الأنباط -
بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة.
في الوقت الذي يتبادل فيه ملوك وأمراء ورؤساء وزعماء دول العالم العربي والإسلامي التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ويعيشون أجواء الفرح والسعادة والسرور مع أهاليهم وشعوبهم إبتهاجا بالعيد، وفي الوقت الذي يقضي به الشعب الأردني ويتمتع بأجواء العيد بالأضاحي والسياحة الداخلية والخارجية، ينهمك جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه في العمل السياسي مغتربا عن وطنه وشعبه وأهله، بعيدا عن أجواء العيد وطقوسه الإجتماعية من أجل خدمة قضايا العالم العربي والإسلامي والقضايا الإنسانية جمعاء، من أجل رفعة شأن وطنه، والتزاما وبرا بالقسم ووفاءا للعهد الذي أخذه على عاتقه لخدمة الوطن والإنسانية وقضايا الإقليم العربي وعلى رأسها القضية الفلسطينية وجوهرها القدس والأقصى الشريف، يتنقل من ولاية لأخرى في دولة عظمى يبلغ عدد ولاياتها إحدى وخمسين ولاية، ومن إجتماع بعد اجتماع مع معظم كبار مسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية، ومن لجنة لأخرى في الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكي، يشرح قضايا الأمة والوطن، تعزيزا للعلاقات بين الدولتين في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية بما ينعكس إيجابا على ازدهار ورفعة الدولة الأردنية ورفاهية شعبها، الملك هناك في أمريكا على بعد مسافة عشرات الساعات من عمان حيث السفر الشاق، والسهر المتواصل والعمل الدؤوب، يحمل معه رسائل معاناة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال، وطموح الشعب الأردني التواق إلى الحرية والعيش بكرامة وكبرياء، وعلى إقامة علاقات قائمة على الإحترام المتبادل بين دول وشعوب العالم، هذا الملك الإنسان الوارث لرسالة النهضة العربية من أجداده ووالده المغفور له بإذن الله تعالى الملك الحسين رحمه الله بالحفاظ على أمانة المسؤولية الوطنية بعروبتها الإسلامية ورسالتها الوسطية السمحة الداعية إلى العدل والأمن والسلام بكل أبعاده، بعيدا عن العنف والكراهية والإرهاب، الملك في أمريكا كأول زعيم عربي يقابل الرئيس الأمريكي الجديد جون بايدن يقطف ثمار احترام العالم لنا كأردنيين، وكزعماء وملوك هاشميين لهم مكانتهم السياسية في كافة دول العالم، وفي مقدمتها الدول العظمى، الملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض في واشنطن في عيد الأضحى المبارك يحقق مزيدا من النجاحات السياسية الدولية، فهنيئا لنا هذا الملك وهذا الزعيم الأردني العربي الهاشمي المسلم، فلنؤدي له التحية معززة بالولاء والمحبة والإكبار على مواقفه السياسية المشرفة في كافة محافل دول العالم، كل عام وانت يا سيدي والعائلة الهاشمية وولي عهدكم الميمون بألف خير وصحة وسلامة، ومتعكم الله بطول العمر وموفور الصحة والعافية.