الأنباط -
جلالة الملك عبدالله الثاني منذ عهده المبارك الممتد بحفظ الله ورعايته يحرص كل الحرص على تكريس ثقافة الحوار الوطني والتواصل المباشر مع المواطنيين ورفع القضايا التي تختلف حولها وجهات النظر والاراء وتتباين فيها الاجتهادات الى مستوى النقاش العام من خلال حوارات متعددة عبر عنها جلالة الملك عبدالله في الاوراق النقاشية التي طرحها جلالتة للراي العام جاءت هذة المشاركة من قبل جلالتة وهو راس الدولة بحد ذاتها مبادرة غير مسبوقة على مستوى العالم.
حملت هذة الاوراق الملكية رؤى وتطلعات جلالة الملك وهي رؤية ثاقبة تدعمها ارادة سياسية جادة وقوية لدى صانع القرار الاول في البلاد لتعزيز وتعميق النهج الديمقراطي بطريقة علمية وغير تقليدية اسهاما من جلالتة في دعم مسيرة الاصلاح الوطني التي رسمها للوطن من خلال وجود رؤية مستشرقة للمستقبل الديمقراطي الواعد وتتبلور من خلال التعامل مع الاحداث والمجريات والتغييرات المتسارعة على الساحة الاقليمية والدولية.
تزخر جامعاتنا الوطنية بالكثير من القيادات والكفاءات الاكاديمية المميزة على مستوى العالم وهذه الكفاءات لها القدر الكبير من الاحترام والتقدير والترحاب وقبول لدى اطياف المجتمع ولديها من الرؤية الاكاديمية والادارية لتطوير الجامعات وتعزيز برامجها على اسس علمية وبرامج اكاديمية وطنية مميزة يمتلكون من الخبرات والكفاءات مما يجعلهم يديرون الجامعات بكل مهنية وكفاءة واخلاص وعمل دوؤب ضمن خطط وبرامج اكاديمية قادرة على استيعاب التطوير والتكنولوجيا وتشكل طموحات الاردنيين وامالهم , بالاضافة الى حبهم وعشقم لتراب هذا الوطن الغالي وانتمائهم لهذا الوطن وقيادتة الهاشمية الحكيمة بكل صدق وامانة واخلاص بعيدا عن المصالح الشخصية, لقد عانى الكثيرمن اصحاب التمييز والابداع من الكفاءات الوطنية الاكاديمية مر العيش والسهر والحرمان والجد والمثابرة للحصول على نتائج متقدمة بغية الحصول على درجات علمية واكاديمية متقدمة ومعرفة علمية وتمييز كل في تخصصة , وجميعا ندرك مدى اصرار المواطن الاردني وحبة وشغفة للعلم والمعرفة والرفعة لاننا شعب متعلم نحب ونقدس العلم ونحترم العلماء واذكر هنا على سبيل المثال ان احد الزملاء المميزين وهو من ضمن افضل مائة باحث واكاديمي على مستوى الوطن وحصل على جوائز ومراكز علمية متقدمة انه حصل على قبول لدراسة الدكتوراة في احدى الجامعات العالمية المرموقة ولكن الواسطة والمحسوبية والاقصاء المكاني احرمتة الحصول على منحة دراسية وبسبب اصرارة وحبة للعلم والمعرفة ورغم قسوة الحياه والظروف المادية الصعبة فقد اكمل دراسة الدكتوراة بتميز وكان الاول على دفعتة وعمل في احدى الجامعات الوطنية وهو الان من اعلام الكفاءات الوطنية الاكاديمية التي يشار اليها بالبنان, امام هذا الظلم والحرمان والشعور بالاحباط لدى الكثير وكانني في ضمير ووجدان كل قامة اكاديمية همشت وظلمت انهم يقولون" ان انجازاتنا وتميزنا وابداعنا وعشقنا لوطننا هو همنا الاول لاننا نقول للجميع باننا لانعيش في الوطن بل الوطن يعيش فينا".
لقد ضرب الاقصاء والتهميش المتعمد للاسف الكثير من القامات الاكاديمية وهي سياسة اتبعتها بعض ادارة الجامعات لهذة الكفاءات الوطنية , الا يعقل ان يتم تكريم الكفاءات الوطنية لتميزها وحصولها على مراتب متقدمة وجوائز علمية وبحثية ويكون الكثير منهم روساء مجلات عالمية متخصصة ومميزة في الدول المتقدمة وحاصلين على دعم لمشاريع في التعليم العالي وبكل اسف ومرارة لا تجد من يكرمهم او يقدر جهودهم لا وزارة التعليم العالي ولا جامعاتهم ولو بتكريم بسيط جدا لما قدموة من انجاز وتميز للوطن, بل يتبع معهم سياسة التهميش والاقصاء المتعمد من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتي يفترض انت تكون الراعية لاصحاب الكفاءات والقيادات الاكاديمية وايضا هذا المشهد نراه بصورة واضحة من بعض ادارة الجامعات والتي يجب ان يكون من ضمن سياستها ان تجعلهم في المقدمة وان تكون من ضمن برامجها سنويا تكريم الباحثين والحاصلين على جوائز مواقع متقدمة في جامعات العالم من القامات الاكاديمية الوطنية المميزة التي لها دور بارز في رفعة وتمييز جامعاتهم ولكن لا تعرفهم ولا تهتم بهم ولا بجوائزهم ولا بتميزهم. هل من الانصاف ان لا يحذى الكثير من الكفاءات الوطنية المميزة والتي تم تكريمها من الموسسات التعليمية في العالم برئاسة لجنة او عضو اي لجنة من لجان التعليم العالي التي وزعت اللجان فيها على اساس الشخوص وشبكة الاصدقاء والشركاء.
اننا نرى ان بعض الادارات الجامعية باتت كل البعد عن التوجيهات الملكية والتي لخصها جلالتة في اوراقة النقاشية وخاصة الورقة النقاشية الخامسة والتي حملت عنوان سيادة القانون اساس الدولة المدنية وان سيادة القانون اساس الادارة الحصيفة, وكذلك الورقة السادسة والتي ركزت على سيادة القانون وتحديث الاجراءات وافساح المجال للقيادات الكفوة. ولهذا فقد خسرت الجامعات الكثير من الكفاءات الوطنية نتيجة التهميش وعدم الاهتمام بعطائهم وتقدير جهودهم واعطائهم المكانة التي تليق بهم, هنا يتساءل الكثير الى متى سيستمر سياسة التهميش واقصاء الكفاءات الوطنية وتعزيز الواسطات والمحسوبيات والاصدقاء والتعامل على اساس المناطقية, ان الاحساس بالظلم والقهر والاحباط يتسرب الى نفوس الكفاءات الوطنية التي ترى الكثير ممن يتسللون الى المواقع المتقدمة والعليا في الجامعات برغم عدم امتلاكهم لاي ميزة او اضافة نوعية عن زملائهم.
ان الكفاءات الوطنية الاكاديمية في الوطن الغالي يثمنون حرص جلالتة على إيلاء قطاع التعليم العالي كل الاهتمام والرعاية والدعم، إيمانا بأهمية الدور الذي تقوم به الجامعات في بناء جيل واعي مميز لدية الرغبة في التعلم والتطور ومواكبة العصر وان الاستثمار في مستقبل ابنائنا الطلبة عماد نهضتنا هو عنوان مرحلتنا القادمة.
على مكتب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظة الله جميع الكفاءات الاكاديمية الوطنية تضع ما تعانية من سياسة اقصاء وتهميش وابعاد متعمد للكفاءات الوطنية, وان بعض هذة الجامعات تدير شوؤنها على بضعة شخوص وشبكة من المعارف والاصدقاء لكننا في هذا الوقت بحاجة الى ضخ دماء جديدة من الكفاءات الاكاديمية لتدير شوؤن الجامعات على اساس القيادة لا الادارة لاننا بحاجة الى قيادات وطنية قادرة على استيعاب وتترجم توجيهات وتطلعات جلالة الملك في ان الجامعات هي منارة علم ومعرفة وتميز وان الاستثمار في التعليم هو استثمار وطني بكل توجهات المرحلة القادمة من تطوير وتكنولوجيا وتحديث وابداع وتميز.
اننا على ثقة بان جلالة الملك عبدالله الثاني حفظة الله راعي مسيرة العلم والعلماء والتعليم في الوطن الحبيب سيكون نصيرا لاصحاب الكفاءات الوطنية وان ينصفهم من مسلسل التهميش والاقصاء الذي اصبح يشكل مصدر قلق وشعور بالظلم وعدم العدالة والانصاف من قبل بعض ادارة الجامعات.