البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

الجغرافيا تُلزم والسياسة تُلهم

الجغرافيا تُلزم والسياسة تُلهم
الأنباط -
عبدالكريم سليمان العرجان 
في قلب مشهد إقليمي مضطرب ومليء بالتحديات، تظهر العلاقة بين سوريا والأردن كمعادلة لا تحتمل التجاهل، ما يجمع بين البلدين ليس مجرد حدود مشتركة أو ماضٍ متداخل، بل شبكة من المصالح الحيوية التي تجعل من الشراكة بينهما ضرورة حتمية للبقاء والنهوض في ظل عالم متغير.

بالنسبة لسوريا، الأردن ليس مجرد جار، بل بوابة استراتيجية تحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى، بعد سنوات من الحرب والانهيار الاقتصادي، تجد دمشق نفسها في حاجة ماسة إلى قناة تعيدها إلى المشهد الإقليمي، فالأردن، بموقعه الجغرافي وشبكاته التجارية والطاقة، يشكل نقطة العبور الوحيدة لسوريا نحو الأسواق العربية والدولية، الطرق الأردنية ليست مجرد مسارات للنقل، إنها شرايين حياة لسوريا التي تئن تحت وطأة أثار الحرب.

أما بالنسبة للأردن، فإن استقرار سوريا هو خط دفاع أول يضمن أمن حدوده الشمالية ويحمي مصالحه الاقتصادية، اللاجئون السوريون يشكلون عبئاً على موارده، والتهريب عبر الحدود يشكل تهديداً لأمنه، ما يجعل التنسيق الأمني مع دمشق ليس خياراً، بل أولوية ملحة، الأردن يدرك تماماً أن عودة سوريا كدولة مستقرة ليست فقط في صالح الشعب السوري، بل أيضاً في مصلحة المنطقة بأكملها.

لكن الحديث لا يتوقف عند الأمن والحدود، ملف المياه الذي يشكل شرياناً حيوياً في منطقة تعاني من ندرة الموارد، يُبرز إمكانية التعاون بين البلدين في مشاريع تخدم الشعبين، أما الطاقة، فتمثل فرصة ذهبية، حيث يمكن للأردن أن يكون شريكاً لسوريا في تطوير شبكات إقليمية تعيد لها دورها كلاعب اقتصادي مؤثر.

الأردن وسوريا لا يمكنهما تحمل رفاهية العزلة أو الجمود، اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يحتاج الطرفان إلى إعادة تعريف علاقتهما بما يتجاوز الشعارات السياسية، إنها لحظة تاريخية لصياغة نموذج جديد من التعاون، نموذج يضع المصالح المشتركة فوق كل اعتبار، ويعيد رسم خريطة المنطقة بأيدٍ عربية.

في النهاية، هذه العلاقة ليست خياراً يمكن تجاهله، بل رهاناً لا يمكن خسارته، الشرق الأوسط، الذي لطالما مزقته الصراعات، يحتاج إلى مثل هذه الشراكات الواقعية التي تحمل بين طياتها املاً في مستقبل أقل صخباً وأكثر استقراراً.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير