- ضمن فعاليات الدورة الثامنة عشرة لمنتدى الإعلام العربي، الذي ينظمه نادبي دبي للصحافة في مركز دبي التجاري العالمي على مدار يومي 27 و28 مارس الجاري، أكد أمجد طه، رئيس المركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، أن الحقيقة دائماً عرضة للتزييف والتحريف والخداع، ما يجعلنا دائماً مطالبين للبحث فيما ورائها، لاسيما مع انتشار العديد من وسائل الإعلام الإخبارية من قنوات وصحف ومواقع إلكترونية، واستخدام بعض الجهات لتلك الوسائل لتوجيه الرأي العام لخدمة أجنداتها خاصة.
وأشاد طه بتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في البناء والثورة التنموية التي قادتها في وسط الصحراء بفضل قيادتها الرشيدة التي محت من قاموس عملها كلمة "مستحيل"، معتمدة على سواعد أبنائها التي تعتبرهم أغلى ثروات الوطن.
جاء ذلك خلال جلسة "ما وار الحقيقة" التي أقيمت ضمن اليوم الاستهلالي للمنتدى الذي يحضره 3000 مشارك من قيادات الإعلام العربي وكبار الكُتَّاب والمفكرين من بينهم 200 ضيف من المنطقة والعالم ضمن أكبر تجمع سنوي للإعلام تنظمه دبي بشكل سنوي.
وقدم رئيس المركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط في بداية الجلسة الشكر للحكومة النيوزلندية لاتخاذها شعار "التسامح" الذي أطلقته دولة الإمارات شعاراً للعام 2019، وسيلة تتصدى بها نيوزلندا لتداعيات الهجمات الإرهابية الأخيرة التي تعرضت لها، وراح ضحيتها نحو 50 من المسلمين، كما وجه تحية لجنود التحالف العربي المرابطين للدفاع عن الشرعية في اليمن الشقيق.
واستعرض طه خلال الجلسة تاريخ نقل الخبر عبر الصحف وأثير الإذاعة وشاشات التليفزيون، مشيراً إلى أن أول صحيفة عرفها العالم العربي كانت الوقائع المصرية والتي صدرت في العام 1800، ثم تلاها أول إذاعة من القاهرة في العام 1934، ليعقبها إذاعات أخرى في الجزائر والمغرب كانت مملوكة لأشخاص وليست حكومية، ومن ثم ظهور أول تليفزيون عربي في العراق في العام 1954، مشيراً على وصول عدد القنوات العربية اليوم إلى 1349 وهو ما يدل على التنوع الكبير في المواد الإخبارية من وسائل متعددة أصبح تحري الحقيقي منها أمراً صعباً.
الألفية الجديدة
ولفت طه إلى أنه مع دخول الألفية الجديدة، ظهر معها ما يعرف بالعوالم الافتراضية ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تشكل وكالات أنباء وحسابات إخبارية يملكها أشخاص لهم رؤاهم وأفكارهم، مشيراً إلى أن موقع تويتر عليه 6.3 مليون حساب عربي 64% منهم تقل أعمارهم عن الثلاثين ويغردون 27 مليون تغريده يومياً، وهو ما يدعونا للبحث عن الحقيقة فيما يُنشر من معلومات وأخبار قد تكون مزيّفة ومضللة وموجهه للنيل من شعوبنا العربية.
وأكد أن هناك 23 ألف حساب وهمي على تويتر رُصدت خلال الفترة الأخيرة تشن هجوما على دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لكنها قُوبلت برد مليوني مغرد برسائل تكشف الحقيقة وتوضح الزيف التي تعرضت له الأخبار بالصوت والصورة.
ونوّه رئيس المركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط إلى استخدام عدد من الدول لنفس الوسائل التي تستخدم لنشر الحقيقة في التضليل والخداع، من خلال قنوات تابعة لهم وتبث من دول وجماعات تشاطرهم الأجندات والمخططات الإرهابية الهادفة لهدم وتفريغ المجتمعات من الداخل من خلال التشكيك في كل ما هو حقيقي في الأوطان حتى يُفقِدوا الأفراد إيمانهم بأوطانهم.
وفي نهاية الجلسة شدد أمجد طه على ضرورة توعية المجتمع للتصدي للأخبار الكاذبة، وتعليم الأجيال الجديدة كيفية الاستفادة الإيجابية من التكنولوجيا الحديثة للتصدي للزيف الموجود على مواقع التواصل الاجتماعي وتبثه القنوات المتربصة بدولنا العربية، وتدعيم ذلك من خلال تضمين المناهج الدراسية لبعض المفاهيم الخاصة بأهمية تحري الحقيقة، وإنتاج أفلام ومسلسلات تدعم ذلك التوجّه الذي بات ضرورياً في عصر السماوات المفتوحة والفضاء الافتراضي.