الأنباط -
قدم شاب مصري نموذجاً في الأمانة والإخلاص حيث وجد (كيس) به كنز ضخم من المال، لم يراوده الشيطان في أن يحتفظ به لنفسه رغم ضيق ذات اليد لكنه أصر على تسليمها لصاحبها، ليؤكد على أن هناك أشياء كثيرة أغلى من المال، صفات لا تشترى ولاتباع.
محمود أبو عاشور الشهير بمحمود سلطان ابن قرية تتا التابعة لمركز منوف في محافظة المنوفية في وسط دلتا مصر، فوجئ أثناء عمله في معرض بسرس الليان بشيكارة (كيس من الخيش) ملقاة على الأرض حاول شخصان أخذها لكنه منعهما من ذلك ووضعها أمام المعرض.
تفحص محمود كيس الخيش ليجد عليها شعار "البريد المصري" ومدون عليها ما يفيد أن بداخلها كنز ثمين حيث تخفى بين خيوطها مبلغ 600 ألف جنيه (27 الف دينار اردني) محولين لمكتب بريد منوف، ويبدو أنها سقطت من الموظف التي كانت في عهدته.
احتفظ محمود بالكنز وبدأ يفكر في كيفية الوصول للموظف الذي سقطت عهدته فحالته في هذا الوقت بالتأكيد يرثى لها، وبات في مأزق لن يستطيع الخروج منه، قرر أن يبحث عنه حتى يطمئنه أن عهدته في مأمن.
دقائق قليلة من التفكير قطعها قدوم بعض موظفي هيئة البريد الذين انطلقوا في الشوارع يبحثون عن عهدة زميلهم التي سقطت منه، حتى رآهم محمود واتجه إليهم وسألهم عن أي شيء يبحثون؟ ليتأكد أنهم أصحاب الأمانة التي لديه.
أجابه الموظفون بأن عهدة صديقهم سقطت منه وأن المبلغ 600 ألف جنيه ومدون عليها ذلك، فطلب منهم تحقيق شخصية للتأكد من أنهم يعملون في البريد، وفور التأكد طمأنهم بأن ضالتهم لديه وما عليهم سوى إحضار الموظف ليستلم عهدته بنفسه.
اتصال ربما هو الأغلى في حياة الموظف أو كان إكسير الحياة ذلك الذي تلقاه من أصدقائه مرددين: "ده قليل واطمئن العهدة موجودة وعليك أن تأتي لتستلمها"، ليدخل الرجل في نوبة بكاء لم تتوقف.
وتوجه الموظف مسرعًا الى المكان الذي يحتضن بين جنباته عهدته وفور رؤيتها سجد لله تعالى شكرًا وعدم ضياعها ثم توضأ وحمد الله تعالى، وبدأ رفقة زملائه مراجعة المبلغ والتأكد من أنه لم ينقص منه شيئًا وهو ما وجدوه بالفعل.
التقى اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، ظهر الإثنين، وقرر تكريمه تقديرًا لأمانته وتقديمه كمثل وقدوة يحتذى بها لشباب، كما قرر منحه مكافأة مالية وقام بتسليمها له في مكتبه بالديوان العام.
وقال محمود وفق موقع "فيتو": إنه يتمنى أن يتم توفير فرصة عمل له في القطاع الخاص تُعينه على مصاعب الحياة وتُمكنه من توفير متطلبات أسرته، لافتًا إلى أنه اضطر لقبول عمله الحالي رغم ضعف الراتب.