مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يشارك في تشييع جثمان فهد العموش رواية السراديب "رواية الصحراء" اختتام فعاليات معرض الطيران الدولي Air Tattoo تكاملية الأحزاب والعشائر الأردنية لترسيخ النهج الديموقراطي. مدير عام " الشؤون الفلسطينية " يفتتح نادي الروبتكس في مخيم البقعة وهم القيد . مدير الأمن العام يزور فريق البحث والإنقاذ الدولي، والمركز الإقليمي للحماية المدنية 37 شهيدا و120 جريحا في مجازر بخانيونس بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض طعن مستوطنين قرب مستوطنة "سديروت" في غلاف غزة الاحتلال يهدم منزلين بقرية "الولجة" في الضفة الغربية الشمالي: الحكومة عززت مشاركة المرأة الأردنية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الأعلى للسكان يطلق ورقتي سياسات حول الولادات القيصرية والمنشطات اليونيسف: 250% زيادة في عدد الأطفال الشهداء بالضفة منذ 7 تشرين الأول شركة المناشركة المناصير للباطون الجاهز تحصل على جائزة الضمان الاجتماعي للتميز في الصحة والسلامة المهنية لدورة 2022/2023 تسليم مساكن مجهزة بالكامل لـ 13 أسرة بجرش ضمن المبادرة الملكية لإسكان الأسر العفيفة 796 طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي في اربد شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي المستمر على غزة الديموقراطيون يجمعون أكبر قدر من التبرعات في 2024 بعد ترشح هاريس للرئاسة سعر الذهب يرتفع 0.2 بالمئة في التعاملات الفورية
كتّاب الأنباط

د. حسين البناء يكتب : استقطاب اقتصادي وعسكري لإعادة تشكيل العالم

{clean_title}
الأنباط -
لم يشهد عالمنا مثل هذه الحِدّة في الاستقطاب كما هو حاصلٌ اليوم منذ تفكك الكتلة الشرقية وحلف وارسو؛ حيث يتبلور فيه تكتّل مستجد ومؤثر ليضم روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، وقد يتمدد ليشمل الجزائر والعراق وسوريا وفنزويلا وكوبا وعدة دول أخرى حول العالم، في مقابل غرب بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وعدة دول أخرى تابعة لها تاريخيًا، وقد يتأرجح بين التكتلين جملة دول هامة كالهند وباكستان والبرازيل. ليس مِن السهل اليوم حسم المواقف بوضوح لجميع دول العالم؛ فالتطورات ستلقي ظلالًا ثقيلة على خريطة الاستقطاب الدولية، والمستجدات قد تترك هامشًا للحياد.

الأزمة الدولية الحالية هي نتاج إرهاصات اقتصادية وعسكرية عميقة؛ فالولايات المتحدة تجد نفسها اليوم أمام انتكاسات اقتصادية متواترة منذ أزمة الرهن العقاري لعام 2008 وتفاقم المديونية وعجز الميزان التجاري وأزمة التضخم وسعر الفائدة اليوم التي تسببت بإفلاس بضعة بنوك هامة، وأمام تفاهمات بينية لعدة دول لاستبدال الدولار الأمريكي بالعملات المحلية في صفقات التجارة والنفط. 

كان غزو روسيا لدونباس الأوكرانية بمطلع 2022 إعلانًا رسميًا لتغيير الوضع الراهن؛ فلا يمكن المضي قدمًا بتقبّل ذلك التفرد الأمريكي والتمدد لحلف شمال الأطلسي في اتجاهات تمس العمق الحيوي الاستراتيجي لروسيا وتضع قوة كبرى في مرمى أنظمة حربية معادية.
كانت استراتيجية الغرب قائمة على توريط روسيا في حرب عبثية لا نهاية لها سوى إنهاك القوة والاقتصاد الروسيين، يتلوها تمدد واسع لحلف الأطلسي تحت مسوّغات التهديد الروسي للدول المحاذية لشرقها.

تنظر الصين بعين متحفزة حكيمة تجاه جزيرتها تايوان، وتتمنى لو أنها تستنسخ الجرأة الروسية في الهجوم، غير أن الارتباطات والمصالح الاقتصادية مع العالم ستكون باهظة الكلفة على بكين، وهذا لن يمنعها مِن الإقدام على تلك القفزة عندما تتشكل الظروف الدولية بما يخدم ذلك الهدف.

العقل الاستراتيجي في واشنطن يدرك بأن المستقبل ليس في مصلحة النفوذ الأمريكي العسكري والاقتصادي المتفرد منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأن مكانة الدولار العالمية، والتفوق التقني والعسكري، والنجاح الاقتصادي، جميعها باتت موضع شك وتهديد أمام تقدم ملحوظ لتجربة الصين والهند وروسيا.

القيادات الاستراتيجية الأمريكية تطرح الحرب كخيارٍ ممكن لتحسين القوة التفاوضية للولايات المتحدة في التفاهمات الدولية المقبلة لصياغة شكل اقتصاد العالم وهيكل مجلس الأمن والاتفاقيات التجارية وخطوط النفوذ والاستثمار. 

الحرب بدأت عملانيًا ضد روسيا منذ اجتياحه دونباس، وتطورت الأزمة بالإقدام على ضرب جسر القرم وخطوط الغاز وحظر روسيا عن نظام مدفوعات سويفت. من المؤكد بأن الأزمة تتجه للتفاقم والتطور لمستويات أخطر، وأصبح من المرجح أكثر بأن حربًا نووية ستكون المخرج لهذا الصراع على موارد هذا الكوكب، والتاريخ يؤكد بأنه لولا ضرب اليابان بالقنابل النووية لما كان للحرب العالمية الثانية أن تنتهي بالجلوس لاقتسام غنائم وموارد هذا العالم.

الاقتصاد هو أكبر محركٍ للسياسة، والأهداف التي تعجز السياسة عن تحقيقها ستقوم الحرب بتحقيقها، وما تعجز عن فعله الحرب التقليدية سيتم إنجازه بالأسلحة النووية. إنها حتمية التاريخ وحقائق الجغرافيا التي لطالما شكلت وأعادت تشكيل عالمنا. بضع سنوات قادمة وقاسية ستمر على عالمنا لكي يُعاد تشكيله من جديد.