعى فعالية كسوة العيد بالتعاون مع بنك الملابس الخيري في العقبة والزرقاء الملك: الأردن يقف إلى جانب لبنان للحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته الأسراب السبع:قراءة أدبية في رواية حامد مغرم "مادلين" من السلام إلى قوس العدالة إصابات واعتقالات خلال اقتحام الاحتلال للبلدة القديمة بمدينة نابلس ولي العهد: "وراء كل انجاز عظيم أشخاص عملوا بجهد" إلى السيّد الشاعر الأبهى، "حميد سعيد" 25 شهيدًا جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة العقل والعادات... إدمان الاناث تعتيم وجبهة حدودية جديدة للمخدرات. أمن الملاعب مبكراً في مواقعهم لتأمين مباراة المنتخبين الوطني، والعراقي الشقيق. فعاليات احتفالية بالمناسبات الوطنية ومواقع مخصصة لبث مباراة الأردن والعراق

الجغرافيا تُلزم والسياسة تُلهم

الجغرافيا تُلزم والسياسة تُلهم
الأنباط -
عبدالكريم سليمان العرجان 
في قلب مشهد إقليمي مضطرب ومليء بالتحديات، تظهر العلاقة بين سوريا والأردن كمعادلة لا تحتمل التجاهل، ما يجمع بين البلدين ليس مجرد حدود مشتركة أو ماضٍ متداخل، بل شبكة من المصالح الحيوية التي تجعل من الشراكة بينهما ضرورة حتمية للبقاء والنهوض في ظل عالم متغير.

بالنسبة لسوريا، الأردن ليس مجرد جار، بل بوابة استراتيجية تحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى، بعد سنوات من الحرب والانهيار الاقتصادي، تجد دمشق نفسها في حاجة ماسة إلى قناة تعيدها إلى المشهد الإقليمي، فالأردن، بموقعه الجغرافي وشبكاته التجارية والطاقة، يشكل نقطة العبور الوحيدة لسوريا نحو الأسواق العربية والدولية، الطرق الأردنية ليست مجرد مسارات للنقل، إنها شرايين حياة لسوريا التي تئن تحت وطأة أثار الحرب.

أما بالنسبة للأردن، فإن استقرار سوريا هو خط دفاع أول يضمن أمن حدوده الشمالية ويحمي مصالحه الاقتصادية، اللاجئون السوريون يشكلون عبئاً على موارده، والتهريب عبر الحدود يشكل تهديداً لأمنه، ما يجعل التنسيق الأمني مع دمشق ليس خياراً، بل أولوية ملحة، الأردن يدرك تماماً أن عودة سوريا كدولة مستقرة ليست فقط في صالح الشعب السوري، بل أيضاً في مصلحة المنطقة بأكملها.

لكن الحديث لا يتوقف عند الأمن والحدود، ملف المياه الذي يشكل شرياناً حيوياً في منطقة تعاني من ندرة الموارد، يُبرز إمكانية التعاون بين البلدين في مشاريع تخدم الشعبين، أما الطاقة، فتمثل فرصة ذهبية، حيث يمكن للأردن أن يكون شريكاً لسوريا في تطوير شبكات إقليمية تعيد لها دورها كلاعب اقتصادي مؤثر.

الأردن وسوريا لا يمكنهما تحمل رفاهية العزلة أو الجمود، اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يحتاج الطرفان إلى إعادة تعريف علاقتهما بما يتجاوز الشعارات السياسية، إنها لحظة تاريخية لصياغة نموذج جديد من التعاون، نموذج يضع المصالح المشتركة فوق كل اعتبار، ويعيد رسم خريطة المنطقة بأيدٍ عربية.

في النهاية، هذه العلاقة ليست خياراً يمكن تجاهله، بل رهاناً لا يمكن خسارته، الشرق الأوسط، الذي لطالما مزقته الصراعات، يحتاج إلى مثل هذه الشراكات الواقعية التي تحمل بين طياتها املاً في مستقبل أقل صخباً وأكثر استقراراً.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير