ملثم سوري : السنه في سوريا رغم القتل والمعاناة لم يطالبوا بتقسيم البلاد 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من رمضان في "الأقصى" فايز شبيكات الدعجة يكتب:زيارة مُلتَبسه الأردن يشارك بجلسات العدل الدولية حول التزامات إسرائيل تجاه الأنشطة الدولية بفلسطين وزيرة التنمية الإجتماعية تلتقي عدد من رئيسات الوفود المشاركة في الدورة الـ69 للجنة وضع المرأة في نيويورك وفيات الجمعة 14-3-2025 فارس قاقيش يكتب: بين الدولة والشركة: هل تُدار الأوطان بمنطق الربح والخسارة؟ الذهب يلامس مستوى قياسيا جديدا أجواء دافئة بوجه عام حتى الاثنين المعايير المزدوجة وربطها بالخيانة ... الظل يقود الباطن للظاهر ! المتقاعدين العسكريين: توزيع الدعم والمساعدات للمحتاجين وفق أسس محددة انباء عن دخول قوات الأمن العام السورية أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب بعد اتفاق مع الحكومة البدور : دروس مستفادة من أزمة النائب وحزبه … حادث غريب.. كلب يطلق النار على صاحبه وهو نائم دراسة: فطريات في الأنف تفاقم الحساسية الموسمية مرضى قصور الغدة الكظرية في رمضان.. توصية بجرعات أعلى من الدواء إضافة بسيطة إلى قهوتك قد تعزز صحتك بشكل كبير مضغ المواد الصلبة 5 دقائق يقوي الذاكرة "النواب" يُشكل لجنة مؤقتة لتعديل النظام الداخلي

أنا والأخر ... هذه حال الدنيا فالإختلاف سنة بين البشر

أنا والأخر   هذه حال الدنيا فالإختلاف سنة بين البشر
الأنباط -

إبراهيم إبو حويله 


أنت ترى طريقا وأنا أرى أخر ، وهل خلقنا إلا لنختلف ، هل يجب أن يكون البشر لونا واحدا ، أي كآبة هذه .

ولكن لماذا لا أتقبل رأيك وإجتهادك وتتقبل رأيي وإجتهادي ، إذا كنت أشك في نيتك ، فمن الخطأ إن أبقيك قريبا ، وإذا كنت تشك في نيتي ، فيجب أن تتصرف فورا ، وإلا فما أكثر ما ندفع ثمن السكوت على نوايا الأخرين الفاسدة .

ولكن إذا أدركت صدقك وتفهمت رأيك ، وأعطيتك تلك المساحة للحركة ، فلماذا يجب أن تقيدني في الحركة ، لماذا يجب ان نكون نسخة ، وإلا فأنا .

هذه الحياة تحمل أراء مختلفة في الحركة والإصلاح وتقييم الأخر والتعامل معه ، وتلك المساحات المقبولة بيننا وبين الأخر ، نحن لن نستطيع أن ننزع أنفسنا من واقعنا ، من تحدياتنا وننتقل إلى مكان أخر .

وهل المكان الأخر بدون تحديات ، هل هي جنة بدون مشاكل ، وهل يتطور الوطن أو يكبر أو يتقدم خطوة إلى الأمام ، إذا كنّا ننظر إلى بعضنا على أساس التخوين والإفساد والتكفير والقذف واللعن .

لكل منّا مساحة يلتقي فيها مع الأخر ، ومن الممكن مع قليل من الحرص والتفاهم وقليل من المحبة للوطن أن تكبر هذه المساحة وتزيد ، بدل من التهديد والوعيد.

كنت في يوم موظفا ، وعملت مع اناس مخلصين ويمتازون بالحرص والوطنية والتدين ، وكان هناك قلة فاسدة نعم ، ولكن كان هناك من يعمل ومن يحمل ومن يدفع ومن يشجع ومن ينظر إلى الفاسد بعين الإحتقار والصغار ، لم تكن في يوم الأغلبية فاسدة ، وعندما أسأل من يحمل سيف النقد والتشهير وكان موظفا يوما أسأله هل كنت فاسدا ، هل سكت يوم على فاسد ، فلماذا إذا تظن إذا أن الكل اليوم فاسدون .

نحن ننظر للاخر على أساس اللونين الأبيض والأسود ، وقد كنّا يوما نحمل طيفا واسعا من الألوان ، فنسكت على مغادرة أو تأخيير ، ونتجاوز عن وعن ، نعم لم نكن فاسدين ، ولكن كان طيف السماحية واسعا ، فلماذا نحجر واسعا عند التعامل مع الأخرين ، ولا نعطيهم تلك المساحة من العذر التي كنّا نعطيها لأنفسنا إذا كان الأمر يحتمل الإجتهاد أو هو فيما يحتمل التقصير ، هل هم ملائكة ونحن البشر .

وقفت مع تلك النكتة التي تتحدث عن فاسد في دولة أخرى سرق من العطاء ، وعن أخر عندما جاءه الفاسد يسأله كيف تسرق قال هل ترى ذلك الجسر ، قال أي جسر ، قال له تماما ذلك الجسر الذي من المفروض أن يكون ، مخصصاته في حسابي ، لو كان الفساد كما يتخيل البعض ، لكان كل ما في البلد اليوم خيال .

ثم يقول لك لا تقارن ، عفوا وهل يصح في الحياة شيء إذا إحتاج كل شيء إلى دليل ومقارنة ، إلا ترى أن الحياة هنا ما زالت قائمة ، وأن الرواتب ما زالت مدفوعة ، وأن المتقاعدين ما زالوا يقبضون ، والحياة سائرة ، هل كل هذا يحتاج إلى دليل ، لو تم سرقة كل شيء ، وكان كل من في البلد فاسدا ، هل سيكون هذا موجود .

هناك فقر نعم وهناك بطالة نعم ، وهناك فساد نعم ، وهناك تجاوزات واسطة ومحسوبية نعم ، ولكن هل هو منتشر على ذلك النطاق.

ثم نقول لا تعطي الأخر كل ألوان الطيف التي تملكها ، ولكن فقط أمنحه قليل من العدل .


© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير