الأنباط -
يحكى ان ثلاثة من الاصدقاء الاغبياء التنابل قرروا عمل مشروع مزرعة دواجن..
وعندما جمعوا ما لديهم من اموال.. جلسوا ليتباحثوا من اين يبدأون.. فمر بهم رجل من الحي.. وقال لهم عسى اجتماعكم خير؟!.. فقال احدهم.. ننوي عمل مزرعة دواجن.. فقال لهم.. وهل لكم دراية في هذا الموضوع؟!.. قالوا لا.. ولكن سنحاول..
قال لهم.. انصحكم بان تدرسوا الموضوع في احدى الجامعات المتخصصة الفرنجية.. وذهب وتركهم يفكرون..
اقتنعوا بوجهة نظره.. وقرروا ارسال افهمهم واحدقهم للخارج حتى يفهم سر صناعة الدواجن..
غادر ذلك "الشطور" الابله.. وبعد مدة.. قال احد الاثنين المتبقيين.. لا بمكننا ان ننتظر حتى يرجع صديقنا بالعلم.. وبما ان اساس المزرعة هو الارض.. دعنا نشتري قطعة ارض ونكسب الوقت.. وفعلا تمت عملية الشراء.. وبعد مدة.. اقترح احدهم.. لماذا لا نحاول ونجرب ونحاول ونبدأ بتنفيذ المشروع واختصار الوقت؟!.. ونجعلها مفاجأة لصديقنا الذي يدرس في الخارج؟!..
فوافقه الاخر.. وفكروا وقرروا فبدأوا بحراثة الارض تمهيدا لعملية زراعة الدواجن..
بعد ان اتموا الحراثة.. واشتروا مئات الصيصان.. جلسوا يفكرون بكيفية الزراعة.. فقال احدهم نزرع الصيصان من رؤوسها.. وفعلا قاموا بوضع رؤوس الصيصان في التراب.. واصبحوا يسقونها صبح مساء.. وبعد عدة ايام.. لاحظوا بان الصيصان قد ماتت وتعفنت ولم ينبت الدجاج..
ففكروا الاثنين بسبب موت الصيصان.. فتوصلوا بانها قد اختنقت.. فقرروا اعادة التجربة ولكن بزراعة الصيصان من الارجل..
وفعلا اشتروا مئات الصيصان وزرعوها من الارجل.. وبعد عدة ايام من السقاية المستمرة.. ماتت الصيصان..
جلس الاهبلين يتباحثان.. وبعد نقاش طويل.. قررا ان يتصلا ب"الشطور" الذي سافر ليتعلم..
وعندما اخبراه بالقصة.. وتجربتهما في الزراعة.. اخذ نفس عميق.. واطبق الصمت على المشهد.. وبعد دقيقتين او اكثر من التفكير.. قال لهما.. لن الومكما على فعلتكما.. فكان الهدف منها تسريع العمل..
وبما انكما زرعتما الصيصان من الرأس ماتت الصيصان.. وزرعتماها من الارجل فماتت ايضا.. فعليكما ان تستنجا ان اختياركما لهذه المزرعة هو الخطأ بعينه.. فيبدوا ان التربة غير صالحة لزراعة الدواجن..
هذه القصة ذكرتني بالكثير مما يدور حولنا من ممارسات وتجارب وتناقلات وتبديلات.. فلا الذي ذهب لهارفارد لدراسة زراعة الدواحن نافع.. ولا اللي جلس يجرب نافع.. وشكله المشكلة في التربة..
أبو الليث..