إعلان صادر عن القيادة العامة للقوات المُسلّحة الأردنية – الجيش العربي واشنطن على شبكة الملكية الأردنية منتصف اذار القادم تحيه لرجال الامن العام البواسل هيئة تنشيط السياحة تختتم مشاركتها في معرض IBTM Barcelona 2024 تحليل أمني واستراتيجي شامل لحادثة الرابية: انعكاسات ودلالات في ظل التحديات الإقليمية "صناعة عمان" توقّع اتفاقية لتطوير أول منصة إلكترونية لتبادل النفايات الصناعية في الأردن رئيسا الوزراء والنواب: غايتنا تنفيذ مضامين خطبة العرش السامي جيدكو تشارك في قمة الريادة بالدوحة الجمعية الأردنية للماراثونات: استكمال التحضيرات لسباق أيلة نصف ماراثون البحر الأحمر إطلاق حملة للتوعية بأهمية الأمن السيبراني في مكافحة الفساد يهود أوروبا، التضحية بنتنياهو لإنقاذ اسرائيل السفارة الأردنية في الرباط تقيم معرضا للفن التشكيلي مجلس الأعيان يُدين الاعتداء على رجال الأمن العام عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال زين تطلق مبادرة لتمكين ذوي الإعاقة لبنان: شهيد اثر قصف إسرائيلي عنيف لبلدات جنوبية عمان الأهلية الثانية محلياً على الجامعات الاردنية بتصنيف التايمز لجودة البحوث العلمية متعددة التخصصات 2025 حماية المستهلك: ترفض تفرد نقابة الاطباء بتحديد الاجور الطبية وتطالب بتعديل التشريعات حزب عزم في بيان له هذا الحمى الاردني الهاشمي سيبقى عصيا شامخا على كل خوان جبان نظرة على الوضع المائي في الأردن

بلال حسن التل يكتب: عن فيصل الذي رحل

بلال حسن التل يكتب عن فيصل الذي رحل
الأنباط -
الأنباط -
بلال حسن التل
    ربطتني بالمرحوم فيصل الشوبكي علاقة صداقة امتدت لأربعة عقود، ولم أكن أعرف ان فيصل هو مدير مكتب مدير المخابرات العامة يومذاك, المرحوم مصطفى القيسي، إلى أن ذهبت إلى مكتب الباشا القيسي، الذي رغب بأن يتعرف على الشاب الذي يحرك الأنشطة الثقافية في جمعية العروة الوثقى التي أسستها كوكبة من أعلام الأردن، بزعامة المرحوم عبداللطيف أبو قورة أول مراقب عام للإخوان المسلمين، وكان مصدر فخر  أن تؤول لي مسؤولية النشاط الثقافي في الجمعية التي كانت ملئ السمع والبصر، ولعل ذلك مادفع الباشا لطلب التعرف إلي من خلال صديقة الحاج محمود سعيد الذي كان يومها أمينا لسر العروة الوثقى، لأكتشف أن صديقي فيصل هو مدير مكتبه، ففي ذلك الزمن لم تكن الدولة تعرف تهريب وثائقها ولم يكن الرجال يستعرضون مواقعهم الوظيفية.
       عوامل كثيرة عززت أواصر الصداقة بيننا، التي لم يشوبها أي خلاف ، إلا مرة واحدة يوم كنت رئيسا لتحرير جريدة اللواء، وكان هو الرجل الثاني في الدائرة فقد طلب مني هاتفياً تغير(المنشيت الرئيسي ) لعدد اللواء الذي سيصدر في اليوم التالي، ولما رفضت أحتد, ليفسر لي بعد ذلك أن سبب حدته في النقاش  أن رئيس الوزراء حينها لم يكن  مقتنعا بأن الدائرة لا(تمون) علي، مما كان يسبب حرجا لفيصل الذي كان يتفهم موقفي كصحفي وهو المسؤول الأمني، بينما لم يكن يتفهمه رئيس الوزراء الذي يفترض أنه رجل سياسة وداعية ديمقراطية.
    وعندما كنت مديرا عاما لدائرة المطبوعات والنشر وكان هو مسؤولا عن التحليل والمعلومات في المخابرات العامة، كثيراً ما ساعد في حل مشكلات زملاء صحفيين وعقبات تراخيص مؤسسات كانت دائرة المطبوعات هي جهة ترخيصها.ولعل خبرة فيصل بالمعلومات والتحليل هي التي دفعته للتفكير بإنشاء مركز للدراسات قبل توليه منصب سفير الأردن في المملكة المغربية، وقد زارني في المركز الأردني للدراسات والمعلومات لاستشارتي في هذا الموضوع. 
   هذه العلاقة الطويلة تجعلني أستطيع القول أن الوطن خسر برحيل فيصل الشوبكي فارسا من فرسانه، كان له دورا مركزيا في حماية الوطن خاصة في فترة ما سمي ب'الربيع العربي, عندما نثر قائد الوطن كنانته فكان فيصل أصلبها عودا فانتدبه للمهمة الصعبة، فقد كان رحمه الله رجل مخابرات محترف، يعرف متى يكون شديدا صعب المراس، ومتى يكون لينا كأنه الماء السلسبيل،وفي الحالتين كان مُهاب الجانب, وكان قائدا يحسن صناعة القادة لأنه يؤمن بأن في القمة متسعا لغيره واثقا من نفسه لا يخشى المنافسة ، مثلما كان يُحسن تفجير قدرات الرجال، وكان صانع قرار غير متردد, وهذه كلها صفات يعترف بها لفيصل الخصوم قبل الأصدقاء،  الذين كان وفياً لهم لم تغيره المناصب فقد عرفته منذ أن كان في أول السلم إلى أن تربع على أعلى الهرم فلم ألمس تغيرا في نمط تعامله. 
          رحل فيصل وهو الذي يعترف له الجميع أنه كان رجلا محبا للحياة، شديد الأناقه ارستقراطي التعامل رحمه الله.
Bilal.tall@yahoo.com
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير