الأنباط -
الدكتور محمد طالب عبيدات
الفضول ثقافة قد تكون إيجاباً لغايات المعرفة والإستكشاف، وربما تكون سلباً في حال التطفّل والتدخّل في شؤون الناس بما لا يعنينا ويزعجهم؛ وللأسف هنالك تصرفات كثيرة هذه الأيام تنمُّ عن فضول زائد عند كثير من الناس وخصوصاً الشباب الذين سيخلقون جيل فضولي يتدخل في شؤون الآخرين مما سيؤثر على إنتاجيتهم وعطاءهم؛ وللأمانة فإن الفضول مرض إجتماعي يجعل صاحبه متقوقع في حُبّ التدخل في قضايا الناس وزج أنفه في كل القضايا؛ والبعض من درجة فضوله الزائدة تخاله يرغب في الدخول في كل قلوب الناس:
1. ربما يكون الفضول رغبة لحب الإستطلاع من منطلق حق الإنسان بالمعرفة والإستكشاف أو النهل من العلوم، وهذا فضول محمود ويلقى الإحترام لتطوير المهارات والبحث والتقصّي؛ وحبذا أن يكون كل أنواع الفضول من هذا النوع.
2. وربما يكون الفضول للتدخّل بشؤون الآخرين دون طلبهم، وهذا النوع المذموم من الفضول وغالباً نتائجه عكسية؛ وربما يدخل هذا في باب المحرّمات أيضاً؛ وهذا أسوأ أنواع الفضول الذي يؤدي للأحقاد والغضب من الآخر.
3. الفضول المذموم أو المرضي ربما يؤدي للباطل أو خراب العلاقات الإنسانية أو الأخلاقيات الزائفة أو ضياع الوقت أو غيرها؛ وهذا قمّة التدخل في شؤون وخصوصيات الناس مما يؤدي لغضب الآخر وتحسسه كنتيجة لهذه التصرفات.
4. العلاقات الإنسانية تحتاج لترك بعض ما لا يعنينا على الأقل والصمت والصبر والعمل لأنفسنا لزيادة إنتاجيتنا؛ وفِي ذلك تعزيز للغة العمل وعدم التدخل في شؤون الناس وقضاياهم وأسرارهم.
5. أمثلة على بعض الفضوليات الزائدة ونتائجها: الوقوف خلف الأشخاص عند الصراف الآلي لمعرفة أرصدتهم يؤدي للمشاكسة، الوقوف عند حوادث السير يعيق حركة الإسعاف، والأسئلة عن الرواتب وطبيعة العمل والعلاقات الإنسانية وغيرها تؤدي للنفور، والتدخل بالشؤون الشخصية يولّد الحقد ومجتمع الكراهية، والتنصّت على أسرار الناس، وإنتظار نتائج الآخرين والتلذذ على كبواتهم وعدم غبطتهم، وهكذا.
6. المطلوب أن نعيش لأنفسنا ونساعد غيرنا بما يطلبوه فقط ونركّز على مبادراتنا الخاصة للعمل وإبداعاتنا وإبتكاراتنا وإنتاجيتنا دون فضول أو تطفّل لغايات تغيير جذري ببعض ثقافاتنا المجتمعية؛ ومطلوب أن نكون نماذج صالحة لجيل المستقبل من الشباب في وأد الفضول والتدخل في أسرار وخصوصيات الناس.
بصراحة: الفضول الزائد أحياناً يؤدي لإمتعاض الآخرين أو نفورهم أو حتى غضبهم أو لنتائج سلبية، والمطلوب أن لا نحوّل الفضول المحمود لفضول مرضي؛ وضرورة النهوض بجيل الشباب وتغيير بعض الثقافات المجتمعية البالية صوب الإنتاجية وثقافة العمل والإنتاج.
صباح العمل دون فضول