الأنباط -
الأنباط - كتب:-محمد عبد الفتاح الهوارى
الصين بين الحقيقه والخداع
ماذا يحدث في الصين هذا ما يشغل الوطن العربي والمسلمين الان
تم إجراء حوار مع د.نادية حلمى
أستاذ مساعد العلوم السياسية بكلية السياسة والإقتصاد/ جامعة بنى سويف- خبيرة فى الشئون السياسية الصينية- محاضر وباحث زائر بمركز دراسات الشرق الأوسط/ جامعة لوند بالسويد- مدير وحدة دراسات جنوب وشرق آسيا- عضو ملتقى الخبراء والباحثين العرب فى الشئون الصينية
*ماذا يحدث مع المسلمين في الصين وما هي الحقيقة عن الوضع الإنساني للاقليات المسلمه؟
بعد سلسلة من الهجمات العنيفة فى منطقة "أورومتشى” عاصمة إقليم "شينغيانغ” عام 2009، وفى بكين عام 2013، وفى مناطق (كونمينغ وأورومتشى) عام 2014، كما يذكر أنه فى الفترة من عام 1990 حتى نهاية 2016 خططت الجماعات الإرهابية المتطرفة التى تتخذ من إقليم "شينغيانغ” موطناً ومركزاً لها لآلآف العمليات الإرهابية من تفجيرات وإغتيالات كما لقى عدد من الأبرياء فى ذلك الإقليم مصرعهم جراء هذه العمليات.
خاصةً مع إعلان "حركة تركستان الإرهابية الإنفصالية” المواليه الي تركيا والتى تتخذ من إقليم "شينغيانغ” موطناً لها عن مسئوليتها عن تنفيذ تلك الهجمات الإرهابية ضد بعض الأهداف داخل الصين، وإتباعها لنهج جديد مؤخراً لضرب بعض مصالح الصين وإستهداف شركاتها ومصانعها وإستثماراتها وسفاراتها ومواطنوها فى الخارج. وما تم توثيقه مؤخراً بالصور والفيديوهات من تجنيد الآلآف من مقاتلى حركة شباب "الإيغور” المسلمين من مواطنى "شينغيانغ” فى تنظيم "داعش” الإرهابى فى سوريا.
* ما هو عدد سكان شينجيانغ؟
يبلغ عدد سكان إقليم "شينجيانغ” حوالى 24.867 مليون نسمة وفقاً لآخر الإحصائيات.
*ما هو وضع سكان شينجيانغ واندماجهم في المجتمع الصيني؟
يتحدث المسلمون الأيغور فى إقليم "شينغيانغ” اللغة الويغورية، إضافةً إلى حرص الحكومة الصينية على تعلمهم اللغة الصينية وهى اللغة الرسمية للبلاد،
* هل يوجد أقليات مسلمة أخرى فى المقاطعات الصينية؟
نعم وجود عدد كبير من الأقليات المسلمة فى الصين وعلى رأسهم فى مقاطعة "أنهوى” الصينية التى تتركز بها أقليات مسلمة تقدر ومقاطعة "نينغشيا” ، والتى لم نسمع عنها من "تدابير إحترازية صينية” مثلما هو الحال فى "شينغيانغ”، حيث يفسر ذلك تزايد عدد العمليات الإرهابية وإستهداف مصالح الصين تحديداً فى تلك المنطقة فى شمال غرب الصين المجاورة للحدود التركية
*ما هو وضع هذه التنظيمات؟
،مع تنامى وإنتشار عدد من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، والتى أعلنت مسئوليتها "رسمياً” عن تنفيذ بعض الأجندات والعمليات الإرهابية بمساعدة قوى وتنظيمات خارجية والتى ثبت مؤخراً علاقتها بتنظيم "داعش” فى سوريا وتهديدهم رسمياً للصين. فقد أصدر تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا فى نهاية شهر (فبراير2017)، مقطع فيديو حقيقى – يمكن الإطلاع عليه بكل سهولة عبر اليوتيوب – مدته (28 دقيقة) بعنوان "أولئك هم الصادقون”، حيث هدّد فيه أحد مسلمى الإيغور الصينَ بتنفيذ عمليات إرهابية غير مسبوقة، حيث قال: "أيها الصينيون الذين لا يفهمون لسان الناس، نحن جنود الخلافة، وسنأتى إليكم لنوضح لكم بلسان السلاح، ونسفك الدماء كالأنهار ثأراً للمسلمين”.
وما ادهشني هو أنه قد ظهر فيديو (الموثق) عدداً من أطفال الإيغور المسلمين الصينيين أثناء تدريبهم داخل "داعش” فى سوريا، فيما أبدت السلطات الصينية إثر ذلك قلقها الشديد، مشيرة إلى أنّ ما يقرب من خمسة آلاف من مسلمى الإيغور فى مقاطعة "شينغيانغ” قد إنضموا للتنظيم الإرهابى، فى حين ذكرت مصادر سورية أنّ عدد المقاتلين الإيغور هناك وصل إلى ما يقرب من 15 ألف مقاتل فى الوقت الحالى مع وجود تهديدات حقيقة لمصالح الصين والخوف من عودتهم لزعزعة إستقرار البلاد، أو إستهداف مصالح الصين فى الخارج وفق تهديدات حقيقية وصلت (فعلياً) لحكومة بكين من طرفهم موثقة عبر فيديوهات وصور وايضا فجروا القنصلية الصينية فى كراتشى بباكستان، وعمليات إرهابية لتفجير ميناء جوادر الباكستانى صاحب الاستثمارات الصينية التى تقدر بمليارات الدولارات، وضرب بعض الشركات والاستثمارات والمواطنين الصينيين فى أفريقيا.
*ما هي علاقة مسلمي الأيغور بالتنظيمات الإرهابية؟
أنه ليس تنظيم "داعش” وحده من نجح فى إستقطاب أعداد من مسلمى الإيغور لصفوفه، بل يوجد أيضاً عدد منهم قد بايعوا (تنظيم القاعدة) الإرهابى وحركة طالبان، وآخرون أنشأوا عدداً من الأحزاب والجماعات الدينية، التى تستغلها الآن بعض الدول مثل تركيا، ومنها: الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية فى ميونيخ بألمانيا، الحزب الإسلامى التركستانى، ومنظمة مؤتمر شباب الإيغور الدولى، ومنظمة تحرير تركستان الشرقية، والمركز الإعلامى لتركستان الشرقية.
*ما هي الاجراءات التي اتخذتها الحكومه الصينيه؟
تحول الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين إلى عمل بعض التدابير (الإحترازية) لتحقيق الإستقرار والسيطرة على إقليم "شينجيانغ”
و جاء الرد الصينى الرسمى بعمل مراكز "لإعادة تأهيل بعض سكان شينغيانغ” مع عمل برامج متكاملة لهم، الأمر الذى نجحت فيه حكومة بكين بشدة، حيث أننا لم نعد نسمع خلال السنوات الثلاث الأخيرة عن وقوع أى عملية إرهابية فى إقليم "شينغيانغ” الصينى مع إعتراف واشنطن والغرب رسمياً بنجاح الصين فى القضاء على الإرهاب داخل إقليم "شينغيانغ”. ولكن توالت الإتهامات الغربية والأمريكية للصين من خلال توصيف واشنطن والغرب لتلك المراكز بأنها "معسكرات إعتقال” بينما تسميها الصين بأنها "مراكز للتدريب والتأهيل وإعادة دمج مواطنى وسكان إقليم شينغيانغ” فى حضن الوطن الأم.
ومن سياق الحديث مع دكتوره نادية حلمي يتضح المخطط الممنهج من بعض الدول لاحداث فتنه بين الصين والمجتمع المسلم من خلال الهجمات الاعلاميه وعلى شبكات التواصل الاجتماعي وتعرض الدكتوره ناديه لهجمات شرسة من اللجنان الاكترونيه بسبب نشرها الحقائق وكشف الجماعات الإرهابية