الأنباط -
تحت هذا العنوان، وزّعت سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية لدى المملكة الأردنية الهاشمية أمس الاثنين، بيانًا وصلتني من السفارة نسخة منه، يتحدث عن الانتصار الانتخابي للبوليفارية على الصعيدين الإقليمي والبلديات الذي يتسربل بتأثير سياسي ومعنوي وفكري واسع على فضاءات مختلف أقطار قارة أمريكا اللاتينية وما يجاورها من بلدان كبيرة وصغيرة في مساحاتها وسكانها، إذ أن هذا الانتصار أنما ينطوي على مؤشر هام، لعل أوله تأكيد حقيقة أن الشعب الفنزويلي بغالبيته الساحقة يقف - وبرغم الحرب الاقتصادية والسياسية الشرسة التي تشنها عليه قوى خارجية تتحالف مع قوى حزبية وسياسية داخلية - إلى جانب حكومته ونهجها البوليفاري التشافيزي فكرًا ونهجًا وممارسة، مُحبًا وداعمًا ومؤازرًا في مواجهة فبركات وضلالات خارجية ما توقفت تَدَّعي خيالات يُفرزها مَرضَى الهوس السياسي وصولجان السلطة الذهبي.
منذ صبيحة يوم الأحد 21 من نوفمبر / تشرين الثاني الحالي، توجّه صوب صناديق الاقتراع في فنزويلا 21 مليون و159 ألف و846 ناخب وناخبة، لاختيار 3082 "منصب إنتخابي شعبي"، موزعين على 23 مقعد مُحَافِظ، و335 مقعد رئيس بلدية، و2471 عضو مجلس بلدي، و 253 مُشَرِّعاً إقليمياً، ونتج عن ذلك تأييد كاسح من سَواد الشعب الفنزويلي في هذه الانتخابات ذات الصبغة البوليفارية السلمية نصرةً لقادتها، وهو ما أكّده المراقبون الدوليون الذين شاركوا في تتبع عملية الانتخابات، التي تُعد بلا أدنى شك نصرًا ضخمًا وحاسمًا يصب في صالح الديموقراطية و"الاشتراكية السلمية" الرافضة للدكتاتورية المُتسربلة بالرجعية، وانتصارًا للدستور والحرية الجمهورية، وهزيمة لقوى المُعَارَضة العُنفية المنقسمة على بعضها البعض، والتي تتخذ من الهرواة وتهريب الأموال من الداخل الفنزويلي للخارج، واحتكار البضائع والأدوية ومنعها عن الفنزويليين وسيلة استفزازية للشعب ودنيئة وغير مشروعة ولا قانونية، تهدف إلى دفع الأمة وقواها ضد التشافيزية والرئيس الشرعي مادورو، ولاستعادة أجواء الاقتتال الداخلي، وما نجحت اطلاقًا، وتؤكد نتائج الانتخابات بأنها لن تنجح في هذا المَسعَى أبدًا، وهذا يتأكد عمليًا من خلال هزيمة قوى المعارضة منذ فترة طويلة قبل بدء هذه الانتخابات، مَا مَهَّد بالتالي لهذا الانتصار الساحق والمدوي للتشافيزية والقوى الاشتراكية في الانتخابات الإقليمية والبلدية الحالية، فقد تبيّن بجلاء من خلال فرز النتائج الأولى إخلاص الشعب الفنزويلي لوطنه، فَ20 محافظة من أصل 23 محافظة اصطفت إلى جانب التكتل الحكومي، بالإضافة إلى رئيس بلدية ليبرتادور في كاراكاس عاصمة فنزويلا. وبلغة الأرقام، فقد أُعلنَت نتائج الفرز لِمَا نسبته 90.21٪ من أوراق الاقتراع، وتكشَّف فيها عن تأييد كاسح للثورة البوليفارية التي تتسم منذ يومياتها الأولى بقسمات سلمية وإنسانية وبنهج جماهيري يشمل مختلف طبقات وشرائح الشعب بغض النظر عن توجهات قواه السياسية.
بعد إعلان النتائج، تحدث رئيس الدولة والحكومة، نيكولاس مادورو، داعيًا المحافظين ورؤساء البلديات المنتخَبين إلى العمل كتفًا إلى كتف في إطار الحوار المشترك والبنَّاء ليشمل الخير والسلام والتنمية الجميع، وعبّر عن بالغ الشكر لشعبه الذي منح قيادته الثقة الكاملة وانتصر للحق وشكره قائلاً: "أنت الشعب المتواضع.. الشعب الصامد الذي انتخب.. الشعب الواعي"، ووجَّه كلماته أيضًا للمُعَارِضين المُحَافِظين الذين تم إنتخابهم من طرف المعارَضة، في ثلاث محافظات هي: نويفا اسبارته، كوهيديس وسوليا، مؤكدًا استعداده لمد يده للإجتماع بهم ووضع الخطط المشتركة ودعم المواطنين الذين ساندوهم، ما يُشير بجلاء إلى أن الرئيس مادورو يتمتع بشعبية طاغية، ودعم كبير ومتجذر في أوساط شعبه.
فوز النظام التشافيزي في أجواء انتخابات سلمية وهدوء محلي واحترام الفنزويليين لبعضهم البعض، واصطفاف غالبية الشعب إلى جانب رئيسه وحكومته، إنما يَعني فتح كوى جديدة في البلاد لتعزيز الحوار السياسي على أرضية وطنية داخلية، وإلزام المُعَارَضة بمنطق انتهاج منطلقات موضوعية وسلمية في أعمالها وعلاقاتها مع كل الإتجاهات المحلية ووقف ارتكازها على روافع خارجية، لأجل أن يكسب الوطن الفنزويلي، لا القوى الدولية العابثة بأمن وأمان أمريكا الجنوبية.
تهانينا للرئيس مادورو بهذا النصر العظيم والثقة الثابتة المتبادلة بينه وبين شعبه المُخلص والودود.. وإلى الأمام دومًا وأبدًا.