الأنباط -
لم اولد وفي فمي ملعقة من ذهب
من الناس من يولد وفي فمه ملعقة من ذهب . وهنالك من يبدأ من الصفر من تحت الصفر قدرنا - ولا سيما في الريف الأردني - أن نعيش بلا طفوله نعم صغر السن ليس طفولة بالضرورة من الخامسة والسادسة من العمر في قرانا وبوادينا انسان منتج ومكلف ادبيا واجتماعيا حسب تعليمات ابوية عائلية صارمة أن يتصرف سلوكا وانضباطا كسلوك البالغين الراشدين ذكرا كان أو أنثي .
بكل فخر کنت ومنذ بواكير الصبا عاملا جادا صبورا ومزارعا نشيطا من الهجم الى النجم انا واخوتي يدنا مع يد الوالد رحمه الله تعالى وجعل الجنة مثواه سواء في الزراعة البعلية او المروية (في الشفا والغور) وانتم تعرفون جيدا تلك المهام على مشقتها خاصة بالنسبة لطفل جانب الواجبات الدراسية وهو في المدرسة تبعد عن البيت عدة كيلوات سيرا على الاقدام حتى تحت المطر شتاء بملابس (متواضعة آنذاك) ولكننا كنا سعداء نعم تعب جسدي ولكن راحة ضمير وعزة نفس وكرامة كما قال الشاعر :
حياة مشقات لكن لبعدها عن الذل تصفو للابي وتعذب
لا أقول هذا عن نفسي فقط ولكن عن أبناء جيلي عموما واكثرهم خير مني ويصدق فيهم الدرجة تحمل المسؤولية رغم الطفولة قول الشاعر المصري :
وقلنا لأطفالنا يا رجالفكانوا رجالا كصخر الجبال
هذه الطفولة الصارمة الشاقة عشقتها بكل تفاصيلها واضيف اليها وانا ابن جوزة / لواء عي تلقي جزء من دراستي في مدارس الثقافة العسكرية في معان وتلك إضافة نوعية في منظومة قيم سلوكية جادة معروفة .
ولعل دراستي الجامعية في كوبا بلد التحدي ، كوبا العنيدة بقيادتها الصلبة التي لم تستجب للحصار والعدوان وتحدت القوة العظمى ووصلت بوطنها الى شواطئ الأمان وافاق الازدهار بكرامة وسيادة لعل ذلك كان مكونا له أثره في حياتي أيضا .
هذه بعض المحطات اسوقها فقط من اجل ان احمد الله تعالى الذي أعانني واكرمني بفضله ودعوات الوالدين ورضاهم وبركتهم اللهم لك الحمد والشكر في كل مسيره حياتي .
بقلم البروفيسور سائد الضلاعين
عميد كلية الطب في جامعة مؤته