تأثير معطرات الهواء على الصحة كيف يمنع فيتامين E الأمراض ستذهلك.. البطيخ الأحمر أفضل صديق لجهازك البولي ما هي فوائد بذور الشيا مع الماء؟ هاريس تتقدم على ترامب في الاستطلاعات.. وتؤكد “أعرف نوعيته جيدا” العدوان: الهيئة لا تتعامل مع الأقاويل بل الحقائق؛ وأحلنا 4 قضايا للإدعاء العام حسين الجغبير يكتب:التحديث الاقتصادي.. ما له وما عليه "تبرع للحزب".. الحروب تقدمنا بطلب لجمع تبرعات من المؤمنين ب رؤية "العمال" الصناعة الوطنية تفرض نفسها ك"بديل قوي" للمنتجات الداعمة للاحتلال من 'أم الكروم' إلى العصر الرقمي: هل تعود الولائم والمناسف كأداة لجذب الناخبين؟ ضريبة الدخل تستكمل إجراءات اعتماد التوقيع الإلكتروني واشنطن: استقالة مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي مباريات الاسبوع الاول من دوري المحترفين مندوبا عن الملك وولي العهد.... العيسوي يعزي عشائر الدعجة مدير الأمن العام يتفقّد موقع مهرجان جرش ويطّلع على الخطط الأمنية والمرورية الخاصة بالمهرجان الدكتور مالك الحربي .. أبدعت بحصولكم على المنجز العلمي الاردن يرحب بقرار 'لجنة التراث العالمي' العجلوني يرعى فعاليات يوم الخريج الأول في كلية الزراعة التكنولوجية في البلقاء التطبيقية نائب الملك يزور مجموعة الراية الإعلامية خرّيجو "أكاديميات البرمجة" من أورنج يطورون كودات المستقبل ويكتبون شيفرات التأثير
مقالات مختارة

في حضرة الأمير قائد الجيش

{clean_title}
الأنباط -


قرأت مؤخراً كتاب " زيد بن شاكر من السلاح إلى الإنفتاح " الذي روت صفحاته شريكة دربه السيدة نوزاد الساطي، التي لنا في إربد نصيب منها حيث عاشت سنوات من صباها هناك، وعرفت تل إربد، وشربت من ماء راحوب، وارتقت ظهر التل، لتلقي العلم من مدارسه مما يؤكد أن الأردنيات شريكات في بناء الأردن على أسس راسخة منها العلم وأولها الإيمان بالأردن وطن الدور والرسالة، كما أراده الأباء المؤسسون للدولة الأردنية، الذين يذكر الكتاب بالكثير من القيم التي آمنوا بها.
أعادتني قراءة الكتاب عقود من السنوات، عندما كنت في عنفوان الكتابة التي لا تعرف السقوف عندما يتعلق الأمر بالأردن، وفي تلك السنوات كان الشريف زيد بن شاكر ملىء السمع والبصر قائداً عاماً للقوات المسلحة الأردنية، وكان جدول أعماله مزدحم بالمهام، فقيادة الجيش هي الموقع العسكري والأمني الأهم, ومع ذلك كان الشريف يتابع أدق تفاصيل ما يجري، عرفت ذلك عندما اتصل بي "روشان" ليبلغني أن سيادته يريد أن يراني في مكتبه مساء غد، ولكم أن تتخيلوا الأسئلة التي طرأت على خاطر شاب في أول العمر, ومالذي يريده منه قائد الجيش إلى أن دلفت إلى مكتبه، وكان منتصب بقامته الممشوقة ولياقته المتميزة, ترتسم على وجهه ابتسامته الهادئة، التي لا تخفي مسحة الحزن الجليل على وجهه فتزيده بهاء على بهاء ووقار على وقار.
غادرت اللقاء بشحنة لا تنضب من الحماس للدفاع عن ما آمنت به، وها أنا اليوم استرجع تلك الواقعة بعد كل هذه السنين، لأقول أن الرجال الذين بنوا الدولة الأردنية، ودافعوا عنها وخاضوا كل معاركها السياسية والعسكرية أمثال "أبو شاكر" كانوا يجدون وقتاً للبحث عن الطاقات التي يمكنها أن تسهم في خدمة المشروع الوطني الذي يحملونه، ويبحثون عن كل من يمكن أن يؤدي دوراً ولو صغير في تحقيقه، لذلك لم ينظر "أبو شاكر" وأمثاله من رجال الدولة إلى مواقعهم الوظيفية على أنها تشريف يخافون أن ينافسهم عليه أحد فيبعدونه، كما يجري في هذه الأيام، بل كانوا يتصرفون على أنهم مكلفون بمهمة لابد من أدائها على أكمل وجه، لذلك كانوا يبحثون عن كل من يمكنه أن يعين على أدائها، كما كان يفعل الشريف وهو في الجيش، ثم عندما انخرط بالعمل السياسي فأهدى الأردن أنزه انتخابات نيابية، صار الوصول إلى مستواها هدفاً وطنياً، ومثلما فعل وهو رئيساً للديوان الملكي، وحيثما كان مما لم يحين وقت البوح به.
كثيرة هي الخواطر التي تداعت إلى خاطري وأنا أقرأ كتاب زيد بن شاكر، الذي يشكل في الكثير من محطاته إضاءة مهمة لصفحات من تاريخنا الوطني عسكرياً وسياسياً، لابد من أن يعرفها الأردنيون خاصة الشباب لأنها مصدر إلهام وأعتزاز وطني، فالكتاب يسد ثغرة هامة من ثغرات هذا التاريخ، خاصة في ظل الحقيقة التي أشار إليها الكتاب، وهي أننا نمارس حياء غير محبب في تقديم روايتنا الأردنية للأحداث، مما ألحق ظلماً كبيراً بمواقفنا خاصة في ظل الإفتراء الإعلامي الذي كان البعض يمارسه ضدنا ومازال، مما أشارإليه الكتاب الذي يستحق المزيد من الوقفات للإستفادة من مضامينه.