جفاف البشرة في الشتاء.. الأسباب والحلول لتجنب التجاعيد المبكرة رذاذ فلفل وصعق للأطفال.. ممارسات "صادمة" للشرطة الاسكتلندية الأرصاد الجوية: أجواء باردة وأمطار متفرقة مع تحذيرات هامة.. التفاصيل كما توقعت "الانباط" في خبر سابق .. إعفاء الضريبة المضافة على السيارات الكهربائية 50% لنهاية العام 20 شهيدا و 66 مصابا في غارات إسرائيلية على وسط بيروت الامين العام لاتحاد اللجان الاولمبية يشيد بجهود لجنة الاعلام توازن تنظم لقاءً تعارفياً مع عدد من الصحفيين والصحفيات لبحث دور المرأة في الإعلام وتعزيز المهارات القيادية القطاع السياحي يدعو رئيس الوزراء لزيارة البتراء "المنكوبة" الأردن صمام أمان المنطقة وحارس الهوية الفلسطينية والمقدسات يارا بادوسي تكتب : جولات رئيس الوزراء:خطوة مطلوبة لتحفيز قطاع السياحة المرأة بالمحافظات وتحديات سوق العمل الثلاثي الفولاذي.. محور سياسي جديد يعيد رسم ملامح التوازن في الأردن الترخيص المتنقل بالأزرق من الأحد إلى الثلاثاء واتساب يقدم ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص أمانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة اعتبارا من صباح غد ابتكار أردني رائد – إطلاق منتجات Animax+ و Animax++ قرارات مجلس الوزراء مطالبات جماهيرية بالاستعانة بالمحترفين الأردنيين المجنسين نتائج الدوريين الإنجليزي والإسباني.. تشيلسي وأرسنال يواصلان الانتصارات وأتلتيكو مدريد يتألق الحكومة تقرِّر إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام ولمرَّة واحدة فقط

كلام في المحظور .. هل حقاً هناك من يريد الاصلاح في الأردن؟ 1

كلام في المحظور  هل حقاً هناك من يريد الاصلاح في الأردن 1
الأنباط -

قد يكون هذا العنوان صادماً للجميع ، وقد يكون ما سوف ادرجه تحته من حديث صادماً اكثر منه . فالجميع في الاردن الآن يتحدث عن الاصلاح ، الحكومة قبل الشعب ، الموالاة قبل المعارضة ، والمحافظون قبل الاصلاحيون ، والانتهازيون قبل المخلصون . والكل يدعوا للاصلاح وينادي به . لكن هل هناك فعلاً من يريد الاصلاح ؟ وهل هناك فعلاً من يعمل من اجل لاصلاح ؟

هذا ما سوف اتحدث عنه على حلقات . اما سبب حديثي فهو ما قام به جلالة الملك من تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومات السياسية والتي ستكون مهمتها وضع مشروع قانون للانتخابات وآخر لقانون الاحزاب ، والنظر بالتعديلات الدستورية المتعلقة حكماً بهما . وتقديم التوصيات المتعلقة بتطوير التشريعات الناظمة للادارة المحلية ، وتوسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار ، وتهيئة البيئة التشريعية والسياسية الضامنة لدور الشباب والمرأة في الحياة العامة بعيداً عن الاسس التشريعية المتبعة لوضع مثل هذه القوانين والتشريعات . وقد جاء قرار جلالة الملك بتشكيل هذه اللجنة كخطوة لتحقيق الاصلاح الحقيقي بعد ان عجزت الجهات المعنية عن تحقيق ذلك . وسوف اتحدث عن هذه الجهات ودورها بهذا التقصير .

وستكون البداية الحديث عن الحكومة صاحبة الولاية وصاحبة الاختصاص بوضع مشاريع القوانين . وبالرغم من انني غير معتاد على الحديث عن الحكومة بشكل عام ، ولم اكن يوماً عدواً او معارضاً لها ، الا انني لم اكن محسوباً عليها كما يعتقد البعض . وكنت انتقد ما يستحق الانتقاد بحقها وكنت اثمن ما يستحق ذلك ، وكنت اتفق مع النقد البناء لما تقوم به واعارض الهجوم الهدام الذي كانت تتعرض له . وانا عندما استخدم كلمة الحكومة لا اعني الحكومة الحالية فقط وانما كل الحكومات السابقة ايضاً . وما سوف اتحدث عنه لن اتعرض فيه الى فساد الحكومات ولا الى بيع مقدرات الوطن من قبل هذه الحكومات والذي لا انكره ولكنني بنفس الوقت لا اصدقه كله ، لان ذلك سوف يدخلني في متاهات كثيرة وكبيرة ، لما فيه من مبالغات وتهويل ، وخاصة ما كان يصدر عن اشخاص كانوا يعملون في الشركات والمؤسسات التي تم تخصيصها ، او تلك التي حدث فيها الفساد ثم تركوها . وخاصة ان هذا الحديث كان بعد خروجهم او اخراجهم منها مما يدخل بعضه في دائرة تصفية الحسابات او الظهور بمظهر الحريصين على مصلحة هذه الشركات والمؤسسات وبالتالي مصلحة الوطن ، مع ان بعضهم قد ابعدوا عنها لفشلهم في عملهم او لارتكابهم هم قضايا فساد . وتلك الفئة الاخيرة هي الاكثر حديثاً عن هذا الفساد والاشد هجوماً على الحكومة وعلى ادارات هذه الشركات والمؤسسات . قد يبدو كلامي هذا هرطقة ولكنه حقيقية كحقيقة نظريات جاليليو . وقد يبدو زندقة والحاد ولكنه حقيقي كحقائق افكار البيروني وابن المقفع وجابر بن حيان وابن رشد وابي العلاء المعري وغيرهم كثيرون .

ولكني سوف اتحدث عن عجز الحكومات وفشلها في القيام بواجبات عملها . وان هذا العجز والفشل هو الذي اوصلنا الى ما نحن فيه . وانه لا توجد لدى هذه الحكومة اي نية للاصلاح .

وبداية فأن كل كتب التكليف الملكي السامي لاحد الشخصيات لتشكيل حكومة جديدة كانت تتضمن توجيهات لاتخاذ خطوات في طريق الاصلاح ومعالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين ، وضرورة تطوير القوانين والتشريعات الناظمة لحياة الشعب لما فيه خيرهم . وكان جلالة الملك يكرر توجيهاته لهذه للحكومات بين الحين والاخر وبلهجة حادة احياناً. وعندما كانت تعجز هذه الحكومات عن القيام بذلك ، كان يكلف غيرها بهذه المهمة . كما اصدر جلالته اوراقه النقاشية السبعة والتي لو تم العمل بها من قبل هذه الحكومات لما وصلنا الى هذا الحال ولتم حل جميع مشاكلنا . الا ان اياً من هذه الحكومات لم تتقدم خطوة واحدة على هذا الطريق .

وفي نظري فأن هذا يعود الى ان الحكومات في الاردن لا تشكل نسيجاً منسجماً لديه برنامج عمل معين وخطط وسياسات تهدف الى تحقيقها . وان الرئيس المكلف يجد نفسه ملزماً بمراعاة المحاصصة المناطقية والعشائرية . حيث ان عليه ان يرضي جميع المحافظات والعشائر من خلال تشكيلة وزارته ، بالاضافة الى ارضاء ذوي القربى والخلان والاصدقاء والانسباء . كما ان هذا التعين على الاغلب لا يراعي التخصص والخبرة . ولذلك نجد ان الوزير قد هبط على وزارته بالبرشوت وليس لديه اي فكرة عن عملها ، مما يقود الى فشله في ذلك لو حاول . بالاضافة الى ان البعض يجد بهذا المنصب تشريفا وليس تكليفاً ولا نلمس له اي بصمة ايجابية في وزارته .

لهذا نجد ان هذه الحكومات كانت عاجزة عن انجاز اي خطوات اصلاحية حسب التوجيهات الملكية لها ، بل على العكس من ذلك فأن سياساتها وتصرفاتها تسببت في زيادة الاوضاع في الاردن سوءاً ، وزيادة نسبة البطالة والفقر ، وزيادة المديونية الى ارقاماً قياسية . ونجد انها اتخذت الكثير من القرارات الخاطئة او لم تتخذ قرارات كان عليها ان تتخذها . كما نجد التضارب في القرارات التي تتخذها ، واختفائها وقت الازمات . واكثر من ذلك اعتمادها على جيب المواطن لتغطية عجزها عن توفير ايرادات الميزانية او سد عجزها او تبذيرها .

كما ان هذه الحكومات فشلت في محاربة الفساد وهدر مقدرات البلاد ، ان لم يكن البعض منها من مارس الفساد ورعاه .

ولم تفلح التعديلات الكثيرة على هذه الوزارات وكثرة تغييرها باحداث اي فارق في هذا المجال ، مما تسبب في خلق فجوة كبيرة بين المواطن وهذه الحكومات وصلت الى مرحلة عدم الثقة المطلقة بها . وساهم في عدم الثقة هذه غياب السياسة الاعلامية الواضحة والصريحة وكثرة التناقضات التي يقع بها الاعلام الرسمي ، وعجزه عن تغطية الاحداث الداخلية بكل شفافية ووضوح . وعدم مقدرته للتصدي للاعلام المعادي و للاشاعات والاخبار الكاذبة التي كان البعض يروج لها بهدف المساس باستقرار الامن في الاردن ونشر حالة من عدم اليقين بين افراد الشعب الاردني . وفشلها في تحقيق اي تنمية حقيقية في اي مجال . ناهيك عن اغراقها البلاد في الديون والمشروعات الفاشلة

وزاد على ذلك سياسة التعينات التي مارستها تلك الحكومات . وذلك اما من خلال خلق مؤسسات مستقلة لا داعي لها ، وتعين اشخاص بها برواتب لا يستحقونها . او من خلال سياسة شراء الخدمات حيث تم شراء خدمات لاشخاص لا يملكون الخبرة ولا المقدرة المميزة وبرواتب فلكية وباعمار صغيرة لانهم ابناء فلان او علان .

كما ان هذه الحكومات لم تلتزم في الكثير من الاحيان بالاسس التي تضمنها نظام التعيين في الوظائف القيادية ، وقيامها بالتحايل عليه من اجل تعين من يريدون تعينه بهذه الوظائف . ثم تم اضافة بند لهذا النظام يتيح لمجلس الوزراء تعين من يريده لهذه الوظائف في حالات معينة كما ورد بالنص ، وفي الحالات التي تريدها هي كما في الواقع . حيث جرى تعيين الكثيرين بهذه الطريقة ودون اجراء اي اختبارات او مسابقات ولاشخاص لا تتوفر بهم حتى متطلبات الحد الادني من الشروط والوصف الوظيفي لهذه الوظائف ، بالرغم من وجود من هم اجدر منهم لتولي هذه الوظائف .

وفي الوقت الذي كنا نتوقع معالجة هذا الخلل في التعينات ، صدر مؤخراً نظام جديد للتعيين فيها زاد من صلاحيات الحكومة في اجراءات التعيين وايصال من تريد من المرشحين لهذه الوظائف ، مع احتفاظ مجلس الوزراء على حقه في التعيين المباشر لها من غير الالتزام بأي بند من بنود هذا النظام .

كما مارست الحكومات سياسة شراء بعض الاصوات المعارضة و تعينهم كوزراء او مدراء دوائر مستقلة او في وظائف قيادية دون توفر اي مقومات فيهم لشغل هذه الوظائف . ولو كان الهدف من تعين اشخاص من المعارضة هو بهدف اشراكها في تحمل المسؤولية وتحسين الاداء الحكومي وكخطوة في سبيل الاصلاح المطلوب لكان هذا الاجراء محل ترحيب وتقدير . ولكن من كان يتم تعينهم هم ممن كانوا يمارسون المعارضة للوصول لهذا الهدف ، والدليل على ذلك انهم لم يدخلوا الاصلاح المأمول بعد تعينهم، بل على العكس من ذلك فقد اخذوا يمارسون نفس التصرفات التي كانوا ينتقدونها اثناء وجودهم على مقاعد المعارضة . وكان هذا على حساب اصحاب الولاء المجاني الذين نذروا انفسهم لخدمة النظام والدفاع عن الوطن ، وكأن الحكومة بذلك تدفعهم دفعاً لآن يتحولوا الى صفوف المعارضة . وكأن الحكومة تدفع المواطنين جميعاً ليصبحوا في صفوف المعارضة .

يضاف الى ذلك سياسة المداورة في الوظائف العليا ، فما ان يتم خروج احد الوزراء او المدراء او كبار المسؤولين من مواقعهم ولا تكاد تمضي فترة قصيرة حتى يتم تعينهم في مناصب ليست لهم علاقة بها ، وكانها جوائز ترضية لهم بالرغم من ان خروج بعضهم من مواقعهم السابقة كان بسبب تقصيرهم في القيام بواجباتهم او فشلهم فيها ، او بسبب حالات فساد او تقصير . وذلك بدلاً من ان يتم يعين السفراء من ملاك وزارة الخارجية ، والمحافظين من ملاك وزارة الداخلية ، ومدراء الدوائر من العاملين بها ، وكذلك الشركات والمؤسسات التي تملك الحكومة او احدى الجهات التابعة لها صلاحية تعيين مدراءها . ومن غير ان يكون لمن يتم تعينهم اي خبرة او دراية او مقدرة على تولي الوظائف التي تم تعينهم بها ، او يكون التعيين للاصحاب والخلان ، او كجوائز ترضية ، او لاسكات بعض الاصوات وشراء بعض الولاءات . في الوقت الذي يبحث فيه الشباب عن فرصة عمل توفر لهم الحد الادنى من الدخل ومتطلبات الحياة . وفي الوقت الذي تتحطم فيه احلام اصحاب الكفاءات والاستحقاق من ان ينالوا ما يستحقون من المراكز ، مما كان يزيد من ارتفاع حالات عدم الرضى على هذه الحكومات . ومما كان يؤكد ان هذه الحكومات غير معنية بالقيام بأي اصلاحات من التي كان يطلب جلالة الملك القيام بها ، او تلك التي يطالب بها المواطنين على اختلاف شرائحهم . ولذا كان تشكيل اللجنة الملكية للاصلاح لعلها تستطيع تحقيق ما لم تقوم بتحقيقه هذه الحكومات .
يتبع


© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير