الأنباط - الدكتور رافع شفيق البطاينة
يبدوا أن الطريق أصبحت معبدة أمام تشكيل أي حزب جديد ، ولذلك أصبح من السهل الاقدام على تأسيس حزب جديد ، وقد لاحظنا أن بعض الأحزاب التي رخصت مؤخراً استطاعت خلال أشهر بسيطة أن تستكتمل شروط الترخيص ، وتعقد مؤتمرها التأسيسي ويكتمل نصابها القانوني، في فترة زمنية قياسية ، بعكس الأحزاب التي رخصت سابقا ، والتي احتاجت إلى وقت طويل، وهذا مؤشر على أن فكرة الانضمام إلى الأحزاب بدأت تتغلغل وتلقى قبولا لدى الشارع العام ، وأصبح هناك قناعة تامة من حتمية اللجوء إلى الأحزاب لإنجاح منظومة التحديث السياسي ، وهذه القناعة أفضت إلى هذا الإقبال الكثيف على التوجه إلى الأحزاب السياسية والانضمام لها، ما يعني أن الجهات المعنية بقانون الأحزاب وتطبيقه من مؤسسات رسمية كالهيئة المستقلة للانتخاب ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب نفسها قد نجحت في نشر ثقافة الأحزاب وإقناع الناس بالتوجه والانخراط بها ، وأصبح اللجوء للأحزاب واقع لا مفر منه ، لكن كنا نتمنا أن لا يصل عدد الأحزاب إلى هذا الكم الكبير من الأعداد ، وأن يكون التركيز على الجودة وليس على الرقم، وأن تقدم الأحزاب على الاندماج والإتحاد والتوحد لتكون ذات أعداد كبيرة ، وقوية لتتمكن من خوض الانتخابات النيابية بقوة والظفر بأكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية ، لكن ما زال هناك من الوقت الكافي لعقد تآلفات حزبية لخوض الانتخابات بقوائم مشاركة لعدد من الأحزاب لعل وعسى أن تصل إلى تشكيل الحكومة الحزبية النيابية في أقرب وقت ممكن ، وللحديث بقية.