الأنباط - دانت اللجنة الرئاسية العليا للكنائس في فلسطين بشدة استمرار الصمت على جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وآخرها الجريمة البشعة التي نفذها جيش الاحتلال بدهس خيام ودفن عشرات الجرحى والمرضى والمواطنين النازحين وهم أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان، شمالي قطاع غزة، بعد 9 أيام من الحصار والاقتحام واقتراف الفظائع المروعة.
وأكدت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، في بيان صدر عن رئيسها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور رمزي خوري، إن هذه الإبادة ما كانت لتستمر لولا تعطيل إصدار قرار بوقف إطلاق النار في مجلس الأمن الدولي، ولولا امتناع وتلكؤ المحكمة الجنائية الدولية عن القيام بدروها في محاسبة ومعاقبة الجناة من قادة الاحتلال السياسيين والأمنيين والعسكريين على جرائمهم.
ودانت اللجنة جريمة قصف طيران الاحتلال لجمعية الشبان المسيحية والذي أدى الى إيقاع عشرات الضحايا بين شهداء ومصابين، كما دانت بشدة استهداف قناصة جنود جيش الاحتلال للنازحين في كنيسة العائلة المقدسة، مما أدى إلى استشهاد سيدة وابنتها وإصابة عدد من النازحين بينهم حالات خطرة، كما استهدفت دبابات الاحتلال دير راهبات الأم تريزا (مرسلات المحبة) الذي يؤوي أكثر من 54 شخصا من ذوي الإعاقة، وهو داخل أسوار الكنيسة وتم تدمير خزان الوقود والمولد الكهربائي، وألحقت أضرارا بالدير نتيجة ذلك.
كما تم استهداف نفس الدير وجعله غير صالح للسكنى، مما اضطر ذوو الإعاقة لمغادرة البيت وحال دون وصولهم إلى أجهزة التنفس التي يحتاجها بعضهم للبقاء على قيد الحياة، كما تم تدمير الالواح الشمسية وخزانات المياة التابعة للدير.
وقالت اللجنة، في بيانها، إن إسرائيل تستهدف كل شيء في قطاع غزة، بما في ذلك الكنائس والمؤسسات الاجتماعية التابعة لها، مشيرة إلى مواصلة الاحتلال استهداف المستشفى المعمداني وهو الوحيد المتبقي في شمالي غزة، والذي يتعرض لمحاولات متواصلة لاقتحامه، حيث تم تدمير أجزاء من الكنيسة في داخله، كما يحاصر الاحتلال محيط كنيستي الروم الأرثوذكس واللاتين في حي الزيتون.
وأكدت اللجنة أن ما تقوم به إسرائيل هو انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف وقواعد القانون الدولي التي تمنع وتجرم استهداف أماكن اللجوء والإيواء والمستشفيات، مشيرة إلى أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة جرائمها المتواصلة واستهدافها للمدنيين والعزل.
وطالبت اللجنة كنائس العالم بضرورة التحرك والضغط على حكومات دولها لوقف إطلاق النار وإنقاذ الشعب الفلسطيني من حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها حكومة الاحتلال.