الأنباط -
حتى السعادة في زمن جائحة كورونا نحتاجها جميعاً؛ فالناس جميعاً يسعون ﻷن يكونوا سعداء بشتى الوسائل، ﻷن السعادة تريح القلب وتريح النفس وتريح من حولنا، والسعادة طموح بني البشر وربما يكون هذا الطموح قريب المنال أو بعيد لكنه يعتمد على اﻹنسان نفسه؛ ولذلك هنالك مقياس باروميتري للسعادة يحدده الإنسان نفسه من حيث المعايير ومؤشرات الأداء وغير ذلك:
1. باروميتر أو مقياس السعادة يختلف من إنسان ﻵخر، فالبعض يرى السعادة باﻷمن النفسي وآخرون يرونها بالمال وغيرهم يرونها بالرضى العائلي، والبعض يراها بتحقيق بعض الأهداف المادية أو المعنوية؛ وهكذا.
2. السعادة لا يمكن أن تتحقق للإنسان من اﻵخرين كلياً حتى ولو ساعدونا بذلك، لكنها وازع داخلي يحققه اﻹنسان لنفسه؛ وبالتالي هي عبارة عن مؤشر رضا بداخل كل إنسان.
3. السعادة تكون بالرضا والقناعة الداخلية للإنسان ﻷنها ليست نظرة مادية فحسب؛ ودرجة الرضا تختلف من إنسان لآخر.
4. إسعاد اﻵخرين من خلال روحية العطاء لهم ومنحهم الطاقة اﻹيجابية وخصوصاً المحتاجين من الناس هي أرقى أنواع السعادة؛ فالسعادة بالعطاء وإسعاد الآخرين لا بالأخذ وإسعاد النفس وحدها.
5. لا يمكن للسعادة أن تتحقق دون إيمان ووازع روحاني لتحقيق اﻷمن النفسي؛ فالسعادة روحانية وإطارها خُلقي وقيمي وإيماني.
6. السعادة نسبية وليست مطلقة، فربما زوجة صالحة تحققها أو صديق ودود أو ولد بار، أو تحقيق لنتيجة كشهادة علمية أو حصول على مبلغ مطلوب من المال، أو إسعاد محروم أو مسكين أو فقير أو طالب محتاج متميز؛ وهكذا.
7. هنالك سعادة مؤقتة وأخرى دائمة، فالمؤقتة تكون لحدث او مناسبة لكن السعادة الدائمة لا تتحقق إلا بالقناعة والرضا واﻹيمان؛ وشتان بين النوعين من السعادة.
8. السعادة أحياناً شعور ناتج عن قناعة ورضا وإيمان بالقدر المحتوم، فمطلوب الأخذ بأسباب السعادة لتنعكس على نفسياتنا ونكون أسعد الناس.
بصراحة: السعادة نحن نصنعها ومقاييسها ومؤشراتها تختلف من إنسان ﻵخر سواء في زمن كورونا أو بعده، وهي حُبّ الله تعالى والقرب منه وعفوه ورحمته، ورضا الله والوالدين، والسعادة فيها الرضا والقناعة الداخلية لكل إنسان بالرغم من أن عناصرها كثيرة ومتباينة.