أعادت القواعد الجديدة في عدد من الدول المتعلقة بإلزامية الكمامات في الأماكن العامة، الانتباه إلى الحماية التي توفرها الأنواع المختلفة.
وبعد عامين من الوباء، على سبيل المثال، أشارت إيطاليا إلى أن كمامات FFP2 الواقية هي الأقنعة الوحيدة التي تستخدم في وسائل النقل العام وفي المتاحف ودور السينما والمسارح والملاعب وقاعات الرياضة وقاعات الحفلات الموسيقية.
ونظراً للزيادة الهائلة في الإصابات التي يقودها متغير أوميكرون الذي جعل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في أوروبا يتجاوز 100 مليون حالة إصابة منذ بداية الوباء، والعودة للحجر الصحي للأشخاص المطعمين بـ3 الجرعات (وكذلك المتعافين وتم تطعيمهم بجرعتين لمدة لا تزيد عن 4 أشهر) الذين اتصلوا بشخص إيجابي، وأجبروا الآن على ارتداء كمامات FFP2 خلال الأيام العشرة للمراقبة الذاتية.
ولكن إلى أي مدى تحمي كمامات FFP2 من كوفيد وأوميكرون، وما هي مخاطر الإصابة بالعدوى عند ارتداء هذا النوع من الأقنعة؟
وفقاً لموقع "فان بيدج" الإيطالي، من المؤكد أن كمامات FFP2 تحمي بشكل أكثر فعالية من الأقنعة الجراحية.
ومنذ الأيام الأولى للوباء تحدث الخبراء عن الاختلافات بين هذين النوعين: فالجراحي يمنع 95 ٪ من الفيروسات في الخروج بينما تتمتع كمامات FFP2، بكفاءة ترشيح بنسبة 92٪ على الأقل من الفيروسات الواردة والصادرة.
بمعنى آخر، لا تحمي أقنعة FFP2 من حول مرتديها فحسب، بل من يرتديها أيضاً، كما تؤكد ذلك قائمة طويلة للغاية من الدراسات حول هذا الموضوع.
واحدة من أحدث هذه الدراسات، نشرها معهد ماكس بلانك في مدينة جوتنجن بألمانيا - حيث كان FFP2 إلزامياً لعدة أشهر، أكدت ان هذا النوع من الكمامات والتي (تسمى أيضاً KN95) فعالة بشكل خاص في تصفية الجسيمات المعدية التي يحتمل وجودها في هواء التنفس، خاصة إذا كانت قريبة من الوجه قدر الإمكان.
قال العلماء الذين نشروا نتائج تحليلاتهم في مجلة PNAS: "إذا كان كل من الشخص المصاب وغير المصاب مرتدين لأقنعة FFP2 مناسبة، فإن الحد الأقصى لخطر الإصابة بعد 20 دقيقة يزيد قليلاً عن واحد في الألف، حتى عندما لا يتم احترام التباعد بين الأشخاص".
وأضافوا: "بالمقارنة، إذا ارتدى شخص مصاب وغير مصاب قناعاً جراحياً، فإن احتمال انتقال الفيروس في غضون 20 دقيقة هو 10٪".
ولكن يجب الانتباه إلى كيفية ارتداء القناع الواقي، إذ وفقاً للباحثين الألمان، إذا لم يكن قناع FFP2 ملتصقاً وموضوعاً جيداً على الوجه، يزداد احتمال الإصابة بحوالي 4٪، حتى لو كانت أقنعة FFP2 بشكل عام لا تزال توفر حماية أفضل 75 مرة من الأقنعة الجراحية.
وبمعنى آخر، فإن خطر الإصابة لا يعتمد فقط على نوع القناع المستخدم ولكن أيضاً على كيفية ارتدائه، بغض النظر عن المتغير الفيروسي، سواء كان أوميكرون أو دلتا، فإن خطر العدوى يرجع إلى وجود جسيمات سارس –كوف -2 في الهواء الذي يخرج ويدخل من حواف أو حدود القناع.