أدين الكاردينال جورج بيل، وزير الخزانة في الفاتيكان، بتهمة الاعتداء الجنسي على طفلين في أستراليا، ما يجعله أعلى رجل دين كاثوليكي يدان في مثل تلك الجريمة.
وارتكب بيل انتهاكات بحق طفلين، عضوين بجوقة الإنشاد الديني، في كاتدرائية ملبورن في أستراليا، وذلك حسبما قررت هيئة محلفين، لكن بيل قال إنه غير مذنب.
وصدر الحكم في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لكن لم يكشف عنه إلا اليوم، لأسباب قانونية ومن المقرر أن يواجه بيل جلسات النطق بالحكم، بداية من الأربعاء، وتقدم بيل بطعن على الحكم.
ويتولى الكاردينال جورج بيل، البالغ من العمر 77 عاما، منصب وزير الخزانة في الفاتيكان، ويعد ثالث أقوى المسوؤلين فيه.
وقد عقدت جلستان لمحاكمة بيل العام الماضي، لأن هيئة المحلفين الأولى فشلت في التوصل إلى أدلة.
لكن هيئة محلفين ثانية أدانته، بتهمة ارتكاب انتهاك جنسي، بحق صبي تحت عمر 16 عاما، و4 تهم بشأن ارتكاب تصرف غير لائق، بحق طفل تحت 16 عاما.
واحتشدت وسائل الإعلام وجمهور غفير، لمشاهدة بيل أثناء خروجه من المحكمة الثلاثاء.
وواجهت الكنيسة الكاثوليكية حول العالم، خلال السنوات الأخيرة، سلسلة من المزاعم، بارتكاب قساوسة انتهاكات جنسية بحق أطفال، وكذلك التستر على تلك الانتهاكات.
وترجع وقائع القضية إلى عام 1996، حيث كان بيل مطراناً في كاتدرائية ملبورن، وارتكب انتهاكات بحق طفلين، يبلغان في ذلك الحين 13 عاماً، وذلك عقب قداس في الكنيسة، حسبما علمت محكمة "كاونتي كورت"، في ولاية فيكتوريا الأسترالية.
ثم ارتكب بيل انتهاكا آخر، بحق أحد الطفلين عام 1997.
احتشدت وسائل إعلام حول بيل لدى مغادرته المحكمة الثلاثاء واستمعت المحكمة المحلية لشهادة أحد الضحيتين، لكن الضحية الثاني مات عام 2014، بسبب جرعة زائدة من المخدرات ورفضت هيئة المحلفين ادعاء محامي بيل، بأن الاتهامات مجرد خيال من إبداع الضحيتين.
في بيان الثلاثاء، وصف أحد ضحيتي بيل الذي لا يزال على قيد الحياة - لا يمكن ذكر اسمه - القضية بأنها مُنهِكة و"لم تنته بعد".
وقال الرجل إنه عانى من "العار، الوحدة، الاكتئاب، والمشقة" بسبب الانتهاك.
وقال: "مثل كل الضحايا الذين يعيشون بهذا الانتهاك، استغرق الأمر مني سنوات، لكي أفهم انعكاسه على حياتي".
وقال مؤتمر الأساقفة الكاثوليك إن الإدانة "صدمت الكثيرين، عبر أنحاء أستراليا وفي العالم"، متعهدا بجعل الكنيسة "مكانا آمنا للجميع".
ورحبت جماعات الناجين من الانتهاكات بالحكم.
قال بيل في بيان الثلاثاء: "لقد حافظ الكاردينال بيل دوماً على براءته، وسيستمر في ذلك."
وأضاف البيان أن بيل ينتظر نتائج الطعن، الذي قدمه على الحكم.
يعد الكاردينال بيل (يسار) واحداً من أقرب المستشارين للبابا.
في مايو/ أيار الماضي، أصدر قاض أمرا قانونيا، يمنع النشر عن محاكمة بيل وكان ذلك الأمر القانوني يهدف إلى عدم التأثير على قضية أخرى، تم حفظها لاحقا، متعلقة بالكاردينال.
وتتعلق القضية التي تم حفظها بمزاعم منفصلة، تتهم بيل بالاعتداء على أطفال في السبعينيات من القرن الماضي، لكن المدعون سحبوا القضية، بسبب نقص الأدلة.
وأدى توقف المحاكمة في القضية المذكورة إلى رفع حظر النشر، عن القضية الحالية.
جورج بيل رجل دين أسترالي، بزغ نجمه كمؤيد قوي للقيم الكاثوليكية التقليدية، وغالبا ما يتبنى وجهات نظر محافظة، ومدافع عن تبتل القساوسة (عدم زواجهم) .
استُدعي بيل إلى الفاتيكان عام 2014، لتولي مسؤولية أموال الفاتيكان، ووصف كثيرا بأنه ثالث مسؤول في الكنيسة الكاثوليكة.
لكن مهنته تعرضت لمصاعب، في البداية بسبب مزاعم بأنه تستر على انتهاك قساوسة لأطفال، ثم لاحقا، حين اتُهم هو نفسه بارتكاب تلك الانتهاكات.
وتم تخفيض رتبة الكاردينال بيل، وأخرج من الدائرة المقربة من البابا، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وتنتهي مدة منصبه كوزير خزانة الفاتيكان يوم الأحد المقبل.
لم تناقش مسألة ارتكاب قساوسة لانتهاكات جنسية في العلن إلا نادرا، حتى السبعينيات من القرن الماضي، ولم تبرز تحت الأضواء إلا في الثمانينيات، وذلك في الولايات المتحدة وكندا.
ومنذ ذلك الحين، ظهرت أدلة على انتهاكات واسعة، من جانب قساوسة حول العالم.
وفي أستراليا، توصلت لجنة تحقيق إلى أن 7 في المئة من القساوسة، على مستوى البلاد، ارتكبوا انتهاكات جنسية بحق أطفال.
وأسس البابا فرانسيس لجنة، للتعامل مع الانتهاكات الجنسية. وفي السنوات الأخيرة، تعهد باتخاذ تحرك قوي ضدها، واصفا رجال الدين، الذين يرتكبون تلك الانتهاكات، بأنهم "أدوات للشيطان".
لكن منتقدين يقولون إن البابا بإمكانه أن يفعل المزيد، لمكافحة الانتهاكات الجنسية بحق الأطفال، وأولئك الذين يتسترون على ذلك.//