د. جميل الشقيرات
التقاعد مرحلة يتوقف فيها الشخص عن ممارسة العمل الرسمي لأسباب منها بلوغ السن القانونية أو بناءً على الرغبة الشخصية أو الإعفاء من العمل بقرار من المسؤول صاحب الصلاحية ويعتبر نقلة مهمة في حياة الشخص حيث يتوقف عن نسق يومي اعتاد عليه لفترة طويلة ليجد نفسه فجأة لديه فراغ كبير ليبدأ بالبحث عن طرق ووسائل لاستغلال هذا الوقت في مجالات مفيدة .
ومن مزايا التقاعد انه فرصة للشخص للتحرر من المسؤولية وأعباء العمل وفرصة أخرى لاكتشاف ذاته والإنخراط في خدمة المجتمع طوعاً بما يتناسب مع مهاراته وقدراته وتقديم الخدمة والرعاية لاُسرته التي قد تكون حرمت منها أثناء عمله.
يعتقد الكثيرون بأن دور المتقاعدين قد انتهى ولا يعرفون بأنهم طاقات كبيرة قدموا للوطن عصارة فكرهم وجهدهم ومن باب الوفاء والاحترام لهم لا بد من النظر لهم على أنهم كانوا وما زالوا أصحاب عطاء وهمم عالية وجسوراً من الخبرة لأجيال المستقبل.
حدثني أحد المحافظين بأنه تم إبلاغه بالتقاعد وهو في زيارة لإحدى الدوائر التابعة له وأخبرني مدير عام بأنه علم بالإحالة على التقاعد من خلال إبنه بعد مشاهدته لإسمه عبر أحد المواقع الألكترونية ومدير تربية تم إبلاغه بالتقاعد عن طريق موظف فئة ثالثة في الوزارة. بمثل هذه الطرق يتم إبلاغ من يحالوا على التقاعد سواء بالمؤسسات المدنية أو العسكرية وتعتبر ممارسات مؤلمة جداً ولها وقع سلبي على نفوس كل المتقاعدين ، فلماذا لا يكون هناك آلية موحدة وجاهزية الإبلاغ عن التقاعد احتراماً للموظف حتى يشعر بأنه ما زال يملك كرامته الوظيفية ؟
ولماذا لا يحذو المسؤولون حذو جلالة الملك الذي يقوم باستقبال الوزراء الذين تنتهي أعمالهم بعد كل تشكيل حكومي ويقدم لهم الشكر على جهودهم أثناء عملهم ؟
فهل يكلف الوزراء أنفسهم ويشكرون من أحيلوا على التقاعد ورسم صفحة ناصعة في ذاكرتهم عوضاً عن جرعة سلبية تؤثر على مستوى الولاء والانتماء مستقبلاً ؟.
لا نريد أن يكون المتقاعدون طاقات مهدورة ، ولا بد من وضع استراتيجية وطنية للإستفادة منهم كخزانات خبرة لا تنضب وعقول حكيمة لا غنى عنها.//