قدّم باحثون جامعيون في الجامعة الأميركية للدراسات المشرقية دراسة جديدة تقول إن الشرق الأدنى كان عرضة ل"انفجار كوني" وقع منذ نحو 3.700 ألف سنة.
والانفجار لا يعني بالضرورة اصطدام جرمٍ سماوي بالأرض.
فبحسب ما تقوله الدراسة، ثمة أدلة تشير إلى انفجار نيزك أو مذَنّب فوق المنطقة الشرقية لما يعرف اليوم بغور الأردن، شمال البحر الميت، ما أدى إلى مسح الحياة في منطقة تبلغ مساحتها نحو 500 كلم مربع، بشكل نهائي.
وكانت الحضارة الكنعانية، تحديداً في العصر البرونزي الأوسط، تقوم في تلك المنطقة في ذلك الوقت بحسب ما تقوله المراجع التاريخية.
وتؤكد الدراسة على أن الانفجار الكوني أدى إلى مسح عدّة مدن عن الخريطة، خصوصاً في غور الأردن وتحويل أرض المنطقة من أرضٍ زراعية خصبة إلى أرض جافة محروقة.
النتيجة التي خلص إليها العلماء تأتي استناداً إلى البحوث الأركيولوجية.
ويقول الباحثون إن المنطقة (نهر الأردن) احتاجت نحو ستة قرون للتعافي من الاصطدام الذي قضى على الحياة فيها.
ومن بين المواقع التي تدمّرت بشكل كامل بفعل الانفجار موقع تل الحمام الأثري (الأردن) وعلى هذا الموقع تحديداً، ومخلّفاته الأثرية، استندت الدراسة.
خزفيات غير عادية
ما أثار شكوك الباحثين أولاً كان العثورَ على قطع فخارية وخزف في موقع تل الحمام، الذي تمّ اكتشافه في الأردن بعد عقود من الحفريات، وتميّزت هذه القطع بمظهر غريب، أثار فضول العلماء.
ذلك أن سطح الفخاريات والخزف كان زجاجياً على عكس العادة، وقلبها الذي يحتوي عادة على معدن الزركون، تبيّن أنه يحتوي على غازات بدلاً من المعدن.
ويقول الباحثون إن هذه التغيرات الكيميائية الواضحة على القطع الفخارية لا يمكن أن تتم إلاّ في حرارة مرتفعة جداً، تبلغ نحو 4000 درجة مئوية.
غير أنهم يقولون أيضاً إن الحرارة المرتفعة لم تدم طويلاً لتحرق كلّ الخزف والفخاريات، حيث بقيت بعض القطع الموجودة تحت الأرض في حالة جيدة نسبياً.
وتقول سيلفيا فيليب، المشرفة على عمليات التنقيب في موقع تلّ الحمام الأثري في الأردن، إنه "ثمة ظاهرة طبيعية واحدة قد تفسر هذا الأمر: انفجار كوني، أي انفجار نيزك أو مذنّب بالمكان".
والانفجارات النيزكية ظاهرة يعرفها العلماء جيداً، آخرها كان في تونغوسكا (سيبيريا الروسية) في بداية القرن العشرين (1908)، وهو انفجار ترك أثراً كبيراً على شكل فوهة بركانية.
وتضيف فيليب "ولكن حتى الآن لم يتم العثور على أي فوهة بركانية (في تل الحمام)، أو حفرة، تؤكد حصول اصطدام ولذا لا يمكننا الحسم في هذه المسألة. نقدر أن انفجار المذنب أو النيزك حصل فوق الأرض".
سدوم وعمورة: بُعد ديني للمنطقة
في حين يبحث العلم عن الإجابات، تبدو هذه الأخيرة "جاهزة" في الدين.
فالرواية الدينية التي جاءت في سفر التكوين (العهد القديم) على سبيل المثال تقول إن "الله عاقب أهل مدينتي "سدوم" و"عمورة" بالنار والكبريت لما كانوا يرتكبونه من مفاسد".
كذلك يقول البعض إن سدوم وعمورة وغيرها من المدن التي خسفها الله بأهلها كانتا فعلاً في غور الأردن، إلا أنه لا إثباتَ علمياً يؤكد ذلك حتى اللحظة. (يورو نيوز)