الكاتبة التربوية : د.ريما سلمان زريقات
أشفق على بعض المسؤولين ، فالمسؤولية أمانة في الأعماق ويجب أن نؤديها ونسلمها لمن يستحقها بكل حرص ، اسأل نفسك هل لديك السمات التالية : تشجيع التغيير ؟ تفويض الصلاحيات ؟ تعزيز ترابط العمل المؤسسي ؟ ابتكار المعرفة وتبادلها مع الآخرين ؟التركيز على النتائج ؟
من سمات القائد تفويض الصلاحيات ثم مساءلة من يتم تفويضه ، وهذا يجب أن ينطبق على الجميع ، ولإدارة تفويض الصلاحيات لابد من السؤال التالي : هل تم الاطلاع على المهارات والمعرفة الصريحة لمن هم في الصف الثاني والثالث ؟ هل تمكنت من اكتشاف المعرفة والمهارات الضمنية ؟ هل هم أهل لذلك ؟ هل تتوفر الخبرة الكافية لديه في موقعه ؟ هل هم على قدر كافي من المسؤولية ؟هل هم على درجة كافية من الشفافية ؟ هل تم الاطلاع على الخبرات التربوية المختلفة لديهم ؟ بعد ذلك ، هل قيمت ممارسة هذا التفويض ؟ ما هي الآلية ؟ هل لديك أدوات قياس لإتقان وحسن ممارسة هذا التفويض ؟هل مارست الذكاء الانفعالي والعاطفي والاجتماعي ؟ هل بنيت قرارك بناء على بياناتك التي جمعتها بنفسك وليس من غيرك ؟ هل تمت صناعة القرار بطريقة مهنية من الفريق قبل اتخاذه منك كصاحب قرار ؟
كل ذلك يقودنا حقيقة إلى معاناة من يتم تعيينهم كمسؤولين في الصف الأول ، يأتي وهو متفائل ولديه الكثير ليقدمه للمؤسسة ، لكنه للأسف يشعر بعد فترة بالإحباط ، فلا يجد أحيانا الموارد البشرية المؤهلة وأهمها القيادات أو البيئة المناسبة بجميع جوانبها : المعرفية ، والمهارية ، والخبرات الكافية ، ووووو، هنا سيواجه خيارين ، الأول تحمل كامل العمل والمتابعات ومهام الفريق ، وهذا طبعا مرهق جدا ومزعج ، ويخلق منه مديرا وليس قائدا للأسف ، أو يختار الخيار الثاني وهو الانسحاب وللأسف فشل كقائد ، فالقائد يصنع القادة ، فكيف سيتحقق ذلك ؟!
لا يجوز تفويض الصلاحيات للصف الثاني فقط ، وسلب صلاحيات الصف الثالث مثلا ؟! فتفويض الصلاحيات تسلسلي ، كيف تتم مساءلة من لم يتم تفويضهم أو تفويض جزئي أو تفويض شكلي ، أو كيف يتم تفويض صلاحيات دون مساءلة على جميع المستويات ، بداية بالصف الثاني ؟ والسؤال الأهم : ما هي الآلية المتبعة للمساءلة بعد التفويض ؟!
لهذا لا بد للمسؤول أن يكون بجعبته ملفان : ملف لإدارة التغيير وملف لإدارة المخاطر ، وكلاهما يتضمن مهارات وأدوات، والسؤال :هل تتوفر لديه ؟! وللحديث بقية.....