الأنباط -
شغلت إحدى الفتاوى الصادرة عن هيئة غير رسمية، والمتعلقة بعدد المرات التي يجب فيها على الزوج معاشرة زوجته طبقا للشريعة الإسلامية، تفكير العامة في مصر وغيرها في الآونة الأخيرة.
وقالت الفتوى إن "بعض الفقهاء رأوا أنه لا يجب على الرجل جماع زوجته اكتفاء بالوازع الطبيعي، وأن البعض الآخر ذهب إلى وجوب الجماع مرة واحدة كل طهر، لافتة إلى رأي آخر نسبته إلى الحنابلة، والقائل بأن على الزوج مجامعة زوجته مرة كل 4 أشهر فقط".
جاء ذلك خلال رد أحد المشايخ على سؤال ورده عبر موقع غير رسمي للفتوى، يدعى قطوف من الآسك، إلا أنه يحظى بملايين المشاركين والمتابعين من كافة أنحاء الوطن العربي، جميعهم يسألون ويستفتون مشايخ هذا الموقع في أمور دينهم.
وجاء في السؤال الذي نشرت إجابته عبر الصفحة الجديدة لـ"قطوف من الآسك_ تهتم بالمرأة" على فيسبوك، والتي حظت بأكثر من نصف مليون متابع خلال فترة قصيرة من إنشائها: أنا جوزي قليل المعاشرة وأنا أستحيي أن أطلب منه هذا، وهو يقول إن ده مش واجب عليه وأنا اللي واجب علي الموضوع ده، الكلام ده صح؟.
وحول الفتوى السابقة، يقول الدكتور هاشم الفار، عضو لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف، إن الجماع واجب الزوجة على زوجها، حيث يلزمه أن يعفها عن الوقوع في الآثام والخطايا.
وأشار العالم الأزهري في هذه المناسبة إلى قول الله تعالى: "نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ".
وأضاف الدكتور هاشم أن الفقهاء من الأمة أجمعوا على أن الجماع هو المقصود الأعظم من الزواج، لافتا إلى أن إشباع الزوجة لحاجاتها يشعرها بالسعادة والرضا بما تعيشه داخل بيتها، مضيفا أن ذلك يحسن من حالتيها النفسية والمزاجية، ويدفعها لإتمام مهما الزوجية بنجاح.
وأردف عضو لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف، أن عدم معاشرة الرجل لامرأته يقلب موازين الأسرة، ويؤدي بالزوجة إلى الفتنة، والوقوع في المعاصي والآثام، فضلا عن زعزعة استقرار حياتهما.
ولفت العالم الأزهري إلى أن المعاشرة بين الزوجين لا بد أن تكون بالقدر الذي يعف المرأة كذلك، لا بالقدر الذي يزيد من حاجاتها ويوصلها إلى الفتنة، منوها بأن كل هذه من الأمور الواجبة على الزوج كلمة واحدة.
وتابع: "قضية معاشرة الزوج لزوجته لا تخضع لهوى الزوج وحده، إن شاء جامع وإن شاء امتنع، لافتا إلى أن مجامعة الزوج أعظم مقاصد الزواج، وهو واحب للزوجة على زوجها، لها طلبه إن قصر الزوج".