الأنباط - يقال إن النرويجيين يولدون وفي أقدامهم زلاجات. لكن ندرة تساقط الثلوج ووباء كوفيد كادا أن يحبطا شغفهم بالتزلج هذا العام، ما دفع السلطات إلى تخصيص حلبات ومسارات في الحدائق في قلب أوسلو لهذا الغرض.
في الأسابيع الأخيرة، ألقت بضع شاحنات قلابة فوق مساحات ظلت رغم حلول الشتاء مغطاة بالعشب الأخضر مئات الأمتار المكعبة من الذهب الأبيض أنتجتها مدافع الثلج على التلال المحيطة بالعاصمة.
تحولت كتل الثلج التي سُويت ونُحتت فيها أثلام إلى ملعب لعشاق مختلف الرياضات الشتوية والتزلج بكل أشكاله لجميع الأعمار: أطفال صغار في رحلة مع الروضة أو متقاعدون ممتلئون نشاطاً أو موظفون يستريحون خلال يوم عمل عن بعد. وفُرشت أربع حدائق في أوسلو، بما في ذلك حديقة القصر الملكي وستتم تغطيتها جزئياً، بالثلج الاصطناعي. الثلج في عيد الميلاد؟ قامت الممرضة كارين مارغريت إيغلاند التي عملت خلال وردية ليلية ذاك اليوم، بوضع الزلاجات للتزلج بعيداً عن «الماركا»، على بعد عشر دقائق فقط من منزلها. وتقول «أحاول التخفيف من ركوب المواصلات العامة. ولكن، لو رغبت في الذهاب إلى الماركا علي أن أستقل القطار. لذلك من الأفضل أن أكون قادرة على المجيء سيراً على الأقدام للتزلج هنا». وأضافت: «لقد أدى التغير المناخي إلى جعل فصول الشتاء أقصر في النرويج». ويفيد المعهد الوطني للأرصاد الجوية أن أوسلو فقدت 21 يوماً من أيام الشتاء على مدار الأعوام الثلاثين الماضية، وهي الأيام التي تنخفض فيها درجة الحرارة دون الصفر. ويُرجح أن تخسر المدينة 26 يوماً أخرى بحلول عام 2050. وقالت الوزيرة غوري ميلبي في بداية كانون الثاني/يناير، خلال عرض تدابير على صلة بالمناخ «عندما كنت صغيرة، لم يكن من الصعب التنبؤ بالطقس في الشتاء: كان الطقس بارداً في كثير من الأحيان وكان هناك الكثير من الثلوج في كثير من الأحيان.... لكن في عيد الميلاد هذا العام، لم أكن متأكدة إن كان الأمر يستحق شراء زلاجة لأطفالي لأن فصول الشتاء بالنسبة لهم معتدلة مع عدد أقل بكثير من رجال الثلج ومن أيام التزلج». وفي بادرة لا تخطر على البال، فتحت النرويج في بداية 2020 بالقرب من أوسلو أول حلبة تزلج داخلية، هي اليوم مغلقة أمام الجمهور بسبب القيود الصحية. في هذا السباق مع الزمن ومع مقياس الحرارة، هل يُعقل نقل أطنان من الثلج في الشاحنات؟ لكن البلدية تطمئن القلقين من تلوث الجو بأن هذه الأخيرة تعمل بوقود الديزل الحيوي مع زيوت نباتية معالجة بالهيدروجين. ويقول السائق توم كيتيل تانغن «أعتقد أن استخدام هذه الشاحنات المحايدة الكربون لتقريب الثلج من الناس بدلاً من أن يذهبوا إلى الماركا بسياراتهم هي معادلة جيدة بالنسبة للمناخ».