الأنباط -
بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة،،،
في غمرة احتفالات المملكة بعيد الاستقلال السابع والسبعين، وفي ضوء دخول الحياة السياسية مرحلة التحديث السياسي لأول عام، وبعد الإنتهاء من مهلة الحراك الوطني لتصويب وترخيص الأحزاب السياسية، ودخول الأحزاب السياسية الجديدة بموجب قوانين التحديث السياسي ساحة العمل الوطني سنة أولى من مئوية الدولة الأردنية الثانية، وبما أن عيد الاستقلال لهذا العام تزامن مع بداية انطلاق عمل الأحزاب الجديدة مباشرة بعد انتهاء مهلة التصويب والترخيص، لذلك كنا نتمنى أن نشاهد هذه الأحزاب السياسية تنطلق بمسيرات فرح تنطلق من مقراتها لتجوب شوارع الوطن وتشارك المواطنين الأردنيين الذين خرجوا بعفوية دون تنظيم حاملين الاعلام الأردنية تعبيرا عن حبهم وانتمائهم لوطنهم، وولائهم لقيادتهم الهاشمية، ليمتزج الفرح الوطني مدنيا وسياسيا ويرسم لوحة فسيفسائية جميلة، حين يلتقي المواطن الحزبي والسياسي مع المواطن غير الحزبي والسياسي، كم ستكون الفرحة جميلة، وكم ستحفز المواطنين غير الحزبيين للانخراط بهذه الأحزاب السياسية حينما يشاهدها تحتفل بأعياد الوطن، وتشارك الناس سعادتهم، فالأحزاب ليست مجرد برامج وسياسة وانتخابات وندوات وبيانات تأييد ومعارضة ، وإنما مشاركة الوطن وأبناءه أفراحهم وأحزانهم لا قدر الله، بعفوية شعبية بعيدا عن الرسميات والبروتوكولات، وكم ستكون سعادتنا وفرحنا أكبر لو شاهدنا رؤساء الوزارات والوزراء يحملون أولادهم بسياراتهم الخاصة يشاركون الناس هذه المسيرات والأفراح، بدون أي رسميات، لنزيل الحواجز والفوارق الرسمية ، حينها سوف نشاهد الوطن بأكمله يفرح، ويلتف الجميع حوله يدا واحدة، فيزداد قوة وألقا وبهجة، وننشد موطني موطني، وراياتك تخفق في القمة، واكتب إسمك يا بلادي عالشمس اللي ما بتغيب، زماني وانا أولادي على حبك ما في حبيب، كم نحن بحاحة إلى مثل هذه الأفراح الوطنية الجامعة والشاملة التي تجمع ولا تفرق، والتي تعزز وتجذير الانتماء في الأعماق، وللحديث بقية.