الأنباط -
حسين الجغبير
كما هي العادة، وقفة حكومية نيابية شعبية مع كل ما من شأنه أن يمس الأردن، سواء بشكل مباشر أو من خلال القضية الفلسطينية. لا أحد يمكن له أن يزاود على الأردن دولة ومواطنين على صرامة هذا الموقف وجديته، وليس من مصلحة أي دولة أن تحاول أن تختبرنا بهذا الأمر.
الشعب الأردني الذي عاش حياته في أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية جبل على الانتصار وتجاوز كل التحديات، وكل ما يملك أو يخاف عليه، سيكون ثمن لكل ما يمس سيادة الدولة وأمن حدودها.
تصريحات وزير المالية الصهيوني التي لا نكترث لها، ولا نأخذها على محمل الاهتمام، ما هي إلا تأكيد أننا أمام حكومة احتلال متطرفة وارهابية وعنصرية، ويجب أن تعلم جيدا أنها تخطت كل الخطوط الحمر، وتجاوزت كل أبجديات احترام الاتفاقيات الثنائية والدولية، وعليه لا خيار أمامنا سوى أن نكون بمستوى الرد الحاسم على تطرفها، انحياز للوطن والقضية الفلسطينية.
كان حديث وزير الخارجية واضحا بهذا الشأن، ورسالته لدولة الاحتلال ليست بحاجة إلى تفسير أو شرح، والمطالب الأردنية بخصوص ذلك لا بديل عنها، وعلى الكيان الصهيوني أن يعي ذلك جيدا، وعلى حكومته تدارك ما جرى بأسرع وقت ممكن.
الحقيقة الماثلة أمامنا والتي على العالم أجمع أن يعيها بشكل واضح، تتمثل في أن هذه الحكومة هي خطر ليس على القضية الفلسطينية، وإنما على المنطقة والعالم بأسره، فاستمرارها بهذه السياسة المتطرفة لن يقود المنطقة سوى إلى الفوضى والدمار، فلن يقبل أحد بمحو فلسطين التاريخية، وحق الفلسطينيين باستعادة كافة أراضيهم، كما لن يقبل أحد ببقاء هذا السرطان في جسد الأمة العربية مهما طال الزمن.
مجلس النواب عبر أيضا عن صوت الشارع، وهو قد طالب بطرد السفير الصهيوني من أرضنا الطاهرة، وهو مطلب شعبي منذ سنوات طويلة لن ترده اتفاقية سلام هشة، أو اتفاقيات اقتصادية ثنائية، وعندما يطالب مجلس الشعب في ذلك فلا بد من ردة فعل رسمية بحجم السلوك الأرعن الذي قام به وزير المالية الصهيوني، وعلى حكومة الاحتلال أن تدفع ثمن ذلك حتى لا يتكرر أبدا.
دول العالم التي طالما دعمت هذا الجسم المشبوه، تدرك اليوم بأن ما يعكر صفو المنطقة هو اجراءاتها احادية الجانب المتطرفة، والاستيطان الذي يبتلع ما تبقى من أراضي، وعملية السلام التي وأدتها بنفسها، وعليه أن يقابل ذلك ليس بالتنديد فقط، وإنما بإجبار هذه الدولة على تغيير سياستها. العالم الذي يفرض عقوبات على دول أخرى نتيجة سياساتها قادرة على ممارسة نفس السلوك مع الكيان الصهيوني.
سيبقى الأردنيون سدا منيعا في رفضهم للتطبيع ودعم المقاومة، بشكل لا يمكن التقليل منه أو الاستهانة به.