العدوان: الهيئة لا تتعامل مع الأقاويل بل الحقائق؛ وأحلنا 4 قضايا للإدعاء العام حسين الجغبير يكتب:التحديث الاقتصادي.. ما له وما عليه "تبرع للحزب".. الحروب تقدمنا بطلب لجمع تبرعات من المؤمنين ب رؤية "العمال" الصناعة الوطنية تفرض نفسها ك"بديل قوي" للمنتجات الداعمة للاحتلال من 'أم الكروم' إلى العصر الرقمي: هل تعود الولائم والمناسف كأداة لجذب الناخبين؟ ضريبة الدخل تستكمل إجراءات اعتماد التوقيع الإلكتروني واشنطن: استقالة مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي مباريات الاسبوع الاول من دوري المحترفين مندوبا عن الملك وولي العهد.... العيسوي يعزي عشائر الدعجة مدير الأمن العام يتفقّد موقع مهرجان جرش ويطّلع على الخطط الأمنية والمرورية الخاصة بالمهرجان الدكتور مالك الحربي .. أبدعت بحصولكم على المنجز العلمي الاردن يرحب بقرار 'لجنة التراث العالمي' العجلوني يرعى فعاليات يوم الخريج الأول في كلية الزراعة التكنولوجية في البلقاء التطبيقية نائب الملك يزور مجموعة الراية الإعلامية خرّيجو "أكاديميات البرمجة" من أورنج يطورون كودات المستقبل ويكتبون شيفرات التأثير "الصحة العالمية" تحذر من تفشي فيروس شلل الأطفال في غزة وزير الخارجية الصيني: الصين ليست لديها مصلحة ذاتية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية نتالي سمعان تطرب جمهور جرش بليلة طربية تراثية توقيع مذكرة تفاهم بين الجمارك الاردنية والضابطة الجمركية الفلسطينية مهند أبو فلاح يكتب:" مخاوف مشتركة "
مقالات مختارة

الاستقلال شواهد التاريخ

{clean_title}
الأنباط -

العين فاضل محمد الحمود

تمرُّ الأيامُ وتبقى شواهدُ التاريخِ تحدّثُ الأجيالَ عن مناراتِ الأمجادِ التي نسجتْ حكاياتٍ وبطولاتٍ بزنودِ الرجالِ التي أيقنتْ بأن الفخارَ لا يكونُ إلا بالعزمِ والحزمِ ، وإن الإصرارَ بإتخاذِ القرارِ الصعبِ لا يتأتى إلا من أصحابِ الهممِ القويةِ ، فكان ملوكُ الحضرةِ الهاشميةِ عنوانَ العنفوانِ والإباءِ فكان قرارُ شهيدَ القدسِ الملك عبد الله الأول بإستقلالِ المملكةِ الأردنيةِ الهاشميةِ نقطةَ تحوّلٍ في أهمِ مفاصلِ التاريخِ لتفتحَ أبوابَ الحضارةِ والحريةِ وينطلقُ الأردن في سباقٍ مع الزمنِ في ميادينِ التطورِ و الإبداعِ ليتصدرَ آفاقَ التميّزِ والتفرّدِ ، ليحملَ عنوانَ الإنسان في كلّ تفاصيلهِ ولتكنْ أُطُرُ المودةِ والمحبةِ في كلّ مجالاته ليثبتَ الأردنَ للجميعِ بأنهُ بلدٌ عظيمٌ وعزتهُ مصانةٌ بفضلِ قيادتهِ وأبنائه .

 

إن الإستقلالَ عنوانُ الحريةِ التي نادى بها بنو هاشمٍ عبرَ التاريخِ مؤمنينَ بأن الموتَ أولى من حياةِ الإستعبادِ وأن أحرارَ الأُممِ لا يقبلونَ بالقيودِ ولا يرضونَ بالهوانِ ، وهنا كانت الإرادةُ الحتميةُ التي لا تقبلُ القراراتَ من غيرِ أهلها بأن تكون السيادةُ كاملةً ومُطلقةً وأن تدحضَ كلّ التدخلاتِ السياسيةِ التي تحدّ من الإنسجامِ بتتبعِ المواقفِ القوميةِ والعربيةِ والإسلاميةِ ولتكنْ القيادةَ الشرعيةَ لأهلها الذين يتلمسونَ الإحتياجات ويقفونَ عندَ الأولوياتِ ويحملونَ في صدورِهم همومَ الوطنِ ويعكفونَ على التصدي لها .

إن الإستقلالَ الذي كانَ قبلَ خمسةٍ وسبعون عامًا ما هو إلا عنوان ُالإقدامِ وتأكيدُ الثوابتِ وتدعيمُ المسيرةِ التي حملتْ بكلّ خطوةٍ من خطواتها آلاف الأميالِ من الإنجازِ ، فكانَ الجيلُ الذي يلي كلّ جيلٍ يحملُ نفسَ الدّمِ ونفسَ العزمِ ويتوشحونَ بنفسِ الإصرارِ والإقدامِ على أن يكونَ الأردن في صدارةِ التقدّمِ والتطوّرِ فكانَ عهدُ الدستورِ والتعليمِ يليه عهدُ التعريبِ والبناءِ لتَؤول الرايةُ إلى الإستمراريةِ والتعزيزِ في عهدِ الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الذي سارَ على خطِّ مَن سبقوهُ وحمى إستقلالَ الأردن وإستقلاليتهِ وتوّج بالعزِّ هيبتَه لتبقى رايةَ الآباءِ والأجدادِ عاليةً خفّاقةً لا تنالُ منها رياحُ المواقفِ والظروف .

سيبقى إستقلالُ الأردن من أنصعِ صفحاتِ الرجولةِ وسيبقى يحملُ صوتَ صليلِ السيوفِ التي بقيتْ على عهدِ الوفاء للوطنِ وسيبقى الإستقلالُ نبضَ كلّ أردني وأردنية يزفُّ الدمَ إلى عروقِ الزنودُ التي تبني الوطنَ تحافظُ عليه وتضمنُ حريتهُ وإستقرارهُ وهنا يتضحُ للجميعِ مصدرَ قوةِ الأردن بتجاوزِ التحدياتِ والعقباتِ ، وقدرتهُ على إدارةِ دفّة المنطقةِ برُمتها وإستمرارهُ كقبلةٍ للحريةِ والأمانِ في ظلِّ ما آلتْ إليه دولُ المنطقةِ برُمتها من غياهبِ الفوضى والدمارِ وفقدان الإستقرارِ والأمن.

إن الإستقلالَ ليسَ بكلماتٍ تُقالُ ولا بحروفٍ تجتمعُ بمقال ، إن الإستقلالَ تاريخٌ والتاريخُ دافعٌ وهنا يجبُ علينا أن لا نقولُ كلّ عامٍ والوطن بخيرٍ بالكلام بل يجبُ أن نقولها بالأفعالِ التي تحافظُ على الإستقلالِ ليبقى الأردن شامخًا مصانًا بعهدِ جلالة الملك الذي زرعَ المودةَ والرحمةَ في أرضِ الجودِ والإباءِ فكان نباتُ الخيرِ الذي عمَّ البلادَ والعبادَ فبقي العهدُ نفسَ العهدِ والوعدُ نفسَ الوعدِ بأن يبقى منزالُ الأردني في كَبدِ السماء.