سيواجه المستكشفون البشريون في المستقبل على المريخ أخطارا عدة، ومن بين أكثرها إثارة للقلق هي المواد الكيميائية السامة الموجودة في تربة المريخ. لكن هذه المواد الكيميائية لا تشكل فقط عائقًا أمام الاستكشاف بل يمكن أن تكون أيضًا مفتاحًا لإنتاج الأوكسجين القابل للاستخدام على كوكب يكون فيه ثاني أكسيد الكربون غالبية الغلاف الجوي.
وتعمل وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) على تطوير جهاز يمكنه اكتشاف المواد الكيميائية التي تسمى أنواع الأوكسجين التفاعلية. تأتي هذه من مصادر مثل البركلورات، والأملاح الموجودة على سطح المريخ والتي من المعروف أنها تسبب مشاكل الغدة الدرقية وغيرها من المشاكل الصحية لدى البشر. هناك سببان رئيسيان لاكتشاف مثل هذه المواد الكيميائية: أولاً، للتأكد من عدم ملامسة المستكشفين لها، وثانيًا، التأكد من أن الأكسجين الذي يمكنهم إطلاقه يمكن أن يشكل علامة على الحياة بشكل مؤكد.
وأوضح مهندس المواد والعمليات في ESA مالغورزاتا هوليسنكا في بيان أن «المشروع سيشمل التصميم الأولي لجهاز مفاعل واسع النطاق لاستخراج الأوكسجين دوريًا من التربة، وهو ما نطلق عليه" زراعة الأوكسجين ". بعد ذلك، سيعمل الإشعاع الشمسي فوق البنفسجي على تجديد إمدادات الأوكسجين في غضون ساعات. وتشير التقديرات إلى أن مساحة 1.2 هكتار (3 فدان) ستنتج ما يكفي من الأوكسجين لإبقاء رائد فضاء واحد على قيد الحياة». بحسب «ديجيتال ترندز».
ومع ذلك، من الصعب اختبار هذه التكنولوجيا المتطورة. إذ توجد بالفعل محاكاة لتربة المريخ، تم إنشاؤها للبحث بناءً على ما نعرفه عن تكوين الثرى هناك. ومع ذلك، ولأسباب تتعلق بالسلامة، فقد تمت إزالة المواد الكيميائية الخطرة، وهي ضرورية للاختبار. لذلك يقوم الفريق بإنشاء جهاز محاكاة الثرى الخاص بهم، بالإضافة إلى استخدام عينات من النيازك المريخية والقمرية. كما يقول الفريق إنه يخطط لتقديم طلب إلى وكالة ناسا لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم الحصول على عينات قمرية فعلية من بعثات أبولو للاختبار عليها أيضًا.
وقال الدكتور إيوانيس ماركوبولوس، رئيس شركة 01 Mechatronics التي تخطط لإنتاج نموذج أولي للكشف: «الهدف هو أن يكون جهاز الكشف عن التنقيب أصغر من كتاب ورقي الغلاف». «من المحتمل أن يجدها رواد الفضاء مفيدًا عبر النطاق الكامل لأي مهمة إلى القمر والمريخ.»