مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين يقر برنامج عمل للأعوام 2025 – 2028 الايباك وحرب إيران وإسرائيل: بين النفوذ والواقع الدفاع المدني : عمليات البحث والتفتيش عن الشخص الذي تعرض لانهيار بئر إرتوازي عليه في محافظة العقبة في مراحلها النهائية وزارة الثقافة تعلن برنامج فعاليات مهرجان صيف الأردن في دورته الخامسة وزارة التربية تطلق برنامج الأندية المدرسية الصيفية 2025 منظمة الصحة العالمية نشرت تعليمات حول كيفية الوقاية من الاشعاعات في حالات الطوارئ النووية الأمن العام: سقوط مسيرات في مناطق عدة ونؤكد ضرورة اتباع الإرشادات. " مديرية شباب العقبه " تنظم جلسة حوارية بعنوان أهمية المشاركة الشبابية الدفاع المدني يتعامل مع 1284 حادثًا خلال 24 ساعة " الادارية النيابية" تثمن استجابة هيئة الخدمة والادارة العامة لتوصيات اللجنة بشأن شروط التعيين في الاعلان المفتوح. الأردن يعلو صوته بالمحافل الدولية لوقف مأساة الحرب على غزة مصدر "للأنباط" : ارتفاع الديزل وبنزين 95 قرشًا.. وبنزين 90 تعريفة الصفدي يلتقي الشيباني .. ومباحثات أردنية سورية موسعة "معسكرات الحسين للعمل والبناء.. حاضنة الروح الوطنية ومصنع القيم الشبابية" رابطة الكتّاب الأردنيين تحتفي بتجربة الروائي الكبير سليمان القوابعة بعد 104 أيامٍ على احتجازه.. الولايات المتحدة تُفرج عن الناشط الفلسطيني محمود خليل العبادله : انتهاء نقل الحجاج المصريين وعودتهم بسلام إلى بلادهم عبر أسطول الجسر العربي في وقت قياسي ودون تأخير رغم الأحداث التي تشهدها المنطقة سيمضي الأردن لما يراه مناسباً انجاز أردني وعربي غير مسبوق هنداوي رئيسًا للاتحاد الدولي للنشاط البدني المعدل طلبة “لواء ناعور” يتقدمون لامتحان اللغة العربية ومديرة التربية تتفقد قاعات الامتحان

د. حسين البناء يكتب : استقطاب اقتصادي وعسكري لإعادة تشكيل العالم

د حسين البناء يكتب  استقطاب اقتصادي وعسكري لإعادة تشكيل العالم
الأنباط -
لم يشهد عالمنا مثل هذه الحِدّة في الاستقطاب كما هو حاصلٌ اليوم منذ تفكك الكتلة الشرقية وحلف وارسو؛ حيث يتبلور فيه تكتّل مستجد ومؤثر ليضم روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، وقد يتمدد ليشمل الجزائر والعراق وسوريا وفنزويلا وكوبا وعدة دول أخرى حول العالم، في مقابل غرب بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وعدة دول أخرى تابعة لها تاريخيًا، وقد يتأرجح بين التكتلين جملة دول هامة كالهند وباكستان والبرازيل. ليس مِن السهل اليوم حسم المواقف بوضوح لجميع دول العالم؛ فالتطورات ستلقي ظلالًا ثقيلة على خريطة الاستقطاب الدولية، والمستجدات قد تترك هامشًا للحياد.

الأزمة الدولية الحالية هي نتاج إرهاصات اقتصادية وعسكرية عميقة؛ فالولايات المتحدة تجد نفسها اليوم أمام انتكاسات اقتصادية متواترة منذ أزمة الرهن العقاري لعام 2008 وتفاقم المديونية وعجز الميزان التجاري وأزمة التضخم وسعر الفائدة اليوم التي تسببت بإفلاس بضعة بنوك هامة، وأمام تفاهمات بينية لعدة دول لاستبدال الدولار الأمريكي بالعملات المحلية في صفقات التجارة والنفط. 

كان غزو روسيا لدونباس الأوكرانية بمطلع 2022 إعلانًا رسميًا لتغيير الوضع الراهن؛ فلا يمكن المضي قدمًا بتقبّل ذلك التفرد الأمريكي والتمدد لحلف شمال الأطلسي في اتجاهات تمس العمق الحيوي الاستراتيجي لروسيا وتضع قوة كبرى في مرمى أنظمة حربية معادية.
كانت استراتيجية الغرب قائمة على توريط روسيا في حرب عبثية لا نهاية لها سوى إنهاك القوة والاقتصاد الروسيين، يتلوها تمدد واسع لحلف الأطلسي تحت مسوّغات التهديد الروسي للدول المحاذية لشرقها.

تنظر الصين بعين متحفزة حكيمة تجاه جزيرتها تايوان، وتتمنى لو أنها تستنسخ الجرأة الروسية في الهجوم، غير أن الارتباطات والمصالح الاقتصادية مع العالم ستكون باهظة الكلفة على بكين، وهذا لن يمنعها مِن الإقدام على تلك القفزة عندما تتشكل الظروف الدولية بما يخدم ذلك الهدف.

العقل الاستراتيجي في واشنطن يدرك بأن المستقبل ليس في مصلحة النفوذ الأمريكي العسكري والاقتصادي المتفرد منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأن مكانة الدولار العالمية، والتفوق التقني والعسكري، والنجاح الاقتصادي، جميعها باتت موضع شك وتهديد أمام تقدم ملحوظ لتجربة الصين والهند وروسيا.

القيادات الاستراتيجية الأمريكية تطرح الحرب كخيارٍ ممكن لتحسين القوة التفاوضية للولايات المتحدة في التفاهمات الدولية المقبلة لصياغة شكل اقتصاد العالم وهيكل مجلس الأمن والاتفاقيات التجارية وخطوط النفوذ والاستثمار. 

الحرب بدأت عملانيًا ضد روسيا منذ اجتياحه دونباس، وتطورت الأزمة بالإقدام على ضرب جسر القرم وخطوط الغاز وحظر روسيا عن نظام مدفوعات سويفت. من المؤكد بأن الأزمة تتجه للتفاقم والتطور لمستويات أخطر، وأصبح من المرجح أكثر بأن حربًا نووية ستكون المخرج لهذا الصراع على موارد هذا الكوكب، والتاريخ يؤكد بأنه لولا ضرب اليابان بالقنابل النووية لما كان للحرب العالمية الثانية أن تنتهي بالجلوس لاقتسام غنائم وموارد هذا العالم.

الاقتصاد هو أكبر محركٍ للسياسة، والأهداف التي تعجز السياسة عن تحقيقها ستقوم الحرب بتحقيقها، وما تعجز عن فعله الحرب التقليدية سيتم إنجازه بالأسلحة النووية. إنها حتمية التاريخ وحقائق الجغرافيا التي لطالما شكلت وأعادت تشكيل عالمنا. بضع سنوات قادمة وقاسية ستمر على عالمنا لكي يُعاد تشكيله من جديد.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير