قرارات مجلس الوزراء الأمن العام يوضّح تفاصيل فيديو اعتداء سائق على آخر في العاصمة الدفاع المدني يخمد حريقاً ضخماً بعد 45 ساعة عمل متواصلة. رئيس الوزراء: سنكون إلى جانب الشعب السوري الشقيق لتحقيق طموحاته وآماله بحياة آمنة كريمة النقابات المهنية تحت رقابة ديوان المحاسبة في 2025 الفنانة ريم السواس تودع العام 2024 باغنية " يا نونا " الزعيم الخالد: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستحضر القادة التاريخيين النقابات المهنية تحت رقابة ديوان المحاسبة في 2025 افتتاح محطة وقود جديدة تابعة لشركة المناصير للزيوت والمحروقات باسم محطة اربد الجنوبي توقيع إتفاقية تعاون تدريبي وأكاديمي بين الخدمات الطبية الملكية وجامعة البلقاء التطبيقية... حماية الأقليات في سوريا: بين الماضي والحاضر ومستقبل التعايش المشترك الاجتماع الثالث للجنة الوطنية التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للتصدير للأعوام (2023 – 2025) المهندس فايز النَّهار رئيساً لهيئة الخدمة والإدارة العامَّة الاحتلال يرتكب 3 مجازر في قطاع غزة جامعة آل البيت تنظم ندوة حول "أهم الدورات التدريبية الهندسية واحتياجات سوق العمل" هيئة الأوراق المالية تشارك في اجتماعات لجنة IOSCO للأسواق الناشئة والنامية GEMC لمناقشة سبل تبني الممارسات الفضلى بالتوعية المالية والمرونة والشمول المالي وتنظيم أسواق الأصول الرقمية وتقرير الاستدامة الأسواق الحرة الأردنية تسعى لإعادة تأهيل مراكزها في حدود جابر "مالية النواب" تناقش موازنة وزارة الاستثمار رئيس مجلس الأعيان يتسلم تقرير ديوان المحاسبة 2023 البنك المركزي: لم نوافق على رفع قسط التأمين الإلزامي وفقا للمقترح المقدم من شركات التأمين

سعيد الصالحي يكتب: على حسب وداد قلبي

سعيد الصالحي يكتب على حسب وداد قلبي
الأنباط -

كنت أسير بين المكاتب في الشركة وأدندن بصوت خفيض "على حسب وداد قلبي يا بوي" فسمعني أحد الزملاء وسألني ما معنى حسب وداد؟ فقلت له : أي بقدر محبتي سيكون مقدار تحيتي وسلامي لمن أحب، وكان أحد زملائنا العارفين بكل شيء يستمع إلينا وكعادته وبطريقته الاستعراضية الفجة ويصوته الرنان تدخل في الحوار قائلا: ما هذه الفتوة العجيبة والتفسير الغريب لمطلع الأغنية! كلامك غير صحيح يا سيدي فوداد اسم لراقصة كان يحبها أحد الباشوات في صعيد مصر وهي قصة معروفة، فلا تفتي وتتفلسف دون دراسة وبحث، لو كنت تجشمت عناء البحث في محرك بحث الانترنت لما ضللت هذا الزميل الذي يظنك مثقفا وعارفا، وبعد أن فرغ الزميل العارف من خطابه أمسك هاتفه النقال وولج إلى محرك البحث ليقدم لنا الأدلة والقرائن على صحة معلوماته وخطأ وضلال تفسيري للزميل، وعندما بدأت الروابط الالكترونية تنهمر على شاشة هاتفه لتروي غروره نظر إلى الزملاء بفخر ولوح بهاتفه كأنه علم المماليك بعد الانتصار في معركة عين جالوت وقال ناصحا: اتعبوا قليلا وابحثوا قبل أن تسألوا أي شخص، فليس كل من حفظ كلمتين أصبح مثقفا نعتد بكل ما يقول، نظر الزملاء نحوي بشفقة وكأنهم ينتظرون مني الاعتذار أو الانسحاب من القاعة اعترافا بنكستي وهزيمتي المدوية، فقد خسرت النزال الثقافي بالضربة القاضية، تجاهلت نظرات الزملاء نحوي، ووجهت نظراتي وكلماتي نحو زميلي العارف بكل شيء وقلت له: من البديهي بالنسبة لك أيها الزميل بأن هذه الأغنية قد قدمها الفنان عبد الحليم في العام ١٩٦٣ من كلمات الشاعر صلاح ابو سالم وألحان الفنان العبقري بليغ حمدي، كل هذا بالنسبة للعارفين مثلك لن يحمل أي جديد، ولكن مع احترامي لتفسيرك لمعنى مطلع الاغنية فهو تفسير متسرع بعض الشيء، فكيف أصدقك وأكذب عبد الحليم الذي فسرها مثلما قلت أنا في لقاء تلفزيوني مع أحد القنوات التونسية؟ فهل أنت وروابطك العديدة أكثر صدقا من صاحب الأغنية نفسه؟ فمحركات البحث يا سيدي ليست من فصيلة الأنبياء وحسب معرفتي المحدودة لا يأتيها وحي السماء، بل يكتب فيها كل أنواع الناس منهم من يتحرى الموضوعية فيما يكتب، ومنهم من يدس السم بالدسم، ومنهم من يكتب لأجل أن يكتب وحسب، وبالتالي فليس الرابط الاول هو الأصدق وليس الرابط الاكثر مشاهدة هو الحق المطلق.

وأمسكت بدوري هاتفي النقال وبحثت عن المقابلة التلفزيونية وأسمعت زملائنا الذين تجمهروا في القاعة لمتابعة هذه المناظرة التي حدثت نتيجة دندنة من صوتي الذي يشبه صوت زعيق بابور الديرة في عشرينات القرن الماضي، وعندما سمع الجميع تفسير الفنان عبد الحليم تحولت الأنظار مرة أخرى نحو الزميل العارف الذي بادرهم بالقول "والله هيك أنا بعرف" وغادر قاعة المناظرة نحو مكتب آخر ليستعرض معرفته الالكترونية هناك.

والشاهد فيما حدث بيننا أن صاحبنا العارف كاد يضللنا جميعا، ليس لأنه يمتلك المعلومات الصحيحة بل لأنه امتلك الصوت الأعلى والجرأة في الطرح و الثقة في طرح الموضوع وقدم أدلة سطحية لا يمتلك الجمهور وقتا لتدقيقها والتحقق منها، وكاد يفوز في الجولة لولا أن عبد الحليم رحمه الله كان أكثر تعاطفا مع دندنة زعيق بابور الديرة من قناة زميلنا العارف الفضائية ذات الصوت الرنان والأدلة المرئية.
وعلى حسب وداد قلبي أقول لكم سلامات.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير