مدينة بالذكاء الاصطناعي ترحب بسكانها القبض على تركي يبيع مياه الصنبور على أنها مياه زمزم أيهما يقلل السكر في الدم.. التمارين قبل الإفطار أم بعده؟ هنغاريا: العقوبات الأميركية الجديدة على روسيا ستؤدي لعواقب وخيمة على أوروبا طفل من غزة..... أطباء أردنيون يوثقون فظائع جرائم الاحتلال في غزة برشلونة يُذل ريال مدريد بعشرة لاعبين ويتوج بكأس السوبر الإسباني حسين الجغبير يكتب : العقبة.. انتبهوا لما يحدث هناك هل يهدد الذكاء الاصطناعي فرص العمل؟ الأماكن المضغوطة... غرفة التجارة الأميركية في الأردن تحتفل بمرور 25 عامًا من النمو والنجاح أتلتيكو مدريد في القمة ومانشستر يونايتد يتأهل بالترجيح في كأس الاتحاد الإنجليزي اللواء الركن الحنيطي يعود مصاب الاشتباك المسلح على الواجهة الشمالية للمملكة أكاديميّونَ وسياسيّون: الأردنُّ أمامَ فرصةٍ تاريخيّةٍ لإعادةِ بناءِ العلاقاتِ مع سوريا وتعزيزِ دورِه الإستراتيجيِّ في المنطقة باحثون صينيون يكشفون عن العلاقة بين النشاط البدني وطول العمر والشيخوخة الجمارك : اعتماد ثلاثة مراكز جمركية إضافية لتنظيم بيانات الأمتعة الشخصية المغادرة إلى سوريا د. بشير الدعجه يكتب :دماء البراءة في سيل الزرقاء... صدمة مجتمعية تتطلب وقفة حاسمة و صرخة ألم تكشف خلل الأسرة والمجتمع المعضلة الأخلاقية في برمجة السيارات ذاتية القيادة: من يقرر مصيرنا على الطرق؟ ‎الماجستير في العلوم السياسية لـ عون الحنيطي رئيس بلدية إربد الكبرى يستقبل مسؤول الأونروا لبحث تعزيز التعاون المشترك

" حالة إلتباس "

 حالة إلتباس
الأنباط -
مهند أبو فلاح

اقتران الديبلوماسية و المسار التفاوضي على الجبهة اللبنانية بتصعيد العمليات الحربية من قبل الكيان الصهيوني في محاولة لاحداث إختراق من نوعٍ ما يتم استثماره و توظيفه في المحادثات الجارية على قدم و ساق لفرض شروط مجحفة على المقاومة في هذا القطر العربي الشقيق اوجد حالة إلتباس لدى بعض المراقبين و المحللين للمشهد السياسي و العسكري في بلاد الارز على خلفية وجود تناقض بين تصعيد العدوان الغاشم على لبنان و بين التسريبات الصحفية التي تفوح منها رائحة قرب التوصل إلى التسوية و وقف لإطلاق النار .

استراتيجية التفاوض تحت النيران ليست جديدة من نوعها في عالم الحروب فقد لجأ إليها ثوار الفيكتونج في فيتنام الشمالية إبان كفاحهم المسلح البطولي ضد الإمبريالية الأمريكية و ألتها الحربية الجبارة في ستينيات و سبعينيات القرن الماضي فمع كل جولة تفاوضية عقدت في حينها في العاصمة الفرنسية باريس كانت الجبهة تشتعل بالعمليات القتالية المتبادلة بين الطرفين وصولا إلى إجبار الولايات المتحدة على الانسحاب عسكريا من فيتنام الجنوبية .

حتى لبنان نفسه في تسعينيات القرن الماضي كان مسرحا للعديد من الاشتباكات العنيفة و المناوشات المسلحة الدامية بين رجال المقاومة اللبنانية من جهة و قوات الاحتلال الإسرائيلي و عملائها فيما يسمى بجيش لبنان الجنوبي على تخوم الشريط الحدودي المحتل و أطرافه بالتزامن مع جولات التفاوض التي كانت تعقد في واشنطن من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للصراع العربي الصهيوني على المسارين السوري و اللبناني في المحادثات التي انبثقت عن مؤتمر مدريد الدولي للسلام الذي أقيم في العاصمة الإسبانية في خريف العام 1991 ، لذلك لم يكن مستغربا أن يسعى حكام تل أبيب جاهدين لاستخدام القوة المسلحة لفرض شروطهم على مائدة التفاوض .

رد المقاومة اللبنانية ممثلة بحزب الله العامود الفقري لها جاء سريعا و مباشرا لجهة أن الميدان هو من سيحدد عمليا على أرض الواقع نتيجة المحادثات السياسية الرامية للتوصل إلى هدنة و بأية شروط سيتم ذلك و من هذا المنطلق قام الحزب هو الآخر بدوره بتصعيد نوعي في وتيرة العمليات المضادة في مواجهة محاولات الاختراق الصهيونية للقرى الحدودية الأمامية المتاخمة لشمال فلسطين المحتلة و احبط بنجاح اغلب محاولات التسلسل الرامية إلى إيجاد موطيء قدم للقوات الاسرائيلية يمكن توظيفه كورقة ضغط على لبنان للقبول بالشروط الصهيونية المتعسفة التي تتجاوز و تتخطى بكثير قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الصادر في صيف العام 2006 في أعقاب حرب تموز / يوليو الشهيرة .

إن محصلة الصراع المسلح و معركة عض الاصابع الجارية فصولها الآن في في جنوب لبنان و شمال فلسطين سوف تحدد مصير و معالم أية تسوية سياسية يتم التوصل إليها في القريب العاجل إن قُدِرَ لهذه التسوية أن تبصر النور لسنوات قادمة و ربما لعقود ، لذلك فإن من يضحك اخيرا سوف يضحك كثيرا بعد انتهاء هذه المنازلة الكبرى و إن التضحيات التي تقدم لن تذهب سدى بل ستنعكس حتما على مصير المنطقة برمتها و التي لن تنعم بالأمن و الاستقرار و لا السلام و الازدهار في ظل وجود الورم الصهيوني السرطاني الخبيث الذي تمثله الدويلة العبرية المسخ .
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير